سنتان من دخول الترامواي حيز الخدمة بالعاصمة
المسافرون مرتاحون والعمال يشتكون نقص الوعي
- 2202
ولايزال تهور المواطنين يشكل خطرا على السير الحسن لشبكة الترامواي بالعاصمة، إذ يؤكد بعض السائقين أنهم غالبا ما يجبرون على توقيف عربات الترامواي بسبب عدم احترام أصحاب السيارات والمارة لإشارات المرور التي تم وضعها في مفترقات الطرق وهو ما يشكل خطرا على سلامة المواطنين. وعن مجمل الحالات التي يسجلها السائقون يوميا، يتذكر معنا محمد اليوم الذي وجد فيه عربة مركونة بطريقة تسد مسار الترامواي، مما استدعى توقيفه لأكثر من ساعة إلى غاية تدخل أعوان الشرطة لرفع المركبة، ناهيك عن حالات مخالفة إشارات المرور من قبل السائقين غير المبالين بقدوم الترامواي، الأمر الذي دفع بالإدارة العامة إلى توجيه أوامر لتخفيض السرعة حتى يمكن التحكم في القيادة والفرملة في الحالات الاستعجالية. من جهة أخرى، تمت مضاعفة عدد أعوان الحراسة والمراقبة على طول مسار الشبكة لضمان توقف السيارات والمارة عند مرور التراموي.
ولفرق المراقبة وتوجيه المسافرين حكايتهم مع الركاب خاصة القصر، الذين وجدوا في الترامواي فرصة للاستمتاع والتنقل مجانا عبر جميع المحطات من دون دفع تكاليف التذاكر، ولو كان الأمر يقتصر على هذا فقط يقول ياسين -أحد المراقبين- لكان الوضع عاديا، لكن الحركة الكبيرة لهؤلاء القصر وتنقلهم ما بين عربات الترامواي والضجيج الذي يحدثونه أصبح يقلق المسافرين الذين يطالبوننا بالتدخل في كل مرة.
وبخصوص المخالفات التي يسجلها المراقبون يوميا فهي تخص عدم دفع تكاليف التذاكر عبر محطات التراموي الـ28، بالإضافة إلى محاولات تخريب مختلف التجهيزات خاصة تلك المتعلقة بالتصديق الالكتروني على التذاكر، وهو ما دفع بالمراقبين إلى تكثيف عمليات المراقبة بمحطات الرحلة من محطة المعدومين بالرويسو إلى غاية محطة ميموني حمود ببلدية برج الكيفان، ففي مرحلة أولى تقرر التقرب من المسافرين المخالفين لحثهم على دفع تكاليف التذاكر على أن يشرع في تغريمهم في وقت لاحق، وفي هذا الإطار أشار المراقب ياسين إلى أنه غالبا ما يقدم المسافرون خلال عملية المراقبة تذاكر الميترو أو تذاكر قديمة، لذلك نقوم بعملية التحسيس بضرورة دفع تكاليف الرحلة بطريقة حضارية.
سكان باب الزوار وبرج الكيفان يتخلون عن سياراتهم
لا يخلو حديث ركاب التراموي من الاستحسان بالنظر إلى نوعية الخدمات المقدمة مع توفر التكييف عبر كل العربات، بالإضافة إلى الوقت المستغرق في الرحلة من رويسو إلى برج الكيفان والذي لا يزيد عن الساعة بعد أن كان يقارب الثلاث ساعات يضطر فيها المسافر إلى استقلال ثلاث حافلات للوصول إلى قلب العاصمة، وتقول إحدى المسافرات أنه منذ سنتين تنفس سكان برج الكيفان الصعداء بعد العناء الطويل مع مختلف وسائل النقل، مشيرة إلى أن أفراد عائلتها قرروا التخلي عن سياراتهم طوال أيام الأسبوع ويفضلون التراموي لقضاء مصالحهم اليومية.
من جهته، أعرب شيخ طاعن في السن عن ارتياحه لفكرة ربط البلدية بالعاصمة عبر شبكة التراموي التي قلصت المسافات وأراحت المواطنين الذين استحسنوا التنقل عبر وسيلة نقل عصرية ومريحة، وعن الحافلات التي كانت تشتغل عبر الخط الرابط بين برج الكيفان وتافورة، يقول الشيخ، أن أصحابها غيروا خطوطهم بالنظر إلى انخفاض الطلب على خدماتهم.