التقى رئيس المجلس الشعبي الوطني ووزراء.. نائب رئيس البنك الدولي:

الجزائر قادرة على البروز كدولة رائدة في المنطقة

الجزائر قادرة على البروز كدولة رائدة في المنطقة
الجزائر قادرة على البروز كدولة رائدة في المنطقة
  • 252
عادل. م عادل. م

أكد نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عصمان ديون، خلال استقباله، أول أمس، من قبل رئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي، أن الاقتصاد الجزائري بإمكانه تحقيق المزيد من النمو وبشكل أسرع، منوّها بالتطوّر النوعي الذي تشهده الشراكة بين الجزائر والمؤسّسة المالية الدولية.
جدّد ممثل البنك الدولي، التأكيد على النتائج الجيدة التي عملت على تحقيقها السلطات الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، معتبرا الإنجازات التي حقّقها الاقتصاد الجزائري في السنوات القليلة الأخيرة من شأنها أن تقرّبه مما أنجزته اقتصاديات ناشئة عبر العالم كفيتنام "وهو هدف في متناول الاقتصاد الجزائري والمؤسّسات الجزائرية".
وفي حين أشار إلى أن الشراكة بين الجزائر والبنك الدولي "خصبة وقوية جدا في الوقت الحالي وستعزّز أكثر"، ذكّر ديون بدور المؤسّسة المالية في محاربة الفقر عبر العالم من خلال تمويلها مشاريع التنمية التي تغطي مختلف القطاعات للوصول إلى "هدف مقاسمة الازدهار بين مختلف دول العالم"، كاشفا عن تلقي البنك الدولي مؤخرا لتعهدات بمبلغ قدره 100 مليار دولار عبر وحدته المختصة بتقديم المنح والقروض منخفضة الفائدة لدعم الدول ذات الدخل المنخفض في غضون السنوات الثلاث المقبلة.
 وأكد نائب رئيس البنك الدولي أن البنك يشجع دعم الاقتصاد الجزائري للقطاع الخاص الوطني والاستثمارات الأجنبية المباشرة بما يساهم في خفض نفقات الدولة، موازاة مع تقوية المؤسّسات الوطنية ومرافقتها للحصول على حصص أكبر في الأسواق الأجنبية، لافتا إلى أن السوق الإفريقية تعد "سوقا كبيرة وواعدة" بالنسبة للمنتجات الجزائرية، حيث دعا إلى اغتنام فرص التعاون مع البنك الدولي لاسيما ما يتعلق ببرامج التبادل التقني والتكوين، مجدّدا استعداد البنك الدولي لتعزيز الشراكة مع الجزائر بغية الوصول لنتائج ملموسة من شأنها تسريع الديناميكية الإيجابية التي انخرطت فيها الجزائر.
بدوره، أكد بوغالي على الأشواط التي قطعها الاقتصاد الجزائري في السنوات القليلة الماضية لاسيما من خلال الإصلاحات التي مسّت عديد القطاعات على غرار المالية والاستثمار والرقمنة، ما انعكس على النمو الذي أضحى يسجّله الاقتصاد الوطني برغم الظرف الدولي الصعب وغير المناسب، لافتا إلى أن تقارير البنك الدولي أبرزت هذه المنجزات ونوّه من خلالها بمعدل النمو بـ4% وكذا بارتفاع مستوى دخل الجزائري حيث انتقلت الجزائر إلى خانة الدول متوسطة الدخل.
كما تطرّق بوغالي إلى مساهمة البرلمان والدبلوماسية البرلمانية في الإصلاحات الاقتصادية، معربا عن تطلع المجلس إلى تطوير التعاون مع البنك الدولي في مجال تكوين البرلمانيين وإطارات المجلس.
من جهته، استقبل وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجدّدة، محمد عرقاب، أول أمس، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي بحث معه سبل تعزيز التعاون الثنائي في القطاع. وناقش الجانبان خلال اللقاء الذي جرى بمقر الوزارة، بحضور كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة، المكلّفة بالمناجم، كريمة طافر، وكاتب الدولة لدى وزير الطاقة، المكلّف بالطاقات المتجدّدة، نور الدين ياسع، إمكانيات التعاون فيما يتعلق بتبادل الخبرات والمساعدات التقنية في المشاريع الجارية والمستقبلية خاصة في مجال تطوير الطاقات المتجدّدة والنجاعة الطاقوية والمناجم.
كما استقبل وزير المالية لعزيز فايد، نائب رئيس البنك الدولي وتباحث معه حول سبل تعزيز التعاون الثنائي. كما شكل اللقاء فرصة لمناقشة التوجّهات الاقتصادية العالمية وآثارها على منطقة الشرق الأوسط وأهم التوصيات من أجل تعزيز صمود اقتصاديات دول المنطقة.
وقد شدّد فايد، بالمناسبة، حسب بيان الوزارة، على رغبة الجزائر في تعزيز الأداء الاقتصادي الإيجابي المحقّق في سياق عالمي معقّد، وذلك من خلال وضع إطار مستقبلي على المدى المتوسط والطويل، يأخذ بعين الاعتبار الإستراتيجية والأولويات الوطنية في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتحديات المتعلقة بغموض النظام الاقتصادي والمالي العالمي. واتفق الطرفان على العمل من أجل إبراز الجهود والإنجازات الاجتماعية والاقتصادية للجزائر دوليا.
وأكد ديون في هذا السياق، أن الجزائر بإمكانها البروز كدولة رائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عديد المجالات، وهنّأ الجزائر على النتائج المشجّعة التي تسجلها والتي مكنتها من إطلاق اقتصاد "قوي ومستدام"، مؤكدا استعداد مؤسسته لتوسيع وسائل الدعم التقني والمرافقة.
وخلال استقباله من قبل الرئيس المدير العام لمجمّع سونلغاز مراد عجال أكد السيد ديون على المكانة الهامة لهذا المجمّع في السوق الاقتصادية العالمية والإفريقية، مشيدا بأدائه اللافت خلال صيف 2024، حيث اعتبر سونلغاز من المؤسّسات الطاقوية القليلة في العالم التي استطاعت ضمان استمرارية الخدمة، رغم درجات الحرارة الاستثنائية التي شهدها العالم هذا العام، مجدّدا التأكيد على اهتمام المؤسّسة المالية الدولية بالتعاون مع المجمّع الجزائري، في إطار "رؤية فعّالة وطويلة الأمد"، خاصة في مجالات الطاقات المتجدّدة، ولاسيما إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية وكذا مشروع الشبكة المترابطة بين دول شمال إفريقيا.