قال إنها تعكس إرادة الدولة في تنويع التمويل ودعم الشمول المالي.. بوغالي:
الصيرفة الإسلامية رؤية متكاملة لاقتصاد أساسه العدل والتكافل

- 143

❊ تعبئة الموارد الوطنية وإدماج رؤوس الأموال خارج الدورة الرسمية
❊ استقطاب السيولة الجامدة لدى فئة متحفظة على النظام التقليدي
❊ تحفيز الاستثمار المنتج في قطاعات الفلاحة والصناعة والسياحة والخدمات
اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد إبراهيم بوغالي، أمس، أن الصيرفة الإسلامية تمثل الربط الصحيح بين النشاط الاقتصادي والقيم الإنسانية للمجتمع الجزائري، مردفا بأنها ليست مجرد بديل تقني عن النظام المصرفي التقليدي، بل رؤية شاملة ومتكاملة لاقتصاد يقوم على مبادئ العدل والإنصاف والتكافل وتحمّل المسؤولية.
أشار بوغالي في كلمة له خلال يوم دراسي حول "الصيرفة الإسلامية في الجزائر.. آفاق وتحديات، من تنظيم المجلس الشعبي الوطني والمجلس الإسلامي الأعلى، بمقر ولاية الجزائر، بحضور أعضاء من الحكومة، إلى أن هذا التوجه يعكس إرادة الدولة في تنويع أدوات التمويل وتعزيز الشمول المالي، بما ينسجم مع تطلعات المواطنين ويضمن البعد الإنساني والمجتمعي في المعاملات المالية، مبرزا أن ذلك من شأنه تعبئة الموارد الوطنية وإعادة إدماج رؤوس الأموال التي ظلت خارج الدورة الاقتصادية الرسمية للمساهمة في التحوّل التنموي الذي تعمل الجزائر على تعزيزه وتقويته.
وأفاد رئيس المجلس أن تعزيز مقومات الصيرفة الإسلامية أصبح ضرورة ملحة، لما تتيحه من بدائل تمويلية حديثة تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتستجيب لمتطلبات التنمية المعاصرة، كما تتيح هذه المقاربة استقطاب السيولة المجمدة لدى فئة من المستثمرين المتحفظين على النظام التقليدي، وإشراكهم في النهوض الاقتصادي تجميعا لكل الأدوات والطاقات والآليات، وتحفيز الاستثمار المنتج في القطاعات الفاعلة الحقيقية كالفلاحة والصناعة والسياحة والخدمات، بدل الاقتصار على الاقتصاد الريعي أو الاكتفاء بالتداول المالي غير المنتج.
وكذا العمل على تحقيق العدالة المالية والاجتماعية، من خلال صيغ كثيرة كالمشاركة والإجارة والمرابحة التي تقوم على تقاسم الربح والمخاطرة لا على استغلال الحاجة، وهي التي من شأنها أن تضمن مبدأ العدالة والمساواة وضمان الحقوق. وشدّد بوغالي على أهمية وضع إطار قانوني وتنظيمي مرن ومتكامل، وضمان تكوين الكفاءات المؤهلة في الفقه المالي وإدارة المخاطر، إلى جانب تعميق الوعي المجتمعي بمزايا الصيرفة الإسلامية، وتطوير المنتجات المالية الإسلامية بما يواكب التحوّل الرقمي ويعزز المنافسة في السوق المحلية والدولية.
وختم رئيس المجلس الشعبي الوطني كلمته بالتأكيد على أن نجاح التجربة الجزائرية في الصيرفة الإسلامية مرهون بتكامل الجهود بين الدولة والمؤسسات المالية والعلماء والخبراء والمستثمرين، معتبرا أن الرهان الأكبر هو تحويلها إلى رافد استراتيجي من روافد الاقتصاد الوطني يسهم في تنويع مصادر التمويل وترسيخ ثقة المواطن في مؤسساته المالية، ويعيد للدين دوره الأصيل في توجيه النشاط الاقتصادي.