الضابط بجيش التحرير الوطني نور الدين جودي:

الحكومة المؤقتة أعطت غطاء شرعيا للكفاح المسلّح

الحكومة المؤقتة أعطت غطاء شرعيا للكفاح المسلّح
  • القراءات: 679
ك. ي ك. ي

أكد السفير السابق والضابط بجيش التحرير الوطني، نور الدين جودي، أن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 19 سبتمبر 1958، في خضم ثورة التحرير الوطني، أعطى غطاء شرعيا للكفاح المسلح على الصعيد الدولي، وسمح بالتغلب على مشاكل التنسيق التي كانت قائمة بين مختلف الولايات التاريخية والسماح لها بتوحيد التوجه.

وأوضح جودي، بمناسبة إحياء الذكرى الـ63 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، أن الإعلان الذي تم في 19 سبتمبر 1956 ”أعطى للكفاح المسلح غطاء شرعيا على الصعيد الدولي، وأن ذلك هو الهدف من تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية”.

وأضاف الدبلوماسي السابق أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، تمكنت من تجاوز عدد من المشاكل، لا سيما مشاكل التنسيق التي كانت قائمة داخليا بين مختلف الولايات، ”حيث أن استحداث قيادة أركان كان أمرا بالغ الأهمية بما أن مختلف الولايات أصبح لها نفس التوجه”.

كما أشار الضابط السابق في جيش التحرير الوطني إلى أن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، شكل فرصة ”لإعطاء هيكل دولي مشروع لكفاحنا وبشكل خاص إبلاغ فرنسا الاستعمارية بضرورة التفاوض مع حكومة مؤقتة معترف بها قانونا”، مؤكدا أن الحكومة المؤقتة أنشئت في هذا السياق من اجل إعطاء البلاد حكومة شرعية.

وأضاف جودي، في السياق ذاته، انه ”منذ انطلاق الكفاح المسلّح ضد الاستعمار الفرنسي في نوفمبر 1954، كان لزاما الانتقال من مرحلة الثورة الشعبية الى مرحلة ثورة لها هيكلها الحكومي”.

كما أشار إلى أن ”الحديث لم يعد مع جبهة التحرير الوطني كحركة سياسية وإنما يتم الحديث مع حكومة تحظى بجميع الهياكل الوزارية”، مؤكدا بأن تأسيس الحكومة المؤقتة، سمح بترقية تمثيليات جبهة التحرير الوطني في الخارج الى مصف سفارات. وقال أن قادة جبهة التحرير الوطني بتأسيسهم للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كانوا يريدون أيضا الرد على الدعاية الاستعمارية من خلال التأكيد على أن  جيش التحرير الوطني، مشكل من ثوار وليس مجرد قطاع طرق تحت سلطة الاتحاد السوفياتي والاشتراكية الدولية.

في سياق ماصل، اعتبر السفير السابق أن أحد أهداف إنشاء الحكومة المؤقتة، هو ”القيام بالثورة بشكل يحمل فرنسا على إنفاق مبالغ ضخمة على جيشها وخلق نوع من ردة الفعل السلبية تجاه فرنسا على الصعيد الدولي ودفعها إلى التفاوض على أساس الند للند”، كما شكل إنشاء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في خضم الثورة التحريرية، دعما للمسعى الدبلوماسي الذي كانت تقوم به في ذلك الوقت ممثليات جبهة التحرير الوطني، لا سيما مع إنشاء وزارة العلاقات الخارجية.

وأضاف جودي، الذي مثل جبهة التحرير الوطني بلندن، أن ”ذلك كان دعما وحجة إضافية، كنا نعمل عليها في ذلك الوقت على مستوى مختلف ممثلياتنا، وكنا نعتبر بأننا لم نكن نمثل حزبا أو مجموعة مسلحة وإنما ممثلين لحكومة وشعب”.

وأكد الدبلوماسي السابق، على العمل الكبير الذي قام به عبد القادر شندرلي بنيويورك، لتحسيس الرأي العام الأمريكي، حيث نجح في إقناع السيناتور جون فيتزجيرالد كينيدي في سنة 1957 على إلقاء خطابه أمام مجلس الشيوخ الأمريكي حول حق الشعب الجزائري في الاستقلال.

وخلص جودي، في الأخير إلى التأكيد بأن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية التي قادت المفاوضات خلال اتفاقيات إيفيان، كان مثالا لبلدان أخرى، لا سيما أنغولا وكذا فيتنام في حربها الثانية ضد الأمريكيين.