رافعوا لمعالجة جذرية لأسباب الهجرة غير الشرعية.. خبراء لـ«المساء":

المقاربة الجزائرية أرضية خصبة للحدّ من الظاهرة

المقاربة الجزائرية أرضية خصبة للحدّ من الظاهرة
  • القراءات: 379
زين الدين زديغة زين الدين زديغة

❊ ميزاب: الجزائر تتبنى طرحا متكاملا يأخذ بعين الاعتبار البعد الواقعي والشمولي

❊ بهلولي: الطرح الجزائري يقوم على التضامن مع دول الجوار ودعم الاستقرار والاستثمار

أبرز الخبير في الشؤون الأمنية، أحمد ميزاب، وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أبو الفضل بهلولي، أهمية المقاربة الجزائرية لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، معتبرين إياها "واقعية وفعّالة" وأرضية خصبة للحد من هذه الظاهرة التي تتطلب مواجهتها، حسبهما، تعاونا بين مختلف الأطراف.

في هذا السياق، قال الخبير الأمني، أحمد ميزاب، في اتصال مع "المساء"، إن المقاربة الجزائرية لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية واقعية وفعّالة، ومعالجتها ترتبط بتفاعل كل الأطراف المعنية بها، على غرار دول المصدر والعبور والاستقرار، لافتا إلى أن هذه النقطة أشار إليها وزير الداخلية والجماعات المحلية، إبراهيم مراد، خلال اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة الـ7 المنعقد مؤخرا في إيطاليا.
وأوضح ميزاب، أن الجزائر تتبنى طرحا متكاملا يأخذ بعين الاعتبار البعد الواقعي والشمولي في معالجة هذه الظاهرة، حيث قامت بإنشاء الوكالة الدولية للتعاون والتضامن. كما ترافع عبر المنابر الدولية لمعالجة الكثير من القضايا التي تكون من انعكاساتها تزايد هذه الظاهرة، مشيرا أيضا لتعاطيها مع هذا الملف في إطار اتفاقيات مشتركة مع دول المصدر لإعادة المهاجرين باحترام الأبعاد الإنسانية.

وأبرز المتحدث ضرورة انخراط مختلف الفاعلين في بلورة استراتيجية متكاملة وفعّالة لمعالجة هذه الظاهرة، استنادا إلى المنطلقات التي بنيت عليها الاستراتيجية الجزائرية القائمة على تشخيص دقيق للأسباب، ثم التطرّق لمعالجتها. وقال في هذا الصدد "إذا كان عدم الاستقرار والأزمات وغياب التنمية، إلى جانب الفقر والتغير المناخي عوامل أساسية لنمو هذه الظاهرة فالمعالجة تنطلق منها".
وبخصوص التحديات المستقبلية لظاهرة الهجرة غير الشرعية، ذكر الخبير بأن مفهوم هذه الأخيرة تطوّر وأصبح يحمل في طياته التحديات الأمنية وتهديداتها، وأوضح أن موجات الهجرة من هذا النوع قد تحمل معها الأمراض المتنقلة، وتتقاطع مع الجريمة المنظمة أو تستغل من قبل نشطائها، مشيرا إلى أن التحديات المرتبطة بهذه الظاهرة، كبيرة في ظل الأزمات المفتوحة التي تدفع إلى زيادة عدد المهاجرين، وثمّن محدثنا النتائج المحققة من طرف مختلف الأجهزة الأمنية الوطنية في مجال محاربة هذه الظاهرة، سواء ما تعلق بتفكيك شبكات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وإحباط محاولات الخروج أو دخول المهاجرين الى التراب الوطني.

من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أبو الفضل بهلولي، في اتصال مع "المساء"، أن الاستراتيجية الجزائرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية جد مهمة وأساسية، كونها أرضية خصبة للقضاء على هذه الظاهرة. وأكد على ضرورة المعالجة الجذرية للمشاكل المرتبطة بها، والمتمثلة في النزاعات والفقر وعدم الاستقرار السياسي وتغير المناخ، لافتا إلى أن المقاربة الجزائرية تقوم على التضامن مع دول الجوار والاستثمار وعدم الاستقرار والإصلاحات الداخلية والحلول الإفريقية.

كما أبرز بهلولي، جهود الجزائر لمكافحة ظاهرة الهجرة غير النظامية، على غرار إقرار إجراءات صارمة لمكافحة الاتجار بالبشر والجرائم المتعلقة بالظاهرة، إلى جانب تسخير إمكانيات ضخمة مادية وبشرية لمراقبة الحدود البرية والبحرية وتأمينها بهدف السيطرة على تدفق المهاجرين غير الشرعيين ومحاربة كل أشكال التهريب.
وأوضح بأن الجزائر تعمل بحسن نية مع دول الجوار والاتحاد الأوروبي لمعالجة هذه الظاهرة وتعتمد في ذلك على الإطار التعاوني الذي يجمعها مع هذه الأطراف، مستشهدا بمبادرتها التي تقوم على إنجاز مشاريع اقتصادية وتنموية على مستوى هذه الدول، ليخلص إلى ضرورة تكثيف التعاون الدولي وتبادل المعلومات لرصد حركة المهاجرين غير الشرعيين الذين يتم استغلالهم من طرف شبكات الإجرام.