الجيش يؤكد ضمانات نزاهتها
الرئاسيات مفتاح الجزائر الجديدة
- 1201
أكدت مجلة ”الجيش” في عددها الأخير، أن القرار الصائب القاضي بإجراء الانتخابات الرئاسية في آجالها، سيجنب البلاد الوقوع في الفراغ وفي مآلات لا تحمد عقباها، وأن تنظيمها في موعدها المحدد ضرورة ملحة تقتضيها الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.وأضافت المجلة في افتتاحيتها أنه من باب الحرص الشديد والدائم على القيام بواجباته نحو الوطن والشعب طبقا لما يخوله له الدستور، اتخذ الجيش الوطني الشعبي كافة الإجراءات الكفيلة بضمان إجراء الانتخابات الرئاسية في جو من الأمن والطمأنينة والهدوء، وبما يتيح للشعب الإدلاء برأيه بكل حرية وسيادة، وعيا منه بالتحديات الراهنة والمستقبلية التي تحيط بالوطن.
وأشارت المجلة في عددها الأخير إلى أن ملامح الجزائر الجديدة بدأت تلوح في الأفق مع الجهود الحثيثة المبذولة والخطوات الجبّارة التي تم قطعها إلى حد الآن، على نهج المسار الانتخابي الذي سيتوج بالذهاب إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس للجمهورية يوم 12 ديسمبر المقبل، وأن الاستحقاقات الرئاسية ستجري في ظروف مختلفة تماما عن المواعيد الانتخابية السابقة، كما تنظم في ظل معطيات إيجابية غير مسبوقة.
وأبرزت افتتاحية الجيش الموقف التاريخي المشرّف للجيش الوطني الشعبي الذي انحاز منذ البداية لإرادة الشعب ووفى بتعهداته حياله وحيال الوطن، حيث رافق مسيراته وضمن سلميتها ورافق العدالة في محاربة المفسدين وتحييد العصابة التي عاثت في البلاد فسادا فنهبت مقدراتها وحاولت جعل البلاد رهينة لمآربها.
وأوضحت المجلة، أن الجيش الوطني الشعبي تحمل وفق ما تقتضيه مهامه الدستورية مسؤولية عظيمة، وأن ما تحقق إلى غاية اليوم على درب ضمان استمرار الدولة بأداء وظائفها والحفاظ على انسجام مؤسساتها وسيرها الحسن يحسب له، وسيدون التاريخ للأجيال القادمة حسن صنيعه والأعمال الجليلة التي قام بها في سبيل عبور البلاد إلى بر الأمان، مضيفة أن العلاقة التي تجمع الشعب بجيشه ستبقى شوكة في حلق دعاة الفتنة، كما سيبقى موقف الجيش بمرافقة الشعب كابوسا يزعج سبات الحالمين الواهمين بجزائر على مقاسهم.
كما ذكرت الافتتاحية بخطاب نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، مؤخرا، حيث قال ”إننا واثقون بأن الشعب الجزائري الذي يقدّس وطنه ويدرك حجم التحديات التي تواجه الجزائر، ستكون له اليد الطولى والكلمة الأخيرة في حسم نتائج هذه التحديات لصالح الجزائر”، مشيرة إلى أن تحيّة الإجلال التي خص بها الفريق قايد صالح، المواطنين كافة لا سيما فئة الشباب، تأتي لتؤكد وعيهم العالي وإدراكهم لحقيقة الرهان الذي يمثله الموعد الانتخابي القادم.
ووجهت الافتتاحية رسائل للمشككين في دور الجيش والانتخابات الرئاسية، مؤكدة أنه ” لن يكون بوسعهم السباحة عكس التيار الشعبي الجارف، والاصطياد في مياه عكرة نتنة لم يعد لها ما يوحي بالحياة والديمومة”، وأنه ”حان الوقت ليعترفوا أن لا أمل في تحقيق أهدافهم، ولا مستقبل في تجسيد مخططاتهم ولا استجابة من الشعب لهذيانهم، حتى وإن تواطؤوا مع الأطراف الأجنبية بغية زعزعة أمن الجزائر بالتدخل في شأنها الداخلي”، كما استشهدت المجلة بتصريح نائب وزير الدفاع الوطني عندما قال إن الشعب ” ملتف حول جيشه وسيعرف كيف يتصدى لمثل هذه المناورات التي سيكون مآلها الفشل الذريع”.
وعليه، ترى المجلة أن مصلحة الوطن تفرض في مثل هذه الظروف أن يتجند الشعب بأسره وراء هذا المسعى الوطني الخالص، الرامي إلى تجديد مؤسسات الدولة، والتعبير عن رأيه الحر بدءا بانتخاب رئيس شرعي، تقع عليه مسؤولية رفع العديد من التحديات وتجسيد طموحات الشعب.
وجدد لسان الجيش تأكيد المؤسسة العسكرية عزمها على الاستمرار في مرافقة الشعب الجزائري دون كلل أو ملل، من أجل مشاركة مكثفة وفعّالة في الرئاسيات المقبلة. وذلك عبر تأمين العملية الانتخابية برمتها وعبر كامل التراب الوطني، بما يتيح تجسيد إرادة الشعب الجزائري وطموحاته المشروعة في إقامة أسس دولة ديمقراطية كما أرادها الشهداء.
وفيما ذكرت المجلة بتأكيد الفريق قايد صالح، بعدم وجود طموحات سياسية للجيش وتعهده بعدم تزكية أي مترشح، دعت أسرة الإعلام الوطني إلى المساهمة بفعالية في صنع صفحة ناصعة في تاريخ البلاد، تتضمن انتصارها الباهر على من ينصب لها العداء، وذلك من خلال توخي الصدق والصراحة والموضوعية في تناولها ونقلها لمجريات الأحداث.
على صعيد آخر تطرقت المجلة إلى العمليات النوعية التي قامت بها وحدات الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مذكرة في هذا الصدد بكشف وضبط كمية ضخمة من الكيف المعالج تقدر بـ52 قنطارا و95 كيلوغراما على متن قارب شراعي حامل للراية الألمانية، تعرض لعطل تقني على بعد 15 ميلا بحريا شمال رأس فالكون بوهران بالناحية العسكرية الثانية، عقب عملية البحث والإنقاذ التي قامت بها وحدات تابعة للقوات البحرية يوم 10 سبتمبر الماضي، والتي مكنت من إنقاذ 3 أشخاص أجانب كانوا على متنه، كما أشارت إلى توقيف عدد من الإرهابيين والمهربين وضبط مجموعة من الأسلحة في أماكن مختلفة في مختلف النواحي العسكرية.
وتناول العدد الأخير لمجلة الجيش نشاط الفريق قايد صالح، الذي تصدّر غلافها وذلك بتفقد النواحي العسكرية الخامسة، السادسة، الثالثة والثانية، فضلا عن اجتماع مجلس الوزراء تحت عنوان ”تفويت الفرصة على المتربصين والمشككين”، واجتماع مجلس رؤساء الأركان للدول أعضاء لجنة الأركان العملياتية المشتركة الذي ركز جدول أعماله على بحث سبل ضمان أمن المنطقة.