قسنطينة
الشباب يتصدى لمحاولات ركوب الحراك
- 785
للجمعة الثالثة على التوالي في شهر رمضان، والرابعة عشر منذ بداية الحراك الشعبي، لم يختلف ديكور وسط المدينة بولاية قسنطينة، عن المشاهد التي ألفها خلال الأسابيع الفارطة، حيث خرج مئات القسنطينيين، إلى الشوارع مباشرة بعد صلاة الجمعة، في أجواء منظمة، تحت تأطير أمني محكم، مطالبين بالتغيير السلمي وبجزائر جديدة.
ولم تختلف مطالب القسنطينيين، في الجمعة الرابعة عشر من الحراك، عن سابقاتها، حيث كان الإجماع حول رحيل كل رموز النظام السابق أو ما يعرف بالعصابة، كما طالبوا بتعيين أشخاص نزهاء للإشراف على انتخابات حرة وديمقراطية، ترسو بسفينة البلاد إلى برّ الأمان. سكان قسنطينة تزينوا بالرايات الوطنية وخرجوا رغم الصيام والتعب في مسيرة طافت أهم شوارع المدينة، على غرار مسعود بوجريو، محمد بلوزداد، عبان رمضان، ثم التجمّع أمام قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، وهي الساحة التي اتخذها المتظاهرون منصة للتعبير عن أرائهم بكل حرية وديمقراطية.
الملاحظ في مسيرات، أمس، بقسنطينة، التي شاركت فيها مختلف أطياف المجتمع (نساء ورجال، كبار وصغار)، هو ظهور بعض الوجوه المحسوبة على الحزب المحل والتي حاولت احتكارالكلمة، قبل أن يتم منعها من طرف شباب الحراك الذين كانوا يصرون على التعبير عن أرائهم بعيدا عن الألوان الحزبية، مؤكدين على رحيل الباءات المتبقية، تحت شعار ”جيش شعب خاوة خاوة”، في إشارة إلى التمسك بالمؤسسة العسكرية، بعيداعن المزايدات الحزبية والشخصية. وفتح المتظاهرون، في نهاية المسيرة، حوارات في شكل حلقات صغيرة، تم فيها التطرق إلى مختلف القضايا التي ميزت الساحة السياسية، وأهم المقترحات التي تمكن من التمسك بالحراك إلى غاية تحقيق المطالب الشعبية والذهاب إلى مرحلة انتقالية بقيادة شخصيات نزيهة.