بن غبريط تؤكد على حل جميع انشغالات الشريك الاجتماعي قبل 5 أكتوبر

المحافظة على حيوية قطاع التربية

المحافظة على حيوية قطاع التربية
  • 2017
ع. بزاعي / ـ ج. الجيلالي ع. بزاعي / ـ ج. الجيلالي
أكدت وزيرة التربية الوطنية، السيدة نورية بن غبريط، ظهر أمس، بسكيكدة، على محاولة حل جميع الانشغالات التي طرحها الشريك الاجتماعي "قبل 5 أكتوبر المقبل". واعتبرت الوزيرة خلال ندوة صحفية في ختام زيارة عمل وتفقد قامت بها إلى هذه الولاية حيث أشرفت رسميا على الدخول المدرسي الجديد، أن أغلب هذه المطالب التي طرحها الشريك الاجتماعي محلية وستعمل مع مديريات التربية على حلها، مؤكدة على الجهود المبذولة من طرف الوزارة الوصية في هذا الشأن. وذكرت السيدة بن غبريط أنها كانت جد راضية بعد لقائها مؤخرا بالنقابات الممثلة لمستخدمي القطاع والتي كانت حاضرة بقوة صباح أمس في الافتتاح الرسمي بسكيكدة للموسم الدراسي 2015-2016، مؤكدة في السياق بأن وزارتها ستبذل كل ما في وسعها من أجل التوصل إلى اتفاقية بين وزارة التربية الوطنية والنقابات الممثلة لمستخدمي القطاع. كما دعت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أمس من سكيكدة حيث أشرفت رسميا على الدخول المدرسي 2015-2016 إلى مضاعفة المجهودات للإبقاء على الحيوية التي يشهدها هذا القطاع الإستراتيجي، مؤكدة بأن المجهودات المنتظرة لا يمكن أن تكون من طرف الوزارة وحدها ولكن من طرف الأساتذة والمؤطرين وأولياء التلاميذ. وأشارت بن غبريط كذلك إلى ضرورة أن يقوم الأساتذة بتلقين تلاميذهم قيم المواطنة لتمكين الأجيال الصاعدة من تحمل مسؤولياتها بنجاح في المستقبل.
 وتطرقت الوزيرة بالمناسبة إلى ثلاثة محاور ضمن الإستراتيجية التي أعدتها وزارة التربية الوطنية تتمثل في تشخيص معمق للمدرسة الجزائرية بهدف تحسين مردودها وأداءاتها ورقمنة القطاع وترشيد تسيير الحجم الساعي المدرسي بضمان 32 أسبوعا من النشاط الفعلي والتكوين المستمر للأساتذة والمدرسين. كما دعت إلى جعل السنة الدراسية 2015-2016 تتميز بتوسيع التعليم التحضيري وكذا تعميم تدريس اللغة الأمازيغية لينتقل من 11 إلى 20 ولاية.
وفي تطرقها للتضامن الوطني الذي اختير شعارا للدخول المدرسي 2015-2016، أكدت بن غبريط على أن التضامن الوطني لا بد أن يكون فعليا بين التلاميذ أنفسهم وكذا بين التلاميذ والمجتمع ككل. وخلال جولتها عبر ولاية سكيكدة، دشنت الوزيرة عديد المؤسسات التربوية، ويتعلق الأمر بثانويتين 1000 مقعد بكل من مجاز الدشيش وصالح بوشعور ومتوسطة (500 مقعد) بمنزل الأبطال بعزابة. وكان 8 ملايين و112 ألفا و475 تلميذا في الأطوار التعليمية الثلاثة قد التحقوا صبيحة أمس بمؤسساتهم التربوية، حيث يؤطرهم أزيد من 400 ألف أستاذ من بينهم 19 ألف نجحوا في مسابقة التوظيف الأخيرة وقد تميزت الأجواء بالهدوء والفرحة لدى التلاميذ والأولياء، أملا في سنة دراسية موفقة.
فبولاية الجزائر، إلتحق 689181 تلميذا بمقاعد الدراسة مسجلين في الأطوار التعليمية الثلاثة (ابتدائي ومتوسط وثانوي)، وتمت بالمناسبة مراسم الدخول المدرسي بصفة رسمية على مستوى الثانوية الجديدة محمد بجاوي 2 بباب الزوار بحضور والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ و رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، كريم بنور ومدير التربية للجزائر شرق، اليمين مخالدي. وبعد حضور الوالي والوفد المرافق له لأول درس نمودجي، تحت عنوان "التضامن بكل أبعاده"، قام بجولة في هذه الثانوية الجديدة حتى يطلع عن كثب على جميع التجهيزات والمرافق التي تحتويها المؤسسة.
وفي كلمة له بالمناسبة، أشاد والي ولاية الجزائر بالتنظيم المحكم الذي تميزت به هذه الثانوية الجديدة ولاسيما استجابتها للمقاييس البيداغوجية فيما يخص تعداد التلاميذ في القسم الواحد (20 تلميذا)         وقال بهذا الخصوص إن المقاييس البيداغوجية التربوية تقتضي أن يكون عدد التلاميذ بالقسم الواحد يتراوح بين 18 و 20 تلميذا حتى يستطيع المتمدرس التقرب من أستاذه واستيعاب دروسه أكثر.
وذكر زوخ أن ثانوية محمد بجاوي 2 كانت في السابق عبارة عن محلات يشغلها الشباب متعهدا أنه سيتم التكفل بهؤلاء الشباب إما بتوفير مناصب شغل لهم أوجعلهم يستفيدون من محلات، مضيفا       بخصوص المطاعم المدرسية أنه تم تخصيص غلاف مالي إضافي من قبل الولاية لتحسين الوجبات الغذائية وأن المطعم المدرسي سيظل مفتوحا طيلة الأيام الدراسية بما فيها يوم الثلاثاء. ومن جهته، قال مدير التربية للجزائر شرق، اليمين مخالدي إن إنجاز هياكل جديدة (ثانويتين ومتوسطة) بالمنطقة الشرقية للجزائر كان له تأثير إيجابي لتخفيف الضغط على العديد من المؤسسات التعليمية التي تشكو من الاكتظاظ.
أما بشرق البلاد وبولاية باتنة، جرى الدخول المدرسي في جو هادئ، حيث التحق 301671 تلميذا بمقاعد الدراسة عبر 900 مؤسسة تربوية بالأطوار الثلاثة، بينهم 145774 تلميذة منهم 27665 تلميذ جديد بالطور الإبتدائي و15325 بالأقسام التحضيرية، موزعين على 10425 فوج تربوي. ولقد استكملت مديرية التربية كافة التحضيرات المادية والبشرية لإنجاح الدخول المدرسي 2015 /2016 الذي يميزه هذه السنة استلام هياكل جديدة من ضمنها 05 ابتدائيات جديدة، متوسطتين وثانويتين، 5 أنصاف داخلي بالثانوي و2 بالمتوسط.  ويتوزع عدد التلاميذ الذين التحقوا صباح أمس  بمقاعد الدراسة ـ حسبما أعلنه مدير التربية بالولاية ـ على 27665 تلميذ بالنسبة للطور الإبتدائي و 26438 في الطور المتوسط، 16487 طالبا انتقلوا من المتوسط ليرتفع العدد إلى 53567 طالب ثانوي. ومن المرتقب أن يستفيد زهاء 104000 تلميذ من المنحة بقيمة 3000 دج، إضافة إلى حصة من اللوازم المدرسية من 10 آلاف محفظة.
وبغرب البلاد، أشرف والي وهران رفقة السلطات العمومية المحلية على الافتتاح الرسمي للدخول المدرسي من المدرسة التربوية الابتدائية الجديدة، مرازي رشيد وكذا متوسطة مختلطة بحي المنزه ببلدية وهران، بالإضافة إلى ثانوية سيدي البشير الجديدة التي تم استلامها خلال هذا الدخول المدرسي. يذكر بالمناسبة أن الدخول المدرسي بولاية وهران عرف استلام ما لا يقل عن 24 مؤسسة تربوية جديدة منها ست ثانويات، اثنتان منها بدائرة قديل بالإضافة إلى ثانوية سيدي البشير ببلدية بير الجير وأخرى ببلدية العنصر وأخريان ببلديتي عين الكرمة وبوتليليس، بالإضافة إلى أربع متوسطات و14 مجمعا مدرسيا آخر تعزز بهم قطاع التربية.
وعملت مديرية التربية بالولاية على توفير كافة شروط نجاح هذا الدخول المدرسي من خلال توفير الكتب المدرسية لجميع الأطوار ولكافة التلاميذ، حيث أن عملية توزيعها على المؤسسات التربوية تمت منذ نهاية العام الماضي واستمرت خلال فترة العطلة الصيفية.         بالمناسبة، فإن عملية التسجيل الخاصة بالأقسام التحضيرية ستتم الأسبوع المقبل وذلك بعدما تم تخصيص 378 قسما للتلاميذ المقبلين على الأقسام التحضيرية منها 64 قسما جديدا خاصة وأن عدد التلاميذ مرشح للارتفاع في حال عدم التمكن من تسجيل الأطفال القريبين من السن القانونية للتمدرس في السنة الأولى ابتدائي والذين يحولون إلى الأقسام التحضيرية مباشرة وبصفة آلية.
تجدر الإشارة، من جهة أخرى، إلى أن قطاع التربية الوطنية يشرع إبتداء من الدخول المدرسي الحالي  في تطبيق نظام جديد للتقويم البيداغوجي للتلاميذ يعتمد على اكتساب المهارات الفكرية عوض الحفظ لا سيما في المرحلة الابتدائية التي من المفترض أن يخضع فيها التلاميذ للمراقبة المستمرة بدلا من الفروض والامتحانات المتكررة. ويرى القائمون على القطاع أن من شأن هذا النظام أن يضمن للتلميذ الانتقال من الحفظ الآلي والاسترجاع الآلي للمعارف إلى اكتساب مهارات فكرية قائمة على التحليل والاستدلال خاصة في التعليم الابتدائي باعتباره ركيزة التربية والتعليم. وتشكل هذه المرحلة من التعليم - حسب بيداغوجيين ـ محور السياسة التربوية لوزارة التربية الوطنية بالنظر إلى مكانتها وأهميتها من الجانبين الكمي والنوعي في بناء التعليمات الأولى لدى التلاميذ. ويتجسد الجهاز الجديد للتقويم البيداغوجي من خلال تعميم عملية الضبط والمعالجة البيداغوجية كمبدأ عملي للممارسة داخل القسم، وهي العملية التي إنطلقت خلال السنة الدراسية 2014- 2015.