كونه محوريا في تحسين إدارة بعض الأمراض كالسرطان.. عرقاب:
الجزائر ملتزمة بتعزيز الطب النووي
- 162
❊ اختيار الجزائر مركزا لمبادرة "شعاع الأمل" شهادة على خبراتها في تقنيات الطب النووي
❊ تعزيز دور الجزائر الإقليمي في الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا النووية
❊ إشادة دولية بدور الجزائر في تطوير المنظومة الصحية محليا وقاريا
أكد وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجدّدة، محمد عرقاب، أمس، إدراك الجزائر لأهمية الاستفادة من التطبيقات السلمية للطاقة النووية في الطب، مبرزا أن هذه التطبيقات تلعب دورا محوريا في تحسين إدارة بعض الأمراض مثل السرطان وتعزيز النظام الصحي باستخدام أحدث التقنيات.
عبر عرقاب في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام للوزارة، عبد الكريم عويسي، خلال افتتاح أشغال الطبعة الأولى للمؤتمر الدولي في مجال الطب النووي، عن التزام الجزائر بتعزيز الاستخدام السلمي في القطاع الصحي، لا سيما في مجالات الطب النووي، العلاج الإشعاعي والتصوير الطبي، مبرزا بأن هذه التطبيقات "تلعب دورا محوريا في تحسين إدارة بعض الامراض مثل السرطان، وتعزيز النظام الصحي باستخدام أحدث التقنيات".
ولفت الوزير إلى أن الجزائر "تدرك أهمية الاستفادة من التطبيقات السلمية للطاقة النووية في الطب، مع الالتزام الصارم بالمعايير الدولية، ومن هذا المنطلق فإنها "تسعى لتعزيز دورها الإقليمي في الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا النووية كأداة لدعم التنمية المستدامة". وأشار إلى أن الجزائر تستثمر موارد مالية وبشرية "هائلة" في تطوير الطب النووي من خلال إنشاء وتشغيل مرافق متخصّصة مثل مركزي البحث النووي بالدرارية بالجزائر العاصمة وبيرين (الجلفة)، لإنتاج النظائر الطبية المشعة محليا، بالإضافة إلى تحديث المرافق الطبية واقتناء المعدات المتطوّرة، فضلا عن تكوين الخبراء في هذا المجال، بالتعاون مع الهيئات الدولية، في مقدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعلى الرغم من التحديات المرتبطة بتكاليف البنية التحتية ونقص الكفاءات المؤهّلة، تواصل الجزائر، حسب الوزير، مساعيها لضمان الوصول إلى الرعاية الصحية المعتمدة على التكنولوجيا النووية وتقليل الاعتماد على الواردات، بما يحقق استقلالية وطنية في هذا المجال الاستراتيجي. كما تسعى إلى تعزيز دورها كفاعل إقليمي من خلال تقديم خبراتها وتوفير مرافقها للتدريب في مجال الطب النووي للدول المجاورة، مما يساهم في دعم التعاون الإقليمي والدولي لتحسين الوصول إلى علاجات السرطان في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط".
من جهة أخرى، ذكر الوزير بأن اختيار الجزائر مؤخرا كمركز رئيسي لمبادرة " شعاع الأمل"، التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يعد شهادة على كفاءة بنيتها التحتية وخبراتها في تقنيات الطب النووي، مبرزا أن هذه المبادرة تعزّز جهود الجزائر، ليس فقط في تحسين إدارة الأمراض الخطيرة، بل أيضا في دعم الاستقلال الإقليمي في مجال التكنولوجيا الطبية.
وبخصوص المؤتمر، المنظم من طرف الجمعية الجزائرية للطب النووي، محافظة الطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوضح عرقاب أنه يعتبر "فرصة قيمة لتبادل الخبرات وتعزيز الكفاءات في مجال الطب النووي، بما يساهم في الحفاظ على الصحة العمومية وضمان توفير الرعاية اللازمة للمرضى". وأكد أن التزام الجزائر الراسخ بتنظيم وإنجاح مثل هذه التظاهرات العلمية يتماشى مع السياسة الوطنية الرشيدة، تحت القيادة السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى دعم الاستثمارات في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، خاصة في المجال الصحي، مشيرا إلى أن هذه الجهود تستند إلى رؤية استراتيجية تستهدف تحقيق التنمية الاقتصادية والتكنولوجية واستغلال موارد الطاقة على النحو الأمثل.
من جهته، نوّه محافظ الطاقة الذرية، عبد الحميد ملاح، بالدور الاستراتيجي الذي تلعبه هيئته، خصوصا في تعزيز تطبيقات الطب النووي وتطوير المهارات، مبرزا تقاسم الجزائر لتجربتها من خلال استقبال المتربصين من عديد الدول، فيما دعا رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، خلال تدخله، إلى إشراك المجتمع المدني في تطبيق الطب النووي الذي يساهم في إنقاذ الأرواح من منطلق تحقيق التكافؤ الاجتماعي والرعاية الصحية للجميع.
أما نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليو هوا، فنوّه في تسجيل مرئي له خصّص للحدث بدور الجزائر في تطوير المنظومة الصحية محليا وقاريا، مشيدا بمجهوداتها في تكوين الممارسين في الطب النووي.
بدوره، أوضح رئيس الجمعية الجزائرية للطب النووي، عماد الدين غضبان، أن المؤتمر يأتي تماشيا مع توصيات السلطة العليا للبلاد على رأسها السيد رئيس الجمهورية الذي يولي أهمية كبرى للتكفّل بمرضى السرطان وتطوير المنظومة الصحية. وأوضح أن الحدث، الذي يسمح بتبادل الأفكار حول مواضيع أساسية، على غرار التشخيص النووي لأمراض القلب، الذكاء الاصطناعي في الطب النووي، التنظيم والصيدلة الإشعاعية وكذا العلاج التشخيصي النووي، يعتبر فرصة للتنسيق بين القطاع العام والخاص، الترويج للطب النووي كمسار مهني جدي وواعد، وكذا تحسين كفاءة خدمات الطب النووي ودعم فعالياتها.