وورى الثرى أمس بمسقط رأسه بمدينة القل
الجزائر تفقد طبيب ثورة التحرير عبد الرحمن خان
- 512
ووري الثرى، زوال أمس، جثمان المجاهد والوزير الأسبق، عبد الرحمن خان بمقبرة "كسير الباز" بمدينة القل بولاية سكيكدة ضمن مراسم حضرها الأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق والسلطات المحلية المدنية والعسكرية وأفراد عائلته وأقاربه ومجاهدين وجمع من ا لمواطنين.
ووضع جثمان المجاهد الفقيد بمنزله العائلي بمدينة القل لإلقاء النظرة الأخيرة قبل أن ينقل إلى مثواه الأخير في جو جنائزي مهيب بمقبرة "كسير الباز". وتطرق العيد ربيقة، الأمين العام لوزارة المجاهدين كلمة تأبينيه إلى خصال وسيرة الراحل ومناصب المسؤولية التي تقلدها خلال مشواره الجهادي والسياسي. وانتقل المجاهد والمناضل عبد الرحمن خان كاتب الدولة السابق بالحكومة الجزائرية المؤقتة والطبيب الرئيسي بالولاية التاريخية الثانية "الشمال القسنطيني" إلى جوار ربه، أول أمس، عمر ناهز 89 سنة. وولد الفقيد سنة 1931 بمدينة القل أين ناضل في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية وتابع دراسته في الطب بجامعة الجزائر التي كان خلالها أحد أهم المبادرين سنة 1955 إلى تأسيس الاتحاد الوطني للطلبة المسلمين الجزائريين. كما كان من أكبر المتحمسين لشن إضراب الطلبة الجزائريين حيث حرر نص بيان إعلان الإضراب يوم 19 ماي 1956 بطلب من الرئيس السابق للحكومة الجزائرية المؤقتة، بن يوسف بن خدة، قبل أن يلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني حيث تم ترقيته إلى رتبة نقيب مكلف بالصحة. وأكمل الراحل دراسته في مجال الطب مباشرة بعد استعادة الاستقلال الوطني وترأس هيئة تثمين الثروات الباطنية الجزائرية ثم ديوان التعاون الصناعي سنة 1966 قبل أن يعين وزيرا للأشغال العمومية.
وشغل الفقيد عبد الرحمن خان منصب أمين عام منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبيك" وبعدها رئيسا لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو". وكان الوزير الأول السيد، عبد العزيز جراد نعى الفقيد عبر تغريدة على صفحته الرسمية بفايسبوك مبرزا إخلاصه للوطن، وقدم تعازيه الخالصة لأسرة الراحل ورفقائه. كما بعث السيد صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة بالنيابة برقية تعزية اثر وفاة المجاهد عبد الرحمن خان مستذكرا مسيرته الحافلة عبر نضاله الطويل في الحركة الوطنية وفي الحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية.
وأكد قوجيل في برقية التعزية، لقد تلقيت بتأثر شديد وحزن عميق نبأ انتقال المغفور له الأخ المجاهد عبد الرحمن أو "سي لمين " إلى رحمة الله وعفوه والذي يعد واحدا من الرعيل الأول لثورة التحرير المجيدة تغمده المولى برحمته وأواه إلى جواره. واستذكرت البرقية مسيرة الراحل "الحافلة بنضاله الطويل ضمن الحركة الوطنية والحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية وفي مختلف المسؤوليات والمهام التي اضطلع بها بعد استعادة السيادة الوطنية داخل الوطن وخارجة".