الملتقى التقني حول التنمية الريفية

الحفاظ على الطابع الفلاحي لحوض المتوسط

الحفاظ على الطابع الفلاحي لحوض المتوسط
  • القراءات: 821
نوال / ح   نوال / ح
الخبرة الجزائرية وسبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات ما بين الدول الأعضاء في المركز الدولي للدراسات العليا الفلاحية لحوض البحر المتوسط "سيام" كانت من أهم النقاط المدرجة في جدول أعمال الملتقى التقني المنظم أمس بالجزائر حول التنمية الريفية. وبالمناسبة أكد رئيس المركز الدولي "سيام" السيد عادل البلطجي أن "إعلان الجزائر" الذي سيخرج به المجتمعون في الملتقى سيكون خارطة طريق لتطوير التعاون ما بين ضفتي البحر المتوسط، وترقية الإنتاج الفلاحي وتحسين ظروف حياة سكان الريف.

أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، السيد فضيل فروخي، أمس، خلال افتتاح أشغال الملتقى الذي اختير له شعار "الندوة التقنية حول التنمية الريفية في البحر المتوسط" أن الأزمة الغذائية العالمية لسنتي 2007 و2008 سمحت بتوضيح إشكالية الأمن الغذائي ورهاناته، مع استخلاص العبر المفيدة وإعادة النظر في السياسات التنموية الفلاحية والريفية لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط.

وبالمناسبة، استعرض السيد فروخي المخططات الفلاحية المعتمدة منذ 2009 والتي سمحت للفلاحين باستغلال خبراتهم للنهوض بالفلاحة وإعادة الاعتبار لسكان الريف، من جهتها، رافقتهم الوزارة بإطلاق برامج استراتيجية لتكثيف الإنتاج الزراعي عبر عدة شعب فلاحية على غرار الحبوب، الحليب، اللحوم الحمراء والبيضاء، والبطاطا على الخصوص، وقد سعت الوزارة إلى ضبط إنتاج وتوزيع هذه المنتجات عبر أنظمة عصرية.

وبعد أن حصل الفلاحون الجزائريون على الخبرة في مجال الزراعي يقول السيد فروخي تنتظر الوزارة من أعضاء المركز الدولي للدراسات "سيام" المرافقة التقنية وتبادل المعارف لضمان الاستمرارية في تكثيف الإنتاج والحفاظ على الطابع الفلاحي لحوض البحر المتوسط، مع السهر على إدماج مجموعة من النشاطات الاقتصادية في العالم الريفي.

من جهته، أكد رئيس المركز الدولي "سيام" السيد عادل البلطجي أن الدول الـ13 الأعضاء في المركز تواجه مشاكل مشتركة منها ما يخص التغيرات المناخية وانعكاساتها على نوعية الأراضي الزراعية، وارتفاع الطلب على العرض، وعليه يجب اعتماد أنماط جديدة للنهوض بالمنتوج الفلاحي تعتمد على التكنولوجيات الحديثة في سلسلة الإنتاج مع سن مجموعة من التشريعات تخص قاطني الريف حتى يكون لهم مستقبل أفضل، من خلال السهر على توفير مجموعة من الوظائف للشباب تسمح لهم بتنويع استثماراتهم بما يخدم اقتصاديات الدول.

وبخصوص "إعلان الجزائر" الذي سيتم التوقيع عليه غدا على هامش الاجتماع العاشر لوزراء الفلاحة للدول الأعضاء في مركز الدراسات "سيام"، يقول عادل البلطجي انه جاء في وقت "صعب" بالنظر إلى المشاكل المناخية التي تعرفها المنطقة، كما أن أهمية الإعلان تكمن في انه يتناول العديد من النقاط الأساسية لضمان تعاون أفضل ما بين الدول الأعضاء في المركز في المرحلة الأولى ومع باقي بلدان العالم بعد ذلك.

أما الأمين العام للمركز السيد كوزيمو لاسيريغنولا فقد دعا المشاركين إلى مناقشة القضاياالمتعلقة بكيفية الحفاظ على الطابع الفلاحي لدول البحر الأبيض المتوسط المعروف بمميزاته الطبيعية، مع وضع حد للتبذير والاستغلال اللاعقلاني للموارد الطبيعية، وهو الرهان الذي يمكن تحقيقه إذا ما تم تكوين جيل جديد من الفلاحين والمهندسين الزراعيين للسهر على تكثيف الإنتاج الفلاحي والتأقلم مع المتغيرات المناخية.  

يذكر أن الملتقى سيناقش على مدار يومين أربعة محاور تخص الأقاليم المناخية في مواجهة رهان التنافسية، الأقاليم الريفية مولدة للشغل والاندماج الاجتماعي، تنوع الأقاليم وتنوع الفلاحات، تسيير الأقاليم الريفية.