قناعة منه بأن السيادة المائية خيار استراتيجي وضرورة وطنية

الرئيس يجسّد التزاماته في الآجال

الرئيس يجسّد التزاماته في الآجال
رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون
  • 151
 مليكة .خ مليكة .خ

جسّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون التزامه بضمان الأمن المائي، الذي أطلقه خلال حملته الانتخابية على أرض الواقع، بتدشينه أكبر مصنع في الجزائر لتحلية مياه البحر والمتواجد بعاصمة الغرب الجزائري وهران والمحطة الجديدة لتحلية مياه البحر بفوكة في انتظار تدشينه لباقي المحطات المدرجة ضمن البرنامج والتي وعد بإطلاقها قبل شهر رمضان الكريم، ما يعزّز قدرة البلاد على مواجهة تحديات ندرة المياه وتأمين احتياجات المواطنين من هذه المادة الحيوية.

أوفى الرئيس تبون بوعده أمام المواطنين بوصول المياه إلى حنفياتهم قبل حلول شهر رمضان، عبر إنجاز ضخم مدعّم بأحدث التكنولوجيا وبشركات جزائرية محضة، حيث فضّل أن تكون انطلاقة مشروع إنجاز محطات مياه البحر المبرمجة عبر مناحي البلاد، من عاصمة الغرب الجزائري التي عرفت خلال السنوات الأخيرة بشحّ الأمطار وندرة المياه، ما جعل الدولة تركّز جهودها على التخفيف من معاناة ساكنة هذه المنطقة.

ويعد تدشين محطات تحلية مياه البحر من الأولويات الاستراتيجية التي يتضمنها البرنامج الرئاسي، في سياق ضمان السيادة المائية للجزائر على غرار الأمن الغذائي الذي يراهن رئيس الجمهورية على تحقيقه باعتبارهما ضرورة وطنية تكريسا للنهج المرتكز على ثقافة الاعتماد على الذات والحدّ من تبعية الخارج، موازاة مع تأكيده على أهمية ترشيد استغلال الموارد المائية خاصة الجوفية منها. والتحدي البارز في هذا الإنجاز الكبير يتمثل بالخصوص في تسريع وتيرة الإنجاز التي تمّت في ظرف 26 شهرا بدل المدة المحدّدة بـ36 شهرا، فضلا عن كون هذا الإنجاز بمثابة نموذج لمشاريع مستقبلية تعتمد على أحدث التقنيات وبأيادٍ جزائرية كفؤة. 

وقد حرص رئيس الجمهورية على وضع مخطط لتعميم محطات تحلية مياه البحر عبر كامل الشريط الساحلي للبلاد، تجنّبا لتداعيات الأوضاع المناخية الصعبة التي يمر بها العالم، مسديا في هذا الصدد تعليمات لمصالح وزارات الداخلية، والموارد المائية، والفلاحة، والصناعة، والبيئة، على أوسع نطاق لإنشاء مخطط استعجالي، يهدف إلى سنّ سياسة جديدة، لاقتصاد المياه وطنيا، والحفاظ على الثروة المائية الجوفية. كما ركّز على إعادة تحريك كل المشاريع المتوقفة لمحطات تصفية المياه المستعملة عبر الولايات وإدخالها قيد الاستغلال لاستخدامها في الري الفلاحي عوض المياه الجوفية، التي شدّد على ضمان المراقبة الصارمة لتراخيص استغلالها لسقي المساحات المزروعة، مع تسليط أقصى العقوبات ضد أعمال حفر الآبار غير المرخّصة.

وبتدشينه لمحطتي الرأس الأبيض بوهران وفوكة بتيبازة، تكون الجزائر قد قطعت أشواطا كبيرة في تحقيق أمنها المائي وفق استراتيجية الرئيس تبون، علما أن السنة المنصرمة شهدت استلام مجموعة من السدود على غرار سد كاف الدير بتيبازة بقدرة استيعابية تقدر بـ135 مليون متر مكعب وسد بوزينة بباتنة، في حين تراهن الجزائر على الوصول إلى 95 سدا كبيرا في آفاق 2030 بحجم تخزين إجمالي يصل إلى 12 مليار متر مكعب. وكانت الجزائر قد أنجزت في البرنامج الأول 11 محطة بقدرة إنتاج 2,1 مليون متر مكعب يوميا، لتسطر بعدها برنامجا استعجاليا لإنجاز 5 محطات أخرى، مباشرة بعد استكمال البرنامج التكميلي للخمس محطات الجديدة التي دخلت الخدمة بداية العام الجاري.

وعليه، أضحت تحلية مياه البحر خيارا استراتيجيا للدولة، خاصة وأن المرحلة الثانية من برنامج الرئيس تبون تتضمن إنجاز 7 محطات أخرى، كما تتطلع إلى الوصول إلى 5,6 ملايين متر مكعب يوميا من المياه المحلاة بحلول عام 2030، حيث ينتظر أن تزوّد المحطات المخصّصة لهذا الغرض سكان الولايات الساحلية والولايات التي تبعد 150 كلم من تلك المنشآت بالمياه الصالحة للشرب.