ثمّن رئيس الفدرالية الجزائرية للمصدّرين، عمرو بوزياني، قرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون القاضي بإثراء النصوص القانونية المتعلقة بإنشاء هيئتين للاستيراد والتصدير، واعتبر توجيهات الرئيس تأكيدا لرغبته في حماية الإنتاج الوطني وتطويره ليصل إلى مستويات عالية من حيث النوعية وليكون أكثر تنافسية على المستوى الدولي.

أكد بوزياني في تصريح لـ"المساء"، أمس، أهمية توجيه الرئيس للحكومة بضرورة التأني في دراسة إنشاء هيئتي تنظيم وتسيير التصدير والاستيراد، من خلال إضفاء الدقة على النصوص والآليات القانونية المنظمة للهيئتين، ومطالبة رئيس الجمهورية بالتنسيق بين وزارة التجارة الخارجية والبنوك والبنك المركزي والجمارك، لتحقيق مراقبة ذكية وهادفة وناجعة تحافظ على الإنتاج الوطني وتوجّه الاستيراد طبقا للحاجة الوطنية الضرورية، مشدّدا على أنّ هذا الإجراء يعد أكثر من ضروري، لما له من انعكاس إيجابي على حماية المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين.

وتحدث بوزياني عن تحديد مواصفات دقيقة للمستوردين والمصدّرين ضمن النصوص التنظيمية للهيئتين، حيث أبرز ضرورة الالتزام بالتشريعات والنصوص القانونية التي تنظم مجال التصدير، خاصة فيما يتعلق بجلب العملة الصعبة من الخارج والالتزام بالمدة القانونية لإيداع المبالغ المالية من العملات الأجنبية في البنوك الجزائرية.

وأكد بوزياني أن الإثراء الذي يطلبه رئيس الجمهورية يصبّ دوما في مصلحة التصدير والمصدر، لاسيما في وقت تشهد فيه المنتجات الجزائرية خارج البلاد إقبالا منقطع النظير، وهو ما لمسه محدثنا خلال مشاركته في معرض نواكشوط الاخير.

 وكشف محدثنا أن الطبعة السابعة لمعرض المنتجات الجزائرية بالعاصمة الموريتانية "كلّل بنجاح كبير"، ولاقى استحسان المتعاملين الاقتصاديين والمواطنين الموريتانيين على السواء.

وذكر بوزياني بأنّ المعرض توّج بإبرام 42 اتفاقية بملايين الدولارات لتوريد منتجات جزائرية نحو السوق الموريتانية، معتبرا إياها دلالة على الاهتمام المتزايد للمستهلك الموريتاني بالمنتجات الجزائرية، حيث ظهر ذلك في الإقبال اللافت لاقتناء الجلود والأحذية والأجهزة الكهرومنزلية، بصفة خاصة وباقي المنتجات المعروضة، "لدرجة نفاد كل السلع في اليوم الأخير من عمر المعرض".

ويعكس ذلك، حسبه، وجود فرص هامة للتصدير يجب دعمها بهيئات رسمية قوية، تجنّبا للأخطاء السابقة، وكذا استغلال التهافت الكبير على المنتجات الوطنية بفتح فضاءات بيع دائمة، وعدم الاكتفاء بالمعارض الدائمة التي تختص فقط بالعرض، مثلما هو حاصل في العاصمتين الموريتانية والسنغالية التي شهدتا في سبتمبر 2023 فتح فضاءين لعرض المنتجات الجزائرية.

وقال في هذا الصدد، إنّ فتح نقاط بيع دائمة، بموريتانيا له أهمية خاصة، بالنظر لديمومة خطي النقل البحري والبري بين البلدين، "فعند اكتمال إنجاز طريق تندوف - زويرات، لابد من وضع نقاط بيع في كل من زويرات ونواديبو ونواكشوط"، مذكرا بأن الدولة استثمرت أموالا كبيرة لإنجاز هذا الخط البري لدعم الصادرات، ولابد من الاستثمار في هذا الطريق لرفع حجم المبادلات التجارية.