ضمان معلومة موثوقة وخدمة عمومية راقية.. الوزير الأول:

الرئيس تبون التزم بتطوير الإعلام ليكون فاعلا حقيقيا

الرئيس تبون التزم بتطوير الإعلام ليكون فاعلا حقيقيا
  • القراءات: 1029
ي.س ي.س

❊إعلام موضوعي وقوي لإحداث القطيعة مع الفساد والرشوة والبيروقراطية

❊مراجعة كافة النصوص القانونية لتكريس صحافة مهنية ومسؤولة

أكد أمس الثلاثاء، الوزير الأول، وزير المالية، السيد أيمن بن عبد الرحمان، أن التدابير العملية الهادفة إلى إحداث القطيعة مع الممارسات البالية من فساد ورشوة وبيروقراطية، لن تكون كافية ما لم تكن "مدعمة بإعلام موضوعي وقوي"، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية أفرد ضمن التزاماته الأربعة والخمسين، "حيزا هاما لمسألة تطوير الإعلام بصفة عامة والعمومي بشكل خاص، حتى يرقى إلى مستوى يجعله فاعلا حقيقيا في مسيرة بناء الـمجتمع وتطويره".

وأوضح الوزير الأول في كلمة له خلال يوم دراسي نظم بمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيس وكالة الأنباء الجزائرية، بالمركز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة، أن هذا الإعلام "يساهم إلى جانب الانتقاد البنّاء والإيجابي في تعزيز التطورات الإيجابية التي تطرأ في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث يقوم بدور محوري في مرافقة مجهود القوى الحية والسواعد التي تسعى إلى خدمة البلاد وتنميتها".

تدابير حظيت بالأولوية في برنامج الرئيس

وذكر رئيس الهيئة التنفيذية بـ"التدابير التي حظيت بالأولوية" في برنامج الرئيس تبون والتي ترمي إلى "استعادة ثقة المواطن في مؤسسات الدولة، حتى نضمن انخراطه في إنجاح مختلف السياسات العمومية التي تبادر بها مؤسسات الدولة وتوجيه سلوك المجتمع، بما يضمن تهيئة البيئة المناسبة لإنجاح مختلف ورشات الإصلاح التي تتطلب مساهمة الجميع في هذا الـمسعى".

استكمال إعداد أربعة نصوص قوانين للنهوض بالقطاع

كما كشف الوزير الأول، بأن الحكومة بصدد مراجعة كافة النصوص القانونية قصد تكريس صحافة مهنية ومسؤولة، معلنا عن استكمال إعداد أربعة نصوص قوانين للنهوض بالقطاع. وذلك في إطار مواءمة النصوص مع أحكام دستور 2020، بما يستجيب لتطلعات المواطن وضمان حقه في الحصول على معلومة موثوقة وخدمة عمومية فعالة للاتصال.

وقال الوزير الأول إن نصوص القوانين تتعلق تحديدا

بـ"القانون العضوي المتعلق بالإعلام والقوانين المتعلقة بالسمعي البصري والإشهار وسبر الآراء، في الوقت الذي تعكف فيه الحكومة على استكمال إعداد المرسوم التنفيذي المتعلق بتنظيم نشاط وكالات الاتصال.

مراجعة القانون الأساسي لوكالة الأنباء

وأكد السيد بن عبد الرحمان دعم الحكومة لجهود تطوير وكالة الأنباء الجزائرية، مبرزا أنه تم إسداء تعليمات من أجل مراجعة قانونها الأساسي الذي يعود إلى سنة 1991 قصد تحيينه، حتى يتكيف مع التغيرات الحاصلة في حقل الإعلام والاتصال وكذا توسيع مجال تدخلها في فضاء الإعلام وفق المعايير الدولية.

وأضاف الوزير الأول: "إننا نتطلع لأن تكون وكالة الأنباء قوية بفضل مهنية صحافييها وإدارتها العصرية وتؤدي دورا محوريا فـي المشهد الإعلامي الوطني وهي لذلك مطالبة بتطوير خدماتها حتى تواكب البرنامج التنموي النهضوي الطموح، الذي جاء به السيد رئيس الجمهورية ومن خلاله مخطط عمل الحكومة وذلك بالاضطلاع بدورها كخدمة عمومية تقدم خبرا موثوقا ذا جودة ومصداقية".

وأعرب الوزير الاول عن أمله في أن تكون الوكالة "رائدة على الصعيد الوطني وفاعلة على المستوى الدولي، تواكب أحدث مستجدات الإعلام الرقمي والتقنيات الحديثة من أجل الوصول بالخبر الـموثوق إلى المتلقي في أقصر وقت".

كما أكد الوزير الأول بأن الوكالة "مطالبة بضرورة التفكير في صياغة ورقة عمل من شأنها وضع معالم وكالة أنباء ضمن تصور الإعلام الشامل "Global media تعزيزا لحضورها في المشهد الإعلامي الوطني، حتى يتسنى لها  امتلاك أدوات المنافسة على المستوى الإقليمي، دفاعا عن صورة الجزائر وما حققته من مكاسب في كل المجالات".

وأشار السيد بن عبد الرحمان، إلى ضرورة أن يتناسق نشاط الوكالة مع الوضع الحالي للقطاع، خاصة بالنسبة للنشاطات السمعية البصرية، مؤكدا ضرورة أن تفتح هذه المراجعة للوكالة المجال من أجل زيادة مواردها الخاصة بالشكل الذي يتيح لها مسايرة التطورات بتكوين طواقمها والحصول على المعدات اللازمة لذلك".

من جهة أخرى، وقف رئيس الهيئة التنفيذية على "التطورات المتسارعة التي عرفتها وسائل الإعلام والاتصال بمختلف أدواتها ووسائطها وما صاحب ذلك من زيادة كبيرة في درجة التأثير وسرعة انتقاله في المجتمعات في جميع مناحي الحياة، الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية"، مضيفا أن ذلك "يفرض علينا جميعا العمل معا، مهما اختلفت توجهاتنا وأفكارنا، من أجل رفع التحديات الكبيرة التي تنتظرنا في سبيل تنمية بلادنا والذود عن أمنها بمفهومه الشامل وسلامتها واستقرارها".

وسائط الإعلام الجديدة تحوّلت إلى سلاح حرب

وتطرّق بن عبد الرحمان إلى ما يمثله الإعلام وأدوات الدعاية من تهديد للاستقرار الداخلي للأوطان، حيث صارت مختلف وسائط الإعلام والاتصال، سلاح حرب وضع بين أيدي الجيل الجديد، حيث أصبحت الأداة الأكثر تأثيرا في توجيه مختلف التدفقات من تجارة خارجية واستثمارات أجنبية مباشرة ورؤوس الأموال والتكنولوجيا وحتى السلوكيات والآفات الاجتماعية.

من جهة أخرى، وصف الوزير الأول وكالة الأنباء الجزائرية بمناسبة ذكرى تأسيسها بـ "إحدى أعرق مؤسسات الإعلام الوطني ورافدا من أهم روافده، التي يرتبط تاريخها بمراحل هامة من تاريخ بلادنا المجيد".

تكريم فقداء الوكالة

كما أشرف بن عبد الرحمان بهذه المناسبة على تكريم فقداء وكالة الأنباء الجزائرية، على غرار الصحفيين الراحلين فنوش نجاة وهي مديرة مكتب وكالة الأنباء الجزائرية بالطارف سابقا والصحفي بمكتب وهران جادور صلاح الدين قدور والصحفي بالمقر المركزي جمال الدين بسو.

وأعربت عائلة الفقيدة نجاة فنوش بالمناسبة عن افتخارها بهذا التكريم الذي يأتي في إطار إحياء مناسبة "عزيزة"، حيث وجه ابنها ربيع بشكره لإطارات وصحفيي الوكالة نظير هذا الاهتمام بالصحفية التي "أفنت حياتها خدمة لهذا الصرح الاعلامي الكبير وضحت بجهدها ووقتها خدمة للوطن.

من جهتهما، عبر ابنا الصحفي جادور صلاح الدين، محمد وإيمان عن اعتزازهما بهذه الالتفاتة الطيبة ونوها بـ"وفاء وكالة الأنباء الجزائرية لذكرى أبنائها الراحلين"، كما أشادا بـ"الدعم المعنوي" التي وجدته عائلة الراحل طيلة الفترة السابقة.

وأكدا المتحدثان، أن الفقيد كان "ملتزما" بأداء واجبه المهني وعرف عنه الاحترافية والتضحية في سبيل نقل المعلومة والإسهام قدر المستطاع في تقديم خدمة عمومية ذات جودة.