مقدرا تضحياتهم الجسيمة في مواجهة فيروس كورونا

الرئيس تبون يثمن جهود الأسرة الطبية وأعوان الصحة

الرئيس تبون يثمن جهود الأسرة الطبية وأعوان الصحة
  • 477

 

توجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، برسالة إلى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد، ومن خلاله إلى الأسرة الطبية وأعوان الصحة كافة، أعرب من خلالها عن فخره واعتزازه للجهود الخيرة التي يبذلونها في مواجهة محنة وباء كورونا.

 

وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية أن رئيس الجمهورية كتب في رسالته التي وجهها إلى الأستاذ عبد الرحمان بن بوزيد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ومن خلاله إلى إطارات الوزارة، ومديرياتها الولائية، وإلى أفراد الأسرة الطبية وأعوان الصحة كافة، فردا فردا في القطاعين العام والخاص، وسلك الصيادلة والمخابر الطبية، في المدن والأرياف على امتداد ربوع الوطن، يقول، "إن بلادنا تواجه محنة وباء جديد على البشرية بهويته المجهولة وسرعة انتشاره، حتى أنه حير منظمة الصحة العالمية وأربك القدرات العلمية والتكنولوجية لأكثر الدول تقدما في العالم التي تقف عاجزة عن الحد من تفشي وباء لم يعد أي جزء من الكرة الأرضية في مأمن من شره. وما يجري اليوم تحت أعيننا ينبئ بنهاية مرحلة حضارية في حياة الإنسان سوف تنبثق عنها بكل تأكيد مرحلة جديدة تشهد وضعا جيوسياسيا يختلف جذريا عما كان عليه العالم قبل ظهور وباء كوفيد19".

وأضاف رئيس الجمهورية، "إذا كنا نحن بإيماننا وديننا الحنيف نرى في أمر الله كله خيرا، مصداقا لقوله تعالى "وعسى أن تكرهوا شيئا، وهو خير لكم"، فإننا أمام هذا البلاء نزداد اليوم إيمانا بقوة الإرادة الإلهية على قلب العالم في لمح البصر إن خيرا، وإن شرا، فالإنسان مهما تجبر وعلا في الأرض يبقى دائما أمام الإرادة الربانية مخلوقا ضعيفا "إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا"، تلك حقيقة ربانية أزلية لن تجد لها تبديلا ولكن الإنسان مطالب أيضا بالحفاظ على حياته لأن ه خليفة الله في الأرض كرمه  وحمله في البر والبحر".

وتابع الرئيس تبون في رسالته، "من هذا المنطلق، أخاطبكم أخي الأستاذ الوزير، وأخاطب من خلالكم إطارات وزارتكم في العاصمة، وفي الولايات، وأخاطب الأسرة الطبية بكل مكوناتها وأعوانها من أقصى رتبة إلى أعلاها، لا أستثني أحدا، لأقول لكم واحدة واحدة، واحدا واحدا، بأنني أتابع بفخر واعتزاز جهودكم الخيرة في مواجهة محنة الوباء، وأصارحكم القول أنني كثيرا ما تمنيت لو كان باستطاعتي ان اكون معكم شخصيا في الميدان إلى جانب الأخصائي، والطبيب، والمقيم والمناوب والممرض والممرضة، في قسم الاستعجالات، ومخابر المستشفيات والعيادات، ومع سائق سيارة الإسعاف وكل أعوان الصحة وإدارييها في كل مكان لا ينقطع فيه بذلهم وعطاؤهم ليل نهارا".

واستطرد رئيس الجمهورية يقول، "إنكم في الميدان بل إنكم في ميدان الشرف مجاهدون من أجل إنقاذ حياة المواطنين، قال الله فيها، من أحياها كأنما أحيى الناس جميعا ومن أجل التخفيف من روع المصابين بالوباء وطمأنة أهاليهم  وإني متأكد لعلمي بإنسانيتكم العالية أن أصعب لحظة في حياتكم هي تلك التي تقفون عندها عاجزين عن صد قضاء الله في عبده"، مضيفا "إنكم أخواتي وإخواني بناتي وأبنائي مصدر فخر لنا جميعا لأنكم تقفون أحيانا بوسائل غير كافية  ولكن في الصف الأمامي تخوضون حربا ضروسا بإرادة حديدية لا حدود لها في مواجهة وباء فتاك خبيث، لا يرى بأم العين إلا في نتائجه  وهو سائر لا محالة إلى الزوال بحول الله ولكن متى الله أعلم وبأي ثمن  الله أعلم..".

في سياق متصل، أشار الرئيس تبون إلى أنه "من أجل هذه الآجال التي لا نتحكم فيها ولدفع هذا الثمن الذي لا نستطيع التنبؤ بحجمه، أدعوكم إلى مضاعفة الجهد والإبقاء على جاهزية قطاع الصحة عالية  وثقوا أن الشعب يثق في قدراتكم ويسندكم  وأنني بجانبكم في كل لحظة  لا أميز بينكم إلا بقدر تفانيكم في خدمة الوطن  ودرجة صبركم على المكاره وتضحيتكم من أجل التعجيل بالقضاء على كابوس الوباء..

فتحية إكبار وإجلال لكم جميعا أيها الأشاوس يا من تعرضون حياتكم وحياة عائلاتكم في كل لحظة على مدار الساعة للخطر من أجل إسعاد الآخرين. سيذكر لكم شعبكم العظيم بطولاتكم  كما حفظ إلى الأبد ملاحم شهداء ثورة التحرير الأبرار تاجا على رؤوس إخوانهم  وأبنائهم وأحفادهم المخلصين".

"عاشت الجزائر حرة أبية بأمثالكم وعشتم خير خلف لأحسن سلف  والله معكم وبارك لكم في شعبان  وبلغكم وإيانا شهر رمضان منتصرين على الوباء آمنين حامدين مطمئنين".

 

 

الرئيس تبون يثمن جهود الأسرة الطبية وأعوان الصحة في مواجهة فيروس كورونا aps