استراتيجية الأحزاب في التموقع والاستقطاب

الحملة بدأت مبكرا بـ «حرب» الشعارات والملصقات

الحملة بدأت مبكرا بـ «حرب» الشعارات والملصقات
  • القراءات: 2521

يبدو أن الأحزاب والقوائم الحرة ضبطت استراتيجيتها الانتخابية مبكرا. وأعدت العدة في حملة الاقناع والإغراء التي تبدأ اليوم رسميا لكسب أصوات الناخبين وتحريك الساحة السياسية وجلب الاهتمام والإصغاء إلى ما تعرضه من وعود وأفكار، تشكل في نهاية المطاف برامجها الانتخابية. 

الرهان فيما وصل من معلومات وما يتناقله مراسلونا عبر مختلف الولايات، لم يعد ينحصر في إقامة تجمعات كبرى، وجر الجماهير إلى التجمعات لإبراز صورة وحضور الأحزاب والمرشحين فحسب، ولكن مرافقة ذلك بميكانيزمات وأساليب أخرى، للإغراء تكون أقرب إلى انشغالات وهموم المواطنين.

لقد اجتهدت أركان الأحزاب في اختيار الشعارات الأكثر جاذبية والأقوى من الأذهان والصدى، تماما كما حرصت على تصميم ملصقات دعائية وإشهارية تثير الانتباه وتترسّخ أكثر في الأذهان إلى غاية يوم الامتحان (يوم الانتخاب)، تماما كما أعدت الأحزاب الأكثر حضورا وعددا وإمكانيات، استراتيجية موازية للتجمعات والمداخلات التلفزيونية في الحصص القانونية وذلك بتكليف أهل الاختصاص من المناضلين في ثورة الاتصالات الحديثة، بتوظيف الإعلام الآلي والرقمنة إلى أقصى مدى في الحملة الانتخابية من خلال الفايسبوك وتويتر واليوتوب والأس أم أس... إلخ.

ولم يهمل الذين تحدثوا للمساء القول أن هذه الاستراتيجية محكمة التفاصيل وستتوزع على ٢١ يوما، أي أنها ستتطور وفق وتيرة الحملة الانتخابية عموما.

وتمكنت «المساء» من جمع عدد من هذه الشعارات سواء بالاستناد إلى وكالة الأنباء الجزائرية أو من خلال الاتصال مباشرة بالأحزاب والقوائم.

الشعارات التي ترفع ابتداء من اليوم في تجمعات الأحزاب وخطاباتها ترتكز أساسا على المسائل المتعلقة بالاستقرار وتنمية البلاد والتغيير والعدالة الاجتماعية والنهضة والبناء والحفاظ على الوطن، وتهدف في مجملها إلى استقطاب الناخبين. 

حزب جبهة التحرير الوطني سيدخل سباق التشريعيات بشعار «ماضينا وحاضرنا حافل ومستقبلنا تفاؤل»، في حين يقود التجمع الوطني الديمقراطي حملته الانتخابية «بعيدا عن الشعارات ومن خلال خطاب مباشر وصريح»، حسبما أكده ناطقه الرسمي صديق شيهاب.

من جهته، اختار تحالف حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير شعار «معًا لجزائر النماء والهناء»، بينما يدافع التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عن برنامجه بشعار «من أجل انطلاقة جديدة للجزائر». ويقود حزب تجمع أمل الجزائر «تاج» حملته الانتخابية بشعار «أوفياء للجزائر».

أما الحركة الشعبية الجزائرية، فتشارك في الموعد الانتخابي تحت شعار «من أجل ديمقراطية آمنة». واختار حزب الجبهة الوطنية الجزائرية «من أجل التغيير والدفاع عن العدالة الاجتماعية»، ويراهن حزب العمّال على خطاب التغيير الذي اختار له شعار «كفى، كفى الآن». فيما اختار التحالف من أجل النهضة والعدالة والبناء شعار «نهضة، عدالة، بناء». لكن متصدر التحالف بقسنطينة السيد لخضر بن خلاف اختار شعار «من أجل الحفاظ على الوطن وخدمة الصالح العام» لخوض حملته في عاصمة الشرق.

تشريعيات ماي: أرقام ومعطيات

❊ عدد الأحزاب المشاركة: 60 حزبا سياسيا منها 50 حزبا بقوائم فردية، و10 أحزاب مشكلة لـ3 تحالفات. ❊التحالفات: - اتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء (حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية وحركة البناء الوطني) ـ ❊ تحالف حركة مجتمع السلم (حزبين ـ حركة مجتمع السلم، جبهة التغيير) ـ ❊ تحالف «الفتح» (الحزب الوطني الجزائري والحزب الوطني الحر وحركة الوطنيين الأحرار وحزب النور الجزائري وحزب الشباب الديمقراطي) ❊ العدد الإجمالي للقوائم 940 قائمة  ❊ القوائم الحرة: 98 قائمة   ❊  عدد المقاعد المتنافس عليها: 462 مقعدا (مقاعد المجلس الشعبي الوطني)

 ❊ تعداد الهيئة الناخبة: 23251503 ناخبين ❊  الفضاءات العمومية المخصصة للتجمعات: 4734 فضاء عموميا لتنشيط هذه الحملة (بزيادة تقدر بـ388 فضاء مقارنة بالانتخابات التشريعية لسنة 2012) ❊ عدد مراكز التصويت: 12089 مركزا

❊  عدد مكاتب التصويت: 52273 مكتبا منها 390 مكتبا في الخارج ❊ الصناديق المتنقلة: 166 صندوقا ❊ عدد المؤطرين: 500000 مؤطر.

تحضيرا لانطلاق الحملة الانتخابية  .... تواصل عملية تسجيل مضامين الحملة في ظروف تنظيمية محكمة

تتواصل عملية تسجيل مضامين برامج الحملة الانتخابية لمترشحي تشريعيات الـ4 ماي القادم، في ظروف تنظيمية حسنة على مستوى مركز التسجيل السمعي البصري بالجزائر العاصمة، وذلك تحضيرا  لبثها عبر قنوات الإذاعة والتلفزيون العموميين. 

ويشهد مركز التسجيل حركة دؤوبة لفرق المؤسستين العموميتين وعناصر اللجنة الدائمة للهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، وكذا مترشحي التشريعيات المعنيين بالتسجيل. 

وبمجرد وصول المترشحين يتم تزويدهم بالشروحات المتعلقة بمراحل تسجيلهم لمادتهم الإعلامية المسموعة والمرئية، وكذا عدد المرات المسموح بها لإعادة التسجيل وتفاصيل أخرى حول بث مادتهم حسب رزنامة البث التي أفرزتها عملية القرعة التي 

تمت مؤخرا تحت إشراف الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات.  

من جهتهم أبدى بعض المعنيين بالتسجيل من ممثلين عن الأحزاب وكذا الأحرار «استحسانهم» لظروف استقبالهم ومجريات التسجيل الإذاعي والتلفزيوني، واصفين إياها بـ»المنظمة والمحكمة». وبخصوص مجريات التسجيل قال زين العابدين بوعشة، أحد الأعضاء المشرفين على  

عملية التسجيل التلفزيوني إن «العملية تجري في ظروف ملائمة وفي جو عائلي»، مشيرا في ذات المنحى إلى أن مؤسسة التلفزيون  الجزائري «سخرت وسائل بشرية ومادية هامة من أجل إنجاح عملية التسجيل التي ستكلل بإنتاج مادة إعلامية نهائية قابلة للبث». 

وفي هذا الإطار أبرز بوعشة، أنه «تم تعيين فريق صحفي وتقني من ذوي  الخبرة، وتوفير تجهيزات تقنية عالية الجودة في مجال التصوير والتركيب»،  موضحا في هذا الشأن أن عملية البث ستتم عبر القنوات الأربع للتلفزيون الجزائري وفي نفس التوقيت وذلك حسب رزنامة البث المنبثقة عن القرعة. 

من جهته أبرز المشرف على التسجيلات الإذاعية محمد بدر الدين،  أن مؤسسة الإذاعة الجزائرية «جندت كل الإمكانيات والوسائل المادية والبشرية لإنجاح عمليات التسجيل، وذلك بعد تخصيص أربعة استديوهات وعشرات الصحفيين والتقنيين للسهر على عملية التسجيل التي انطلقت بداية من يوم الجمعة الفارط، أي 48 ساعة قبل انطلاق الحملة الانتخابية». 

وفي سياق متصل أوضح بدر الدين، أن عملية بث هذه المضامين المسجلة سيتم عبر القنوات الأولى والثانية والثالثة وذلك حسب رزنامة البث المقررة مسبقا. 

وبخصوص دور الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات في عملية تسجيل  المضامين، أبرزت عضو اللجنة الدائمة لهذه الهيئة المكلفة بالمناوبة   فتني منار، أن الهيئة جندت عضوين من لجنتها الدائمة لمتابعة عملية التسجيل بشكل مباشر ودون انقطاع لضمان إنتاج مادة إعلامية تراعي الثوابت الوطنية، وتسهر على تطبيق قوانين الجمهورية في هذا المجال على غرار استعمال اللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية عند تقديم هذه المادة.