أكد بقمة "تيكاد" حرصها لدفع أجندة الاندماج القاري.. واضح:
الجزائر ملتزمة بتعزيز مكانة إفريقيا كقوة اقتصادية فاعلة

- 189

❊دعم المسار التنموي للقارة يستوجب وضع التحوّل الاقتصادي في صلب الأولويات
❊النمو المتصاعد للجزائر رسّخ اندماجها في ديناميكيات التجارة القارية الحرة
❊النهج الجزائري قائم على الاستقلالية الاقتصادية والتحرّر من المديونية الخارجية
❊الجزائر تعمل على توطيد شراكات إستراتيجية مع اليابان وسائر الشركاء في آسيا
❊قمّة طوكيو إطار استراتيجي وآلية فعّالة للتعاون القائم على التضامن
أكد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسّسات الناشئة والمؤسّسات المصغّرة، نور الدين واضح، التزام الجزائر بتعزيز مكانة إفريقيا كقوة اقتصادية فاعلة في النظام الدولي، مستعرضا أمام القمّة التاسعة لمؤتمر طوكيو حول التنمية في إفريقيا "تيكاد2025"، حيث شارك ممثلا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، التجربة الجزائرية في مسار التنمية، وتطوّر مؤشرات الاقتصاد الوطني بفضل الإصلاحات العميقة وسياسة تعزيز الإنتاج الوطني وتنويع الصادرات خارج المحروقات.
شدّد واضح في كلمة ألقاها خلال الجلسة المخصّصة للقضايا الاقتصادية، في القمة التاسعة لمؤتمر طوكيو، على التزام الجزائر الراسخ بدفع أجندة الاندماج القاري وتعزيز مكانة إفريقيا كقوة اقتصادية فاعلة ومؤثرة في النظام الدولي، من خلال الاستثمار الأمثل للطاقات الواعدة وترسيخ قيم التضامن والوحدة والتكامل الاستراتيجي. ولفت، في سياق ذي صلة، إلى أن القارة الإفريقية تعيش مرحلة حاسمة من مسارها التنموي والاقتصادي، تستوجب وضع التحوّل الاقتصادي في صلب الأولويات، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك، يمر عبر 4 ركائز أساسية، يتقدمها، حسبه، الابتكار والتكنولوجيا باعتبارهما رافعة حقيقية للتنمية، خاصة من خلال التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي، مبرزا الدور المحوري للشركات الناشئة الإفريقية في خلق الثروة وتوفير فرص العمل.
وتتعلق الركيزة الثانية بالاستثمار الأجنبي المباشر، حسب الوزير، الذي اعتبر أن تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى إفريقيا "أمر ضروري لدفع النمو"، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقات المتجدّدة والصناعات التحويلية، غير أنه شدّد على "ضرورة أن تتماشى هذه الاستثمارات مع الأولويات المحلية وأن تحترم المعايير البيئية والاجتماعية"، مضيفا بأن الركيزة الثالثة تشمل الثروات الطبيعية، التي قال بشأنها إنه "رغم أهميتها كدعامة أساسية للنمو، إلا أن الاعتماد المفرط عليها جعل الاقتصادات الإفريقية عرضة للتقلبات والأزمات"، داعيا إلى اعتماد إدارة رشيدة وعادلة للموارد، تكون مقرونة بتنويع القاعدة الاقتصادية باعتبارها شرطا لتحقيق التنمية المستدامة وترسيخ الاستقرار.
وتتمثل الركيزة الرابعة، في الرصيد البشري، حيث نوّه واضح بـ"الرصيد الهائل للشباب الإفريقي الموهوب والمبدع"، معتبرا الاستثمار في التعليم والتكوين والمقاولاتية لتوفير فرص عمل لائقة "شرط جوهري لتحويل هذا الرصيد إلى قوة دافعة للتحوّل الاقتصادي". من جهة أخرى، استعرض الوزير التجربة الجزائرية في مسار التنمية، لافتا إلى أن "الاقتصاد الوطني حقّق معدلات نمو متصاعدة بفضل إصلاحات هيكلية عميقة وسياسة طموحة تهدف إلى تعزيز الإنتاج الوطني وتنويع الصادرات خارج المحروقات، مما رسخ اندماج الجزائر في ديناميكيات التجارة الإفريقية القارية الحرة وجعلها تحتل موقعا ثالثا أكبر اقتصاد إفريقي". كما أبرز خصوصية النهج الجزائري القائم على "الاستقلالية الاقتصادية والتحرّر من المديونية الخارجية". وفي إطار التعاون الدولي، أشار الوزير إلى أن "الجزائر تعمل على توطيد شراكات إستراتيجية مع اليابان وسائر الشركاء في آسيا، خصوصا في مجالات التكنولوجيا، الصناعة التحويلية، الطاقات المتجدّدة ونقل الخبرة في الابتكار والتسيير العصري، بما يتماشى مع أولويات التنمية الإفريقية".
وبالمناسبة، ذكر واضح بمكانة قمّة طوكيو كإطار استراتيجي للحوار وآلية فعّالة لدعم التعاون القائم على التضامن والاحترام والمنفعة المتبادلة.