ظاهرة فلكية نادرة الحدوث لا ضرر من متابعتها
الجزائريون على موعد مع ”عاصفة شهبية” ليلة 23 إلى 24 ماي
- 876
وأوضح بيان صادر عن جمعية ابن الهيثم للعلوم والفلك لولاية أم البواقي، أن تقديرات بعض العلماء تشير إلى أن هذه الزخة الشهابية قد ترتقي إلى مستوى عاصفة من الشهب؛ حيث تسمى الزخة الشهابية عاصفة في حال زاد عدد الشهب المشاهَدة عن 1000 شهاب في الساعة الواحدة.
ويؤكد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والأمين العام للاتحاد المغاربي زروال زين الدين، أن المذنّب ”لينير.بي209” هو المتسبب الرئيس في هذه الزخات الشهابية الجديدة، علما أن المذنّب تمكّن من التخفّي عن عدسات الفلكيين خلال القرنين السابقين؛ بسبب خفوت ضوئه وصغر حجمه رغم أنه مذنّب عادي في تركيبه، ولكنه لا يقترب من الشمس إلى الحد الكافي؛ بحيث تتشكل حوله هالة عملاقة لامعة من الغبار والسحاب والذيل الطويل، كما هي حال معظم المذنّبات.
وأقرب نقطة لهذا المذنّب من الشمس تقل قليلا عن بعد الأرض عنها، وأبعد نقطة يصل إليها تقع على بعد يوازي بعد المشتري من الشمس، ويحتاج إلى فترة خمس سنوات ليكمل دورة حول الشمس، ولكن بعد تحليل دقيق من قبل علماء الفلك المتخصصين بالمذنّبات والشهب، فقد وجدوا، قبل عامين، أن جزءا من سحابة المذنّب الغبارية (مصدر الشهب)، قد سحبت قليلا إلى المشتري بفعل جاذبية الكوكب العملاق؛ الأمر الذي أحدث تعديلا طفيفا على المدار. وبمزيد من الحسابات على المدار الجديد ومدار الأرض، فقد تَبين أن هذا التعديل سيجعل لقاء الأرض
بمدار المذنّب وسحابته الغبارية أمرا محتوما في 24 ماي 2014. وتشير التوقعات الفلكية إلى أن أكبر عدد من الشهب سيسقط على الأرض يوم السبت 24 ماي ما بين الساعة السادسة والثامنة صباحًا بتوقيت غرينتش. وسيكون الوقت حينها نهارًا في المنطقة العربية، لذلك فعلى المهتمين برؤية هذه الزخة الشهابية، مشاهدة السماء ما بين منتصف الليل وقبل طلوع فجر يوم السبت 24 ماي، وعليهم النظر قريبًا من المجموعة النجمة، التي ستبدو جميع الشهب منطلقة منها، واسمها الزرافة، وهي تقع في جهة الشمال.
للتذكير، تُعد زخات الشهب ظاهرة طبيعية لا تؤثر علينا مطلقا؛ إذ تحترق الشهب، وهي حبيبات صغيرة كالغبار في غلاف الأرض الجوي وعلى ارتفاعات عالية جدا. وتؤكد الجمعية أن الشهب لا تشكل أي خطر على سطح الأرض حتى وإن كانت على شكل عاصفة، فجميع الشهب تتلاشى قبل وصولها إلى سطح الأرض، إلا أنه هناك خطرا حقيقيا قد تشكله الحبيبات الترابية على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض.