الكاتب الموريتاني ولد أطفيل:

المغرب فشل في إقحام الجزائر ونواقشوط في النزاع بالصحراء الغربية

المغرب فشل في إقحام الجزائر ونواقشوط في النزاع بالصحراء الغربية
الكاتب والصحفي الموريتاني، سيد أحمد ولد أطفيل
  • القراءات: 819
ي. س ي. س

أكد الكاتب والصحفي الموريتاني، سيد أحمد ولد أطفيل، المهتم بقضايا شمال إفريقيا، أن المغرب فشل في إقحام الجزائر وموريتانيا في النزاع بالصحراء الغربية وفي نزع صفة ملاحظين عن البلدين الجارين، قصد التهرب من مواجهة الطرف الحقيقي في النزاع وهو جبهة البوليزاريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي. وأوضح سيد أحمد ولد أطفيل، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن المخزن المغربي حاول منذ أول يوم من النزاع إقحام دول الجوار فيه، رغم أن كل الهيئات الدولية أكدت وأعادت التأكيد على أن طرفي النزاع هما المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو، وهو ما أكد عليه أيضا مخطط التسوية الأممي-الإفريقي، الذي ينص على أن الجزائر وموريتانيا بلدين ملاحظين.

وأشار إلى أن تكرار الحوادث "العدوانية" للمغرب تجاه الجزائر وموريتانيا، مثل قصف قوات الاحتلال المغربي لشاحنات جزائرية لنقل البضائع على المحور نواكشوط - ورقلة شهر نوفمبر الماضي، وقصف سيارات مدنية لموريتانيين ينقبون عن الذهب على الحدود الصحراوية ـ الموريتانية، "يدخل في اطار محاولات نظام المخزن الزج بهما في هذا الصراع الذي يهدد أمن المنطقة برمتها". ولقي ثلاثة رعايا جزائريين مصرعهم غدرا في قصف همجي لشاحناتهم أثناء تنقلهم على المحور الرابط بين نواكشوط وورقلة، من قبل قوات الاحتلال المغربية بالصحراء الغربية بواسطة "سلاح متطور". ولفت الكاتب الموريتاني المهتم بقضايا، شمال إفريقيا إلى أن الهدف من قصف مواطنين في بلدانهم بواسطة الطائرات المسيرة، التي حصلت عليها المملكة المغربية بعد تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني "هو نزع صفة البلدان المراقبة عن موريتانيا والجزائر، وإظهارهم كأطراف في الصراع". وقال الكاتب، إن المملكة المغربية تسوق هذه الاطروحة قصد التهرب من مواجهة الطرف الحقيقي في الصراع وهم أصحاب الأرض الحقيقيين، الشعب الصحراوي وممثله الشرعي جبهة البوليزاريو.

وقال الكاتب الموريتاني، بخصوص جولة ستافان دي ميستورا، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، أنه "رغم الظروف الامنية و الصحية الاستثنائية التي يعيشها العالم بأسره، تنقل المبعوث الأممي إلى المنطقة، بغرض الاستماع إلى طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو، وتقديم اقتراحات من شأنها تهدئة الساحة المشتعلة". وذكر في هذا الإطار أن دي ميستورا، اطلع حتما على تقرير المبعوث السابق هورست كولر، وطبعا لديه ما يقول انطلاقا من تلك التقارير وما تلاها من أحداث، ولديه ما يقدم من وعود، ولكنه أيضا يريد أن يستمع إلى الطرفين على حدى ويقارب، ليصل إلى النقطة التي قد توقف إطلاق النار من أجل البدء في جولة دبلوماسية تفاوضية مقبلة". وأبرز سيد أحمد اطفيل، أن عوامل عديدة جعلت جبهة البوليزاريو تفقد ثقتها في بعثة "مينورسو" كمراقب لعملية وقف إطلاق النار، وعلى رأس هذه العوامل "سكوتها عن الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الصحراوي  والخرق المغربي السافر لاتفاق وقف اطلاق النار في 13 نوفمبر 2020، الاعتداء على مدنيين مسالمين ونقل مقرات بعض القنصليات إلى مدينة العيون المحتلة، تيمنا بأساليب إسرائيل الأخيرة كنقل بعض السفارات إلى العاصمة الفلسطينية، القدس المحتلة.

وأكد الكاتب الصحفي الموريتاني، أن النزاع في الصحراء الغربية "طال أمده، وصبر الشعب الصحراوي نفد بعد قرابة نصف القرن من الاحتلال والقمع والحرب واللجوء الطويل، ما يستوجب ايجاد حل عادل ودائم للنزاع، وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير عبر استفتاء حر وشفاف، لتستكمل الدولة الصحراوية سيادتها على جميع أراضيها المحتلّة".