الرئيس تبون يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس محمود عباس
الجزائر مع فلسطين “ظالمة أو مظلومة” إلى الأبد
- 1260
❊رسالة شكر وتقدير لمن زرعوا شجرة زيتون قبالة القدس الشريف
❊تكريم الرئيس تبون بفلسطين باعتباره “شخصية عام 2020”
تلقى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، اتصالا هاتفيا من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، اطمأن من خلاله على حالته الصحية وتمنى له الشفاء التام والعاجل، في حين طلب الرئيس تبون من نظيره الفلسطيني تبليغ شكره وتقديره الخاص، مرفوقا بمشاعر الأخوة لمن زرعوا باسمه شجرة زيتون على جبل الزيتون قبالة القدس الشريف ومن خلالهم إلى الشعب الفلسطيني كافة.
وأشار بيان لرئاسة الجمهورية، إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اغتنم هذه السانحة ليطلب من رئيس الجمهورية نقل تهانيه الحارة للشعب الجزائري بمناسبة حلول السنة الجديدة، كما طلب الرئيس تبون “من أخيه محمود عباس تبليغ خالص تهانيه للشعب الفلسطيني بنفس المناسبة” . وتأتي هذه المكالمة الهاتفية أياما بعد غرس مؤسسة “سيدة الأرض” الفلسطينية، شجرة زيتون في أعلى منطقة بمدينة القدس بجبل الزيتون باسم الرئيس عبد المجيد تبون، احتراما وتشريفا له وتعبيرا عن الرمزية العالية التي تمثلها الجزائر لدى عامة الشعب الفلسطيني، حيث أشادت هذه المؤسسة بمواقف الرئيس تبون تجاه فلسطين، معتبرة إياها “بمثابة ضوء ينير الوجدان الفلسطيني والعربي”. وفي انتظار إقامة حفل تكريم الرئيس تبون “شخصية العام 2020” اليوم الاثنين في مسرح الهلال تحت شعار “فلسطين قضية الأحرار”، تحمل مبادرة غرس الشجرة معاني كثيرة، إذ رغم البعد الجغرافي بين شعبي البلدين، إلا أنه تربطهما أواصر أخوة عميقة، تضرب في أرض مباركة أصلها فلسطيني ثابت وفرعها جزائري في السماء.
الجزائر متمسكة بمواقفها السيادية
ففي الوقت الذي تشهد فيه الساحة العربية هرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، لم يتردد الرئيس تبون في تجديد الموقف الثابت للجزائر بكل شجاعة، في سياق تأكيد المواقف السيادية للجزائر لدعم القضايا العادلة، على غرار القضية الفلسطينية التي أدار لها بعض العرب ظهورهم، تطبيقا لما يسمى بـ"صفقة القرن” التي سعت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب فرضها، في حين جدّدت الجزائر دعمها القوي والدائم للقضية ولحق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابل للتصرف أو السقوط بالتقادم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وكان رد الجزائر سريعا وصريحا بعد إقدام بعض الدول العربية على التطبيع مع الكيان الصهيوني، من خلال تأكيد الرئيس تبون “بأن مواقف الجزائر ثابتة إزاء القضية الفلسطينية”، باعتبارها “قضية مقدسة بالنسبة إلينا وإلى الشعب الجزائري برمته وهي أم القضايا”، متأسفا “للهرولة والتطبيع”.
سفينة الأمان تواصل الإبحار رغم الأمواج المتلاطمة
هذا الموقف الثابت، أثلج صدور الفلسطينيين الذين يعتبرون الجزائر بمثابة السند القوي الذي لم يتأثر بموجات التغيير رغم الظروف الصعبة التي واجهتها، حيث ظلت سفينة الأمان تصارع الأمواج المتلاطمة والرياح العاتية من كل حدب وصوب، مواصلة سيرها بكل عزم وثبات، إذ يكفي التذكير بأن الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية كان على أرضها، في وقت كان العالم يشهد تجاذبات سياسية قوية.
الموقف الثابت للجزائر، جدده أيضا منذ يومين الدبلوماسي السابق نورالدين جودي خلال ندوة نظمت بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لرحيل الرئيس هواري بومدين صاحب مقولة “الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، وبقناعة أنها قضية الأمة المقدسة على غرار القضايا العادلة عبر العالم والتي قطعت الجزائر معها عهدا من أجل دعمها.
وما أشبه اليوم بالبارحة، حيث ما فتئ الرئيس تبون يجدّد نفس مواقف الجزائر إزاء القضايا العادلة خصوصا القضية الفلسطينية، ليسير بذلك على نفس خطى الرئيس الراحل هواري بومدين، الذي أكد بأنها تبقى على مبادئها مهما كان الثمن.
وليس غريبا أن يعبر الشعب الفلسطيني عن محبته للجزائر من خلال مشاركته أفراحها وأحزانها من الاراضي المحتلة، حيث يبقى العلم الجزائري حاضرا إلى جانب العلم الفلسطيني في كل المناسبات، تقديرا للمواقف التضامنية للشعب الجزائري تجاه فلسطين، حيث ظل الفلسطينيون يتابعون كل التطوّرات التي تشهدها الجزائر على غرار الحراك الشعبي الذي اتصف بالسلمية التي أبهرت العالم.
ولازال المتابعون يتذكرون هنا الدموع التي ذرفها السفير الفلسطيني السابق لدى الجزائر، لؤي عيسى، خلال حديثه عن الحراك الشعبي، حيث وجّه رسالة إلى الجزائريين قال فيها “إنكم أثبتم بأنكم حضاريون وقادرون على عمل الكثير..أنتم آخر سند لفلسطين. عبروا عن أنفسكم كما شئتم.. تظاهروا واختلفوا واتفقوا لكن حافظوا على وحدتكم.. إذا كنتم تحبون فلسطين قدموا لنا هذا”.