وزير الاتصال من وهران:
الرئيس بوتفليقة كرّس حرية التعبيرفي الجزائر
- 2187
أكد وزير الاتصال السيد جمال كعوان، أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ضمن حرية الصحافة والتعبير بحيث أصبحت واقعا في الجزائر ومكرسة يوميا.
وذكر السيد كعوان، خلال حلوله أول أمس، ضيفا على منتدى جريدة "الجمهورية" بمناسبة إحياء الذكرى الـ55 لصدور أول عدد لهذه اليومية (لا ريبيببليك سابقا) أن "رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان لسنوات الضامن لحرية التعبير والتي جسدها في الدستور وحمل تصورا لمستقبلها ومستقبل فاعليها المحترفين، حرص على أن يوفر لها الإطار لتنظيم نفسها من خلال سلطة الضبط التي تستمد وجودها من الصحفيين المحترفين الذين يمكنهم أيضا أن يلتمسوا الإعانة من صندوق دعم الصحافة المكتوبة".
في مداخلة قدمها حول موضوع " الصحافة الجزائرية في مواجهة تحديات الرقمنة"، قال الوزير إن الجزائر "ليست بمعزل" عن التحرك نحو الغد الرقمي الذي أصبح حتمية "لا مفر منها" قائلا لقد "ضبطنا الساعة على التحولات والتحديات التكنولوجية الناجمة عنها وفي نفس الوقت ضبطناها على حتمية المحافظة على المكتسبات الإنسانية للمرور إلى هذا المستقبل المحتوم بإنصاف و انسجام". مضيفا أنه "طالما أن العبور إلى العالم الرقمي هو تحد للصحافة وليس مجرد وهم فهو بذلك واقع جلي يفرض الانتقال إليه كخطوة لا مفر منها على صعيد مستقبل المهنة".
وأبرز الوزير قائلا "إنها نقطة تحول يمكن للصحافة الجزائرية أن تفاوض بشأنها بأكثر هدوء مقارنة بنظيراتها في العالم، ذلك أنها تتمتع بالدعم المكفول من السلطات العمومية الذي يسمح لها بأن تستمر في هذه الفترة الهجينة بين الرقمي والورقي حتى وإن كانت هذه المرحلة قد تسببت منذ سنة 2014 في حجب أكثر من 60 عنوانا لأسباب اقتصادية".
وأشار كعوان، إلى أنه "رغم هذه الهزّات لايزال بعض الوقت قبل أن تصبح الصحف الورقية في الجزائر وسيلة غير عملية وغير فعّالة لنقل المعلومة. لكن الأكيد هو أننا دخلنا بالفعل عصر التكنولوجيا تمهيدا لاختفاء الصحافة الورقية".
واعتبر الوزير أنه يتعين على أصحاب المهنة وبحكم التحولات "التفطّن إلى المخاطر التي تهدد مكتسباتها الأخلاقية والمهنية والتي بدونها وفي قلب ضوضاء العالم الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي لن نتوصل أبدا إلى فرض اختلافها المؤسس والرئيسي الذي يجعل منها في الواقع وسيطا ذا مصداقية يكون بذلك ضروريا للمعلومة الصحيحة من حيث المصدر ومن حيث التأسيس".
كما أكد كعوان، أن "مهنة الصحافة لها مستقبل زاهر وتبقى في مركز كل هذه التحولات، حيث يبقى على الصحفيين وحدهم الحفاظ على هذه المهنة وإبراز رسالتها الأخلاقية والمهنية".
ومن جهة أخرى أبرز أن "نمط الدعم من خلال الإشهار المؤسساتي أظهر محدوديته، وكشف عن حاجة الناشرين إلى البحث وتصور حلول وبدائل عن مدخول الإشهار العمومي". ليذكر في ذات الصدد أن الإشهار العمومي "لم يكن يمثل في أحسن الحالات إلا 20 في المائة من مجمل الإشهار المتوفر في الجزائر وفي الوقت الراهن تراجع بعد أربع سنوات بأكثر من 60 في المائة".
وفي رده عن سؤال حول شح الإشهار الذي تعرفه مؤسسات الصحافة الخاصة قال وزير الاتصال "إن هذا الشح لا يخص فقط الصحف الخاصة، وإن اليوميات العمومية هي أكثر تضررا من الشح الشهاري" لافتا إلى أن "الأغلبية الساحقة هي صحف خاصة وبطبيعة الحال أكثر من 80 و90 في المائة من الإشهار العمومي يتوجه لفائدة الصحف الخاصة".
وبخصوص القمر الصناعي الذي أطلق شهر مارس الجاري، فقد أبدى الوزير افتخاره بهذا الإنجاز. مؤكدا أن نجاح مرحلة التجارب التقنية للقنوات التلفزيونية والإذاعية سوف يسمح ببث أزيد من 100 قناة والباقة مفتوحة للقنوات العمومية التلفزية والإذاعية، إلى جانب وكالة الأنباء الجزائرية والباب مفتوح كذلك للقنوات الخاصة.
ومن جهته قدم المدير العام لجريدة "الجمهورية" بوزيان بن عاشور، لمحة عامة حول مختلف المراحل التاريخية لهذه اليومية والتحديات التي واجهتها منذ تأسيسها في 29 مارس 1963، باسم "لا ريبيببليك" الناطقة باللغة الفرنسية آنذاك وتحولها من قبل جماعة من الصحفيين والتقنيين الشباب إلى اللغة العربية، وكذا الانجازات التي حققتها في مجال تقديم المعلومة لخدمة المجتمع ومواكبة التنمية،فيما أدلى المصور الفتوغرافي عدة بن دهيبة، شهادته عن مشاركته في تأسيس الجريدة من عددها الصفر.
تمكين القنوات الخاصة من البث
عبر "ألكوم سات 1"
من جانب آخر، أعلن وزير الاتصال جمال كعوان أن الباب مفتوح للقنوات التلفزيونية الخاصة الراغبة في البث عبر القمر الصناعي الجزائري "ألكوم سات 1"، الذي يتوفر على قدرات هائلة ويعتبر مكسبا للجزائر.
وأشار السيد كعوان، ردا عن سؤال صحفي حول بث القنوات التلفزيونية الخاصة عبر هذا القمر الصناعي إلى أن القنوات التلفزيونية العمومية وأكثر من 50 إذاعة وشريط وكالة الأنباء الجزائرية، ستبث عبر هذا الساتل، مذكرا بأن اختبارات البث المباشر للبرامج التلفزيونية والإذاعية التي جرت منذ يومين عبر هذا القمر الصناعي أثبتت نجاحها.
وبخصوص سلطة ضبط الصحافة المكتوبة، جدّد السيد كعوان التأكيد على أن تنصيبها سيكون في أقرب الآجال، حيث تم الانتهاء ـ حسبه ـ من دراسة النصوص المتعلقة بهذه الهيئة.
❊ ق.و