فيما أكدتا مساندتهما للحوار في حل المشاكل العربية

الجزائر ومسقط تراهنان على ترقية التعاون الاقتصادي

الجزائر ومسقط تراهنان على ترقية التعاون الاقتصادي
  • القراءات: 937
مليكة خلاف مليكة خلاف
تراهن الجزائر وسلطنة عمان على التوصل إلى نتائج مرضية وطموحة خلال الدورة المشتركة، المزمع عقدها قبل نهاية السنة الجارية بمسقط، للارتقاء بشراكتهما إلى مستويات عليا. كما يعتزم البلدان تحضير نصوص من شأنها تعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات، كالنقل البحري والجوي، بالإضافة إلى قطاعات أخرى كالسياحة والزراعة والتجارة.  
جاء ذلك خلال ندوة صحفية مشتركة نشّطها، أول أمس، وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي السيد رمطان لعمامرة بمعية نظيره العماني يوسف بن علوي بن عبد الله، بمقر وزارة الخارجية؛ حيث وصف السيد لعمامرة زيارة نظيره العماني بـ "الناجحة"،مضيفا أنها جاءت في وقتها المناسب، وستفتح آفاقا واعدة لتنمية العلاقات الثنائية. وإذ أكد الأهمية التي تكتسيها الدورة المشتركة المقبلة؛ من منطلق أنها ستحدد آفاق التعاون الثنائي، أشار السيد لعمامرة إلى أن "مستثمرين من سلطنة عمان سيزورون الجزائر في المستقبل في إطار تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وترقيتها إلى مستوى العلاقات السياسية".
ويرى رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يشهد تطورا متزايدا، مستشهدا في هذا الصدد بتدشين الوزير الأول السيد عبد المالك سلال منذ أشهر، مصنعا للأمونياك بوهران، الذي تم إنجازه في إطار شراكة جزائرية - عمانية. أما فيما يتعلق بالشق السياسي، فأكد أن الطرفين يتبادلان الآراء والتحاليل باستمرار، وينسّقان أيضا في مختلف القضايا العربية والدولية من خلال تبادل الزيارات واللقاءات. وفي سياق الحديث عن القضايا الإقليمية والجهوية، قال السيد لعمامرة إن البلدين يدعمان الحلول العربية للمشاكل التي تواجه الأمة، حيث أشار إلى أن الجزائر وسلطنة عمان عنصران إيجابيان في تفعيل العمل العربي المشترك، وتساندان مبدأ الحوار لحل المشاكل العربية.
كما أبرز السيد لعمامرة الرغبة الأكيدة للبلدين في دعم الحلول العربية للمشاكل العربية بشكل يوفر احترام حقوق الشعوب والأمن القومي في مواجهة الإرهاب وتنظيماته كالمسمى "داعش"، مبرزا في هذا الإطار، الحاجة إلى الفكر التقدمي والمستنير في التصدي للفكر المتطرف.  واستشهد الوزير بالتجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب، حيث استعانت بلادنا بالوسائل الأمنية المشروعة، وكذا الوسائل السياسية والثقافية والاقتصادية والدينية. ودائما حول مسألة الإرهاب، قال الوزير العماني إن ما يروََّج له بخصوص تنظيم ما يسمى "داعش" وتأثيره على المنطقة العربية، قد ضُخم أكثر من اللازم؛ بهدف تخويف الشعوب العربية والمواطن العربي في كل مكان، مضيفا أن كل دولة لها ظروفها الخاصة، ولا يمكن تعميم الظواهر التي تعرفها بعض الدول العربية على بقية الدول الأخرى، في حين شدد على ضرورة مواجهة المشاكل بالتحلي بالصبر والتبصر.
وبخصوص الوضع في اليمن، أكد الوزير العماني أن الجزائر وسلطنة عمان تعتبران أن الحالة الإنسانية في هذا البلد تتطلب جهدا إضافيا، من شأنه أن يمكّن الأشقاء في اليمن من التوصل إلى هدنة مستمرة، تسمح للمجتمع الدولي بتقديم مساعدات لأزيد من 21 مليون يمني لا يجدون الرعاية الكافية، حسب إحصائيات الأمم المتحدة. وفي هذا الصدد، دعا يوسف بن علوي بن عبد الله اليمنيين إلى"إيجاد حل سياسي يمكّنهم من تشكيل الدولة اليمنية الجديدة"، معربا عن تفاؤله ببروز حوار بين مختلف الأطراف في هذا البلد في غضون شهر أو شهرين. من جهة أخرى، نوّه وزير خارجية سلطنة عمان بعلاقات المحبة والأخوة التي تجمع الجزائر ببلاده، مثمّنا في هذا الصدد، حرص الطرفين على كل ما من شأنه أن يفضي إلى تعزيز العمل العربي المشترك.
وكان وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، قد أجرى، أول أمس، محادثات مع نظيره العماني بمقر وزارة الشؤون الخارجية. وبحث الوزيران القضايا المتعلقة بالتعاون الثنائي وسبل تفعيلها وتطويرها في إطار التحضيرات الجارية لعقد الدورة السابعة للجنة المشتركة الجزائرية - العمانية، المزمع عقدها قبل نهاية السنة بمسقط. كما تبادل الطرفان الرؤى ووجهات النظر حول التطورات الحاصلة على مستوى الوطن العربي، وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي".