بن غبريط تؤكد في الندوة العامة لليونسكو بباريس:

السلم والأمن شرط أساسي لرفاه الطفل وتربيته

السلم والأمن شرط أساسي لرفاه الطفل وتربيته
  • 722

صرحت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط أمس بباريس خلال الندوة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) أن السلم والأمن يعتبران "شرطا أساسيا" لرفاه الطفل وتربيته. وفي كلمة لها في إطار النقاش العام، أكدت الوزيرة تقول "يعد الشروع في تفكير معمق يعكس انشغالاتنا وانشغالات مجتمعاتنا ضرورة مطلقة حتى نتمكن من إيجاد حلول لمعاناة أطفال العالم على غرار الأطفال السوريين والصحراويين والتي تستوقف الجميع". 

وأردفت تقول إن "السلم والأمن بجميع البلدان يمثلان شرطا أساسيا لرفاه الأطفال وتربيتهم". في نفس الصدد قالت "لقد دفعنا ثمنا باهظا من أجل حريتنا، كما واجهنا في سنوات التسعينات الإجرام الإرهابي الذي حاربناه وانتصرنا عليه"، مضيفة أنه "بفضل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي بادر به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والذي نحيي هذه السنة ذكراه العاشرة، نستطيع اليوم التأكيد على أن التمدرس الذي يعد أحد أهداف ألفية 2015 قد تم بلوغه قبل انتهاء الاستحقاقات التي حددها إعلان الألفية مع احترام المعادلة ذكور-إناث". 

وترى السيدة بن غبريط أن "التحديات" الكبرى في مجال التربية "تفرض نفسها اليوم علينا، لذا فإننا ملزمون بترقية حس المواطنة والتسامح لدى التلاميذ". من جهة أخرى، صرحت الوزيرة "يتعلق الأمر اليوم بتعليم الأطفال التمييز بين المعلومة الموثوقة والخاطئة (...) ومكافحة اللاتسامح وكل أشكال العنف والتطرف إضافة إلى روح النقد". وأردفت "إذا كانت منظومتنا التربوية اليوم لا تزود التلميذ بالوسائل التي تمكنه من الاختيار والانتقاد، فإنه سيصبح أرضية خصبة للكراهية وإقصاء الآخر والتطرف". 

ويتعلق الأمر ـ على حد قولها ـ بضمان تعليم "نوعي للتلاميذ" لأنه "لايكفي أن نفتح مدرسة للطفل، بل من واجبنا ضمان محتويات تضمن إعداده لمواجهة التحديات". وأشارت الوزيرة إلى أن انشغال هذه الهيئة الدولية اليوم "يتمثل بطبيعة الحال في التأكد من تمدرس كل أطفال العالم وتوفير الشروط الضرورية لتربيتهم في ظروف لائقة"، مبرزة دور الجزائر في هذا المجال وتكريس حق التعليم في الجزائر. وفيما يتعلق بالتراث الثقافي الذي "تقوم عليه هويتنا"، أكدت السيدة بن غبريط دعمها للمديرة العامة لليونسكو التي أعربت عن "انشغالها" حيال تصاعد أعمال العنف التي تستهدف المواقع الثقافية والدينية في الشرق الأوسط، لاسيما تلك المصنفة ضمن التراث العالمي. وقالت في هذا الصدد "نريد أن نحيّي المديرة العامة لليونسكو على الجهود الدؤوبة التي تبذلها لرفع هذه المسألة إلى أعلى مستوى بالأمم المتحدة، ونؤكد لها انضمامنا إلى ندائها من أجل وضع التراث الثقافي والديني في منأى عن النزاعات وأعمال العنف". 

وبخصوص الرهانات التي تفرضها التغيرات المناخية، أكدت الوزيرة ضرورة الاستعداد لها من خلال "برامج يتعين على الأنظمة التربوية ترقيتها" عبر تثمين التعليم التقني والمهني الذي "أضحى ضروريا مثلما تتجلى ضرورة التحكم في اللغات التي تعد من بين الكفاءات الأساسية للتعليم" وكذا تجديد أنماطنا التعليمية. وترى السيدة بن غبريط أن منظمة اليونسكو التي تحتفل هذه السنة بالذكرى الـ 70 لإنشائها "تبقى ضمانا في مجال ترقية السلم عن طريق الحوار والتفتح، وعليها أن تبقى بفضل إرادة وعمل مشتركين محل رجاء الأجيال الصاعدة وحصنا ضد كل أشكال العنف والتطرف".