رئيس الجمهورية يرسي توجّها جديدا لتثمين الطاقات الكفؤة

المراهنة على المشاريع المبتكرة لرفع التحدي الاقتصادي

المراهنة على المشاريع المبتكرة لرفع التحدي الاقتصادي
رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون
  • القراءات: 300
مليكة. خ مليكة. خ

❊ الابتكار والتكنولوجيا القوة الناعمة للجزائر الجديدة

❊ معرض الجزائر الدولي شاهد على التطوّر الكبير للمشاريع المبتكرة

❊ الرئيس تبون الراعي الأول للمؤسّسات الناشئة النشطة في التكنولوجيا

❊ تشجيع  الابتكار وبعث المؤسّسات الناشئة ضمن الأولويات الوطنية لتعزيز التنمية

❊ استحداث أقطاب تكنولوجية وإطلاق المنصة للبحث والتطوير والابتكار المفتوح

استأثر شقّ الابتكار وإنجازات المؤسّسات الناشئة باهتمام رئيس الجمهورية  خلال افتتاحه معرض الجزائر الدولي، انطلاقا من قناعته بالأهمية التي يحظى بها هذا القطاع في رفع الرهانات الاقتصادية للبلاد، حيث أعطى منذ انتخابه رئيسا للبلاد حيزا كبيرا لهذا الجانب من خلال عقد لقاءات مع  متعاملين وحاملي المشاريع المبتكرة، في سياق إرساء توجّه جديد لتثمين الطاقات الشبانية الكفؤة، التي أثبتت جدارتها في  مختلف المسابقات الدولية  بإنجازات رائدة.                                                                
يبدو أن تفوّق جناح الصناعة العسكرية الذي يصنع الحدث في مختلف طبعات المعرض والتظاهرات الاقتصادية،  بعرض منتجات جديدة متطوّرة وتنافسية بجودة عالية في مختلف التخصّصات، حفز المؤسسات المبتكرة على رفع الرهان وفرض تواجدها بقوة، كقطاع واعد  ينتظر منه الكثير، خاصة أمام ما تحققه الكفاءات الشابة في الخارج  التي حطمت أرقاما قياسية في إنجاز براءات الاختراع في مختلف المجالات العلمية.
ويراهن رئيس الجمهورية على المؤسسات الناشئة التي تتطلع بها الجزائر، لتكون رائدة في الميدان،  كونها تشكل قاطرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، بالنظر إلى الإنجازات وروح الإبداع والابتكار التي تميزها، على غرار ما توصلت إليه إحدى المؤسسات الناشئة الوطنية التي تساهم في تصنيع مركبات الأقمار الاصطناعية وتصدير منتجاتها.
وأمام هذا الطموح، الذي يتوخى منه رسم منحى جديد في الرؤية الاقتصادية للبلاد، فقد أشرف الرئيس تبون خلال معرض الجزائر على انطلاق التسجيلات الخاصة بالزيارات الدولية للمؤسسات الناشئة الجزائرية، وذلك بغرض تمكين 450 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا إلى التعرف على بيئات ريادة الأعمال العالمية وتوسيع شبكة العلاقات. ويتضمن البرنامج زيارات لشركات التكنولوجيا ومراكز البحث والجامعات والحاضنات، ومراكز التسريع، وحاضنات الابتكار في عدد من دول العالم الرائدة في المجال التكنولوجي، تشمل الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة 150 شركة ناشئة والصين بمشاركة 150 شركة ناشئة، وكوريا الجنوبية بمشاركة 150 شركة.
مثل هذه الزيارات من شأنها أن تعزز المعارف العلمية لحاملي المشاريع المبتكرة، بل ستقدّم الإضافة النوعية لمختلف القطاعات الحيوية، خاصة في ظل ما تحققه الكفاءات الوطنية على المستوى الدولي. ويكفي أن نستدل في هذا الصدد بنجاح طلبة المدرسة المتعددة التقنيات موريس أودان بوهران، أعضاء فريق( atakorsky.dz) مؤخرا، في إطلاق صاروخ للمرة الثانية في سماء المكسيك الجديدة بالولايات المتحدة الأمريكية وذلك إثر مشاركتهم في مسابقة كاس 2024 .
كما سجلت الجزائر في ظرف 6 أشهر خلال السنة الجارية أكثر من ألفي طلب براءة اختراع، إلى جانب ما يربو عن 800 مشروع بحثي بينها 300 نالت وسم "مؤسسة ناشئة"، وهو معطى سابق من نوعه في تاريخ الجزائر.
وفي ظل الحركية التي شهدتها الجامعة الجزائرية تم مناقشة أكثر من ستة آلاف مشروع أكاديمي، فضلا عن تقديم 300 مشروع بحثي حصل أصحابها على وسم "مؤسسة ناشئة"، إضافة إلى أزيد من 500 مشروع مبتكر.  وتعكس هذه الحركية العلمية التي أصبح بموجبها الطالب الجزائري "القوة الناعمة للجزائر الجديدة" الأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية، من خلال دعمه ومرافقته للمشاريع الشبانية، حيث استفادت 480 جمعية من دعم لتمويل مشاريعها.
وكان الرئيس تبون قد أكد خلال افتتاح المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة نهاية العام الماضي، أن الجزائر سجلت قدرا مكثفا ومتزايدا في مجال الابتكار وبعث المؤسسات الناشئة التي تشكل رهانا، مشيرا إلى أن ذلك يندرج في سلم الأولويات الوطنية الهادفة إلى تعزيز وتيرة التنمية الاقتصادية.
وعليه، فإن الإرادة السياسية للبلاد  تركز على تسخير كافة الإمكانيات اللازمة لتنظيم هذا القطاع الواعد ومرافقة حاملي المشاريع في مختلف المراحل، فضلا عن العمل على تثمين التكوين في عديد التخصّصات المعنية بنشاط المؤسسات الناشئة عبر استحداث مدارس متخصصة، وربط جسور التواصل بين مؤسسات التكوين والبحث من جهة، وبين عالم المقاولاتية من جهة أخرى.
وقد ترجم رئيس الجمهورية هذه الإرادة من خلال مضاعفة الجهود لمرافقة واحتضان المشاريع المبتكرة، عبر استحداث أقطاب تكنولوجية وإطلاق المنصة المخصّصة للبحث والتطوير والابتكار المفتوح، وكذا تخصيص مساحات لتوطين المؤسسات الناشئة، خاصة داخل الجامعات، فضلا عن إنشاء آليات خاصة للتمويل ومنح العديد من التسهيلات لتشجيع هذا النوع من المبادرات القيمة.
وسمحت هذه المقاربة خلال فترة وجيزة بإنشاء نظام بيئي وطني محفز  للمبادرة والابتكار،  حيث مكن  ذلك من تحقيق مكاسب نوعية من حيث معدل خلق المؤسسات الناشئة وبالتالي من تبوّء الجزائر الريادة على المستوى القاري.