وصف زيارة وزير خارجية تونس للجزائر بالمهمة.. حشانة:
اللقاء التشاوري الثلاثي يملأ فراغ تجميد العمل المغاربي
- 453
❊ ثقة متبادلة وتوافق في المواقف بين الرئيسين عبد المجيد تبون وقيس سعيّد
❊ جلب الكيان الصهيوني للمنطقة ضربة كبيرة لمسيرة البناء المغاربي
أكد السفير التونسي السابق بالولايات المتحدة الأمريكية، نجيب حشانة، أمس، أن زيارة وزير خارجية تونس للجزائر محمد علي النفطي، وهي الأولى له منذ توليه هذا المنصب كانت في غاية الأهمية من حيث التوقيت، معتبرا هذه الزيارة مؤشرا بارزا على ثبات العلاقات الثنائية التكاملية والعريقة التي ما فتئت تتطور باستمرار في عديد المجالات، وفي مقدمتها الحاجة للعمل والتنسيق في المجالين الأمني والعسكري لتعزيز وحماية الأمن القومي للبلدين "باعتباره واحدا لا يتجزأ".
قال حشانة، لدى استضافته في برنامج "ضيف الدولية" لإذاعة الجزائر الدولية، إن الوضع العالمي إجمالا والوضع الإقليمي خاصة يمر بأوقات عصيبة ومليئة بالتحديات والتغيرات المتسارعة مما يفرض على الجزائر وتونس العمل معا من أجل درء المخاطر المحدقة بالمنطقة، ومنها صيانة الحدود والسيادة باعتبارهما أولوية مطلقة بالنظر للتطورات الخطيرة التي تشهدها السودان واليمن ولبنان وفلسطين.\
وأضاف قائلا "هناك ثقة متبادلة وتوافق في وجهات النظر بين الرئيسين عبد المجيد تبون وقيس سعيّد فيما يتعلق بقضايا الساعة والتحديات الراهنة، وهناك تنسيق وتعاون ثنائي لتفادي كل ما يمكن أن يضر بأمن ومصالح كل من الجزائر وتونس، انطلاقا من فكرة أنه لا يمكن الحديث عن أي تنمية اجتماعية واقتصادية من دون الاستقرار في المنطقة بما فيها ليبيا الدولة الجارة.
وتابع قائلا "العلاقات الثنائية نموذجية وتقوم على ضوابط الجغرافيا السياسية والحدود المشتركة، ومن شأن كل ذلك أن يؤسس لبناء منظومة جيواستراتيجية موحدة تكفل حماية البلدين من التحولات الخطيرة المحيطة بها، وبالاعتماد أيضا على صلابة الجبهة الداخلية في وقت صار فيه العالم لا تحكمه الأخلاق ولا مبادئ القانون الدولي وإنما يعتد فقط بالقوة"، واستطرد "اللقاء التشاوري الثلاثي بين الجزائر وتونس وليبيا يملأ الفراغ الناجم عن تجميد العمل المغاربي، وهو حافز كبير لعودة الروح المغاربية والتشاور على أوسع نطاق بين القادة الثلاثة من أجل تحقيق المشاريع المشتركة وفي مقدمتها معالجة أزمة المياه والاستغلال المشترك لخزان المياه الجوفية بغدامس".
وأردف الدبلوماسي التونسي السابق قائلا "هناك جدية في استمرار التنسيق والتشاور بين القادة الثلاثة بهدف بناء تعاون أفقي على طريق الانتهاء من العلاقات العمودية مع الاستعمار القديم، الذي يطل برأسه من جديد رغبة في استغلال خيرات المنطقة، وبالاعتماد على عناوين جديدة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومنها إثارة مسألة حقوق الإنسان وممارسة الضغوط السياسية بواسطة صندوق النّقد الدولي وشروطه القاسية والمجحفة مع عديد البلدان النامية".
وعن موقفه من إقدام النظام المغربي على جلب الكيان الصهيوني لمنطقة المغرب العربي والتحالف معه، قال الدبلوماسي التونسي السابق "يعد ضربة كبيرة لمسيرة البناء المغاربي باعتبار هذه الخطوة أدخلت المنطقة في عملية فرز جديدة بين من يسعى للتطبيع ومن يرفض المضي في هذا المسار".