الرئيس تبون شدد على تطوير قدراته لمجابهة التحديات الأمنية:
الجيش أنقذ الوطن من سقوط الدولة الوطنية
- 1417
شدد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، أمس، على ضرورة تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي في ظل التحديات الأمنية المستجدة في دول الجوار، حيث أكد بأن هذه التحديات تستدعي تعزيز القدرات الدفاعية كلما زاد تدفق السلاح في مناطق التوتر المحيطة بالحدود الوطنية، منوها من جانب آخر بفضل أفراد الجيش الوطني الشعبي في تجنيب الوطن سقوط الدولة الوطنية، والعودة إلى مأساة التسعينيات، كما خططت لها قوى الشر والدمار".
وفي كلمة ألقاها بمناسبة زيارته إلى مقر وزارة الدفاع الوطني، أمام رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، اللواء سعيد شنقريحة وقادة القوات ورؤساء دوائر الجيش الوطني الشعبي وقائد الناحية العسكرية الأولى، اللواء علي سيدان، وتابعها إطارات وأفراد الجيش الوطني الشعبي عبر تقنية التحاضر المرئي عن بُعد، قال رئيس الجمهورية "سنواصل تنفيذ برامج تطوير القوات، بما تتطلبه من رفع في مستوى القدرات القتالية بشتى أنواعها المسلحة مع مختلف الشركاء، علاوة على مواصلة جهود الحفاظ على جاهزية العتاد العسكري وتجديده وتحديثه وعصرنته"، مشيرا إلى أن تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي، يضمن أيضا تأمين مناطق المنشآت الصناعية والاقتصادية والطاقوية الحيوية، لاسيما في الجنوب الكبير.
وإذ أكد الرئيس تبون بأنه سيعمل على تعزيز تشكيلات الحماية وتأمين كافة الحدود الوطنية مع الدول السبع المجاورة، بعتاد وتجهيزات متطورة، خاصة في مجالات الاستطلاع والحرب الإلكترونية بما يضمن الكشف المبكر عن أي تهديد مهما كان نوعه ومصدره، تعهد بإيلاء أهمية بالغة لترقية الصناعات العسكرية، بما يزيد من كثافة النسيج الصناعي الوطني وتلبية احتياجات مختلف مكونات القوات المسلحة واحتياجات السوق الوطنية والمساهمة في تطوير الاقتصاد وتوفير مناصب الشغل، "وذلك من خلال عقود شراكة صناعية جادة، بين القطاعين المدني والعسكري، بإشراك الجامعات ومراكز البحث والتطوير".
واعتبر رئيس الجمهورية أن كل هذا لن يتأتى إلا بتكوين المورد البشري العسكري، متعهدا بمواصلة تحسين مناهج التكوين وتكييف البرامج التعليمية في مختلف مدارس الجيش الوطني الشعبي، باعتماد أساليب بيداغوجية علمية حديثة، تواكب التطورات التكنولوجية الحاصلة في جيوش العالم.
وفي حين، اعتبر أن برامج التطوير والتحديث وتعزيز القدرات القتالية لا يمكن معرفة مستواها، إلا من خلال التمارين الميدانية، أعلن رئيس الجمهورية عن عزمه القيام بتنشيط التعاون العسكري مع مختلف شركائنا الأجانب، مقدرا بأنه "من الأهمية القصوى مواصلة التحسيس والتكوين المعنوي الموجه للأفراد، من أجل تقوية الروح الوطنية فيهم والاعتزاز بقيم ومبادئ نوفمبر والوفاء لرسالة الشهداء الأبرار، وصون وديعتهم المتمثلة في الاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية والشعبية للجزائر، وحمايتهم من مختلف الآفات وتأثيراتها السلبية".
كما التزم الرئيس عبد المجيد تبون بالتكفل بمطالب فئة متقاعدي الجيش الوطني الشعبي وجرحى ومعطوبي المأساة الوطنية لطي هذا الملف نهائيا.
التلاحم والتناغم بين الجيش والشعب أوصل الوطن إلى بر الأمان
وتوجه القائد الأعلى للقوات المسلحة بتحية خالصة إلى قيادة وأفراد الجيش الوطني الشعبي "الباسل، سليل جيش التحرير الوطني، من جنود وصف ضباط وضباط"، مخاطبا إياهم بالقول "لقد أنقذتم الوطن من ويلات سقوط الدولة الوطنية، والعودة إلى مأساة التسعينيات، كما خططت لها قوى الشر والدمار".
وأضاف قائلا "لقد حميتم الشعب الجزائري في مسيراته الحضارية، الحضارية الباهرة، في حراك مبارك، أسقط العصابة التي أوصلت البلاد إلى الرذالة والرداءة، وسلب إرادة الشعب وخيراته التي أنعم الله عليه بها"، منوها بالتلاحم والتناغم التامين بين الجيش والشعب، حيث أكد بأن هذا التلاحم "أوصل الوطن المفدى إلى بر الأمان، بانتخابات حرة ونزيهة تحت الشعار الشعبي "جيش، شعب..خاوة، خاوة".
وتوجه الرئيس تبون بالشكر لأفراد الجيش الوطني الشعبي على هذا "الإنجاز الوطني الدستوري الديمقراطي النوفمبري"، مؤكدا أنهم "حماة الحمى". كما تقدم بتحية خالصة إلى الجنود وصف الضباط والضباط "المرابطين في الحدود، "متحملين كل الصعوبات التي لا يتحملها إلا الرجال الأشاوس، صونا لحرمة هذا الوطن المفدى، وحماية لوحدته الترابية، كما أراده شهداؤنا الأبرار، طيب الله ثراهم والمجاهدين الأحرار، أطال الله في عمرهم".
وقفة ترحم على روحي ضحيتي الطائرة العسكرية
وحظي السيد تبون في مستهل زيارته لمقر وزارة الدفاع الوطني، باستقبال رسمي من طرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، اللواء سعيد شنقريحة، حيث وبعد الاستماع للنشيد الوطني، قدمت لرئيس الجمهورية تشريفات عسكرية، ليصافح بعدها قادة القوات ورؤساء دوائر الجيش الوطني الشعبي وقائد الناحية العسكرية الأولى، اللواء علي سيدان.
وبعد استراحة قصيرة، ترأس رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، اجتماع عمل، استهله بالوقوف، دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحيتي سقوط الطائرة العسكرية بأم البواقي وعلى روح المجاهد الراحل أحمد قايد صالح، ثم استمع إلى كلمة ترحيبية ألقاها رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي اللواء سعيد شنقريحة، ليتابع بعدها عروضا قدمها تباعا كل من الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، اللواء عبد الحميد غريس، ورئيس دائرة الاستعمال والتحضير، اللواء محمد بشار.
وفي ختام زيارته لمقر وزارة الدفاع الوطني، وقع رئيس الجمهورية على السجل الذهبي للوزارة، قبل أن يتم توديعه بنفس التشريفات التي استقبل بها.