الكاتب والإعلامي الأردني باسم الطويسي يحاضر حول الإعلام العربي:

العودة إلى تقاليد الصحافة لضمان المهنية والمصداقية

العودة إلى تقاليد الصحافة لضمان المهنية والمصداقية
  • القراءات: 490 مرات
جميلة.أ جميلة.أ
أكد وزير الاتصال السيد حميد قرين على ضرورة تبنّي الصحفي تكوينا ذاتيا مستمرا وبدون انقطاع. ولدى إشرافه أمس على انطلاق ندوة تكوينية متبوعة بنقاش محورها "الاحترافية والمصداقية في الإعلام العربي" نشّطها عميد معهد الإعلام الأردني الدكتور باسم الطويسي في إطار سلسلة الدورات التكوينية التي تحرص وزارة الاتصال على تنظيمها شهريا، أوضح الوزير أن أساتذة العالم والمتخصصين في الإعلام لن يتمكنوا من تكوين الصحفي بشكل كامل. وكشف الوزير عن سلسلة جديدة من حصص التكوين ابتداء من الموسم القادم، وتحديدا شهر سبتمبر، ينشّطها صحافيون كبار من العالم العربي والغربي.
وخلال المحاضرة التي احتضنها قصر الثقافة مفدي زكريا وحضرها مسؤولون في قطاع الإعلام وعدد معتبر من الصحافيين، تطرق المحاضر لجملة من المحاور الأساسية تتعلق بأزمة الإعلام العربي في ظل ما تشهده وسائل الإعلام في العالم، وارتباطها بأزمة المهنية والأخلاقية، المتمثلة في تآكل الثقة والمصداقية، معرجا على الثورات العربية وأداء الإعلام العربي خلالها، ومدى قدرة المجتمع الإعلامي على ممارسة النقد الذاتي، وكذا مساهمة وسائل الإعلام في تنفيذ الأجندات السياسية من جهة، وارتباطها برؤوس الأموال واتجاهات رجال الأعمال الجدد من جهة أخرى.
واستهل الدكتور باسم الطويسي محاضرته بالثناء على التجربة الإعلامية الجزائرية التي قطعت مراحل هامة، حتى أصبحت تؤثر على المشهد الإعلامي العربي، مؤكدا أن الخطوات التي مرت بها هذه التجربة ثابتة وجادة، مكّنتها من تبوأ مكانة محترمة، مشيرا إلى أن الإعلام بالجزائر كما بالأردن، عرف كيف يشد جمهوره إليه لما عاد بقوة إلى المحطات الوطنية ومحطات الخدمات العامة ولم يتأثر بضغط الفضائيات الإقليمية التي أثرت في ثورات الربيع العربي، وهو ما يؤكد، يضيف الدكتور، نجاح المتخصصين في إعادة بناء الثقة مع الجمهور.
وأوضح السيد الطويسي أن تطوير المهنية الإعلامية هو أحد التحديات التي يواجهها الإعلام في العالم العربي الذي يعيش أزمة اختلالات وتشوّهات، في الوقت الذي تشهد وسائل الإعلام في العالم أزمة مهنية وأخلاقية، انعكست على مصداقيتها وتآكلت الثقة فيها. وأشار المتحدث إلى تحولات الربيع العربي التي "أغرقت العديد من الدول في شبر من الحرية الإعلامية"، وهو ما يؤكد وجود فجوة هائلة في أداء الإعلام العربي؛ حيث تحولت الكثير من المنابر الإعلامية من أدوات لخدمة الشعب إلى أدوات لإدارة الصراع بين مراكز القوى.
 وانطلاقا من هذا الواقع المرير الذي بلغه الإعلام العربي، بات لزاما- يقول باسم الطويسي -الاعتراف بحجم الفجوة المهنية الإعلامية وممارسة النقد الذاتي، ومنه العمل على تأهيل أجيال من الصحفيين على القواعد المهنية الرصينة والمبادئ الأخلاقية التي تحمي الحرية وتحتضنها وتنمّيها وتحفظ كرامات الناس، وتؤكد أن حقهم في معرفة حرة ومستقلة ومتعددة هو الأساس المتين لحماية كرامتهم، وهنا ـ يضيف ـ تتأكد حاجتنا لإصلاح نظم تعليم الإعلام في العالم العربي.
وانطلاقا من التحولات التي عرفها العالم العربي خلال السنوات الأخيرة، تأكد أن وسائل الإعلام العربية أصبحت رهينة رأس المال واتجاهات رجال الأعمال الجدد، وهو ما يبرر إخفاقها في تجاوز القاعدة الأولى في تجاوز بناء المهنية في الفصل بين التحرير والملكية. وفي نفس السياق، كشف المحاضر عن أرقام تعكس هذا الواقع، ومنها انتقال عدد الفضائيات والقنوات التلفزيونية العربية من 400 محطة سنة 2009 إلى 1400 محطة فضائية بعد 2011؛ أي أحداث الربيع العربي، في ظرف أربع سنوات فقط، علما أن التوسع كان كميا على حساب النوعية.
وأشار المتحدث إلى أن حجم عائدات الاستثمارات المقدّرة بملياري دولار والتي عرفها قطاع الإعلام العربي، لا يعكس الاستثمارات التي وُضعت، والمقدَّرة بنحو 30 مليار دولار، وهو ما يفسر البعد السياسي لهذه المشاريع بعيدا عن التجارة والبعد الاجتماعي والتربوي، مشيرا إلى أن 16 بالمائة من القنوات العربية المستحدَثة، هي قنوات دينية، و92 منها تابعة للقطاع الخاص، ساهمت في إدارة الصراع الطائفي والديني وبيع الدجل والخرافات. للعلم، فإن الدكتور باسم الطويسي هو عضو سابق بالمجلس الأعلى للإعلام الأردني لدورتين، ومن بين مؤسسي إذاعة صوت العرب، وعضو بلجنة الحوار الوطني، وعضو حاليا باللجنة الملكية للنزاهة، كما أنه عضو مؤسس للعديد من الهيئات ومنظمات المجتمع المدني بالمملكة الهاشمية الأردنية.