الجزائر شريك استراتيجي للولايات المتحدة

الجزائر شريك استراتيجي للولايات المتحدة
جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق
  • 803
ق .س ق .س

❊ إعلان ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية خطأ فادح

أكد جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، أن الجزائر  تبقى "شريكا استراتيجيا" للولايات المتحدة في عديد القضايا، واصفا علاقات التعاون بين البلدين بـ"الممتازة"

وجاءت تصريحات الدبلوماسي الأمريكي في  مقابلة أجراها معه المركز الجزائري للدبلوماسية الاقتصادية تناولت بشكل خاص نظرته للأمن الدولي والعلاقات الأمريكية الجزائرية، التي وصفها بـ"العلاقات الممتازة" في عديد مجالات التعاون، بقناعة أن الجزائر "شريك استراتيجي" لبلاده. وأضاف بخصوص نظرته لمستقبل التعاون بين بلاده والجزائر في حل الأزمات الأمنية وخاصة في دول مالي والنيجر وليبيا التي تتعرض لتهديدات كبيرة كمخاطر الإرهاب وسبل مساعدة هذه الدول في التخفيف من أزماتها أو إنهائها، أن "التهديد الإرهابي لا يزال خطيرا للغاية وأعتقد أنه كان خطأ آخر ارتكبته الإدارة الأمريكية السابقة التي عمدت إلى تقليص قدرات القيادة الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" في القارة رغم التعاون الممتاز الذي كان يميز  العلاقة بين "افريكوم" وجيوش دول مالي والنيجر وموريتانيا في مجال مكافحة الإرهاب، مشددا على أهمية "زيادة التعاون" في هذا المجال مع الجزائر. ولدى استفساره عن الوضع القائم في منطقتي شمال إفريقيا والساحل بعد أن تحول الوضع إلى أزمة إنسانية، أكد بولتون  بوجود صعوبات تواجهها دول الساحل، مشيرا إلى "إننا جميعا نريد تحقيق الاستقرار في شمال وغرب إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط".

وحظيت الأزمة في ليبيا والنزاع بالصحراء الغربية، بحظ أوفر في حديث المسؤول الأمريكي الذي  تأسف لاستمرار معاناة الشعب الليبي من "الحرب الأهلية" التي تعصف به والتي أدت إلى تدفق اللاجئين إلى أوروبا وشمال إفريقيا، وولد صعوبات كثيرة للشعب الليبي، وقال "لدينا رغبة مشتركة في حسم الوضع في ليبيا في نفس الوقت الذي حذر فيه من التدخلات الأجنبية في هذا البلد ومن استغلال العناصر الإرهابية للوضع وتحويل  أراضيها إلى قاعدة خلفية لعملياتها. وقال بولتون بخصوص النزاع بالصحراء الغربية أنه بلغ وضعا خطيرا متهما إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب بارتكاب خطأ استراتيجي باعترافه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المحتلة. وقال إن عدم تنظيم الاستفتاء الذي تعهدت به المجموعة الدولية للشعب الصحراوي منذ عام 1991 زاد من حدة توتر النزاع ومن مخاطر تأزم الوضع في منطقة شمال إفريقيا والساحل على وجه التحديد "في الوقت الذي كان يتعين العمل من أجل إيجاد حلول لهذه القضايا لاستعادة الاستقرار المفقود إليها. وكان رد المسؤول الأمريكي السابق واضحا  في تناوله لإعلان الرئيس ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية  معتبرا ذلك بمثابة "خطأ فادح من عدة جوانب"، معربا عن أمله في "ألا يكون لذلك  تأثير سلبي دائم على العلاقات الأمريكية ـ الجزائرية".

وقال إنه يتوقع أن تتفهم إدارة  الرئيس جو بايدن ذلك تماما ولذلك فإنه من الضروري الإسراع لاتخاذ موقف يعاكس الاعتراف بالسيادة المغربية وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي". وقال جون بولتون حول توقعاته بشأن أولويات الإدارة  الأمريكية الجديدة في مناطق التوتر والنزاع، إن "النظرة العامة لم تتضح بعد  وأعتقد أن ذلك سيكون موضوع نقاش كبير في الولايات المتحدة يتناول الأسئلة الاستراتيجية الكبرى حول كيفية التعامل مع الصين وروسيا إلى تهديدات انتشار أسلحة الدمار الشامل وخطر الإرهاب وحل النزاعات الإقليمية، وهي كلها قضايا مهمة للغاية وأعتقد أنه سيكون هناك الكثير من الاهتمام لكيفية متابعة إدارة بايدن لحل بعض هذه القضايا".