الطبعة 32 لمعرض الإنتاج الوطني تستقطب الزوار
الصناعة الإلكترونية والتجهيزات الكهرومنزلية بخطوات متسارعة
- 177
❊ الشركات الوطنية بقدرات هائلة لتغطية احتياجات السوق
❊ التعريف بالمنتوج الوطني والتحفيز على استهلاك المنتوج المحلي
تمكنت الطبعة 32 لمعرض الإنتاج الوطني، التي تجري فعالياتها بقصر المعارض الصنوبر البحري في الجزائر العاصمة، منذ الخميس الماضي، أن تشكل منصة حقيقية لعرض قدرات الشركات الجزائرية وخبراتها، وتؤكد التقدّم المحرز في القطاع الصناعي المحلي.
أكد عديد المنتجين المحليين الحاضرين في الطبعة 32 لمعرض الإنتاج الوطني، في تصريحاتهم لـ«واج" عزمهم على تغطية احتياجات السوق الوطنية والتوجّه نحو التصدير، وذلك بفضل المستوى الذي بلغه المنتج الوطني، كمّا ونوعا، ومن بين العارضين الذين أثاروا إعجاب زوار المعرض، نجد الشركة العمومية لبناء وإصلاح السفن "إيكوراب" التي تعرض للزائرين نموذجين من قوارب المتعة، أحدهما مصنوع من الألياف الزجاجية والثاني من الخشب، طول كل منهما 16.5 متر، ووفقا لمديرة المبيعات والتسويق في الشركة، دليلة بن عبيدة، فعادة ما يكون الطلب على هذا النوع من القوارب من الخواص الذين يرغبون بالاستثمار فيها، حيث يعد التنزّه في البحر نشاطا مربحا.
وتختص الشركة، التي يوجد مقرها ببوهارون في ولاية تيبازة في بناء القوارب الاحترافية، وعلى وجه الخصوص سفن الصيد وقوارب صيد السردين، وكذلك قوارب الصيد التقليدي، ومن بين إنجازاتها البارزة، تذكر بن عبيدة "كاتمران" من الألومنيوم بطول 17 مترا مهيأ لتربية المائيات بالشلف، بالإضافة إلى قارب التونة في طور الإنجاز يبلغ طوله 42 مترا.
أما داخل الجناح المركزي، يستقطب الزوار جناح المنتجات الإلكترونية والتجهيزات الكهرومنزلية، حيث تجذب المنتجات الفاخرة محلية الصنع المارين عليها، ما يؤكد بوضوح التقدّم الملحوظ الذي حققته الصناعة الوطنية في هذه الشعبة. ومن بين العارضين في الجناح، نجد "كوندور" الذي تحوّل في السنوات الأخيرة إلى مجمّع متعدّد العلامات التجارية، إذ يقوم، إلى جانب إنتاج مجموعته الخاصة، بتصنيع المنتجات تحت علامات عالمية أخرى.
ويوضح محمد صلاح دعاس، نائب مديرها العام، أن مجمّع "كوندور" قام بالاستحواذ على العلامة التجارية لشركة "ناردي" الإيطالية في عام 2017، وهو الآن يقوم بتصنيع وبتوزيع منتجات هذه العلامة محليا وتصديرها نحو الخارج، كما ينتج أيضا مكيّفات هواء تحت العلامة اليابانية "دايكن"، الرائدة عالميا في هذا المجال، مؤكدا أن "المجمّع يصدر منتجاته المصنّعة محليا إلى 17 سوقا دولية، ويعتزم تعزيز مكانته بفضل اتفاقيات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ومنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية".
وفي نفس الجناح، نجد العلامة التجارية "براندت" التي ضمّت إلى مجمّع "سيفيتال" في عام 2014، حيث أكدت مديرة الاتصال والرقميات داخل المجمّع، فاطمة سواسير، أن "أجهزة براندت تصنع بأكملها الآن وطنيا، بأياد محلية وخبرة جزائرية"، وحسبها فإن نسبة الإدماج الوطني تصل حاليا إلى 80% بالنسبة للغسّالات والثلاجات، أما بالنسبة للأجهزة الأخرى كمواقد المطبخ، مكيّفات الهواء وأجهزة التلفاز، فهي تصل لـ 60%، مشيرة أنه بالإضافة إلى السوق الوطنية، يتم تسويق هذه المنتجات في الأسواق العالمية، وخاصة في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.
وتبرز هذه التظاهرة الاقتصادية أيضا تطوّر صناعة الحنفيات محليا، ومن بين الشركات المشاركة، "اس ل ار" التي شرعت في تصنيع الحنفيات الصحية وملحقات توصيل السباكة، وإلى جانب ذلك، تقوم الشركة، التي تتخذ من القليعة في ولاية تيبازة مقرا لها، بإنتاج صمامات الغاز، محابس المياه وعدادات المياه، "بنسبة إدماج وطني بلغت 85% لبعض المنتجات و100% في منتجات أخرى"، حسب مديرة التسويق في الشركة، ليليا بوشرابين، ووفقا لتصريحاتها، تغطي الشركة جزءا كبيرا من السوق الوطنية من مواد صنابير المياه والحنفيات، حيث زوّدت مشاريع كبيرة مثل جامع الجزائر ومشاريع سكنات "عدل" وكذلك المستوصفات والمستشفيات، مما ساهم في تقليل فاتورة الاستيراد لهذه المواد التي تشهد طلبا كبيرا عليها، كما قامت بعمليات تصدير إلى عدة دول، بما في ذلك إيطاليا وتونس.
ويشهد المعرض أيضا حضورا بارزا لشركة "إيريس تيرس"، المتخصّصة في صناعة عجلات السيارات، ووفقا لممثلتها، آية سوفي، تنتج الشركة، التي يوجد مقرها بسطيف، 2 مليون وحدة سنويا من مختلف الأصناف، منها العجلات الموجّهة للشاحنات والسيارات الرياضية وسيارات الدفع الرباعي، وتلك المصمّمة للمركبات الكبيرة والسيارات المتوسطة الحجم، وأضافت بأن "أولوية الشركة الآن هي تلبية حاجيات السوق المحلية، حيث يحظى بحصة 70% من إجمالي الإنتاج مقابل 30% للتصدير، موضحة أن الصادرات توجّه إلى عدة مناطق من العالم، أبرزها أوروبا والبرازيل ودول الخليج.
ويمثل معرض الإنتاج الجزائري، الذي افتتحه يوم الخميس الماضي رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بمشاركة أكثر من 600 شركة من مختلف القطاعات، فرصة للتعريف بالإنتاج الوطني وتحفيز المواطن على استهلاك المواد المصنوعة محليا.