وزير الداخلية الفرنسي يفصح عن أسباب حقده الدفين تجاه الجزائر

المواقف السيادية للجزائر تؤرق اليمين المتطرّف

المواقف السيادية للجزائر تؤرق اليمين المتطرّف
  • 151
مليكة. خ مليكة. خ

لم يتكمن وزير الداخلية الفرنسي برونو روتاريو، أخيرا من كتم الأسباب الحقيقية لكرهه الجزائر، من خلال الحملة الشعواء التي يقودها باسم اليمين المتطرّف، في محاولة للتأثير على الرأي العام الفرنسي وكسب التأييد لأطروحاته العنصرية، لدرجة أنه أسدى تعليمات سرية لتكثيف الحملات الاستفزازية ضد الجزائر، خاصة فيما يتعلق بالمطالبة بإلغاء اتفاقية التنقل لعام بين 1968 بين البلدين، وفق وثيقة سرية أوردتها الصحيفة الفرنسية "لاتريبون دو ديمونش".

"دع الكاذب يقصّ عليك أكاذيبه إلى أن يقول الصدق"، عبارة تنطبق على روتاريو، الذي خرج مرة أخرى أمام قناة فرنسية لنفث سمومه تجاه الجزائر، غير أنه نسي في لحظة حججه الواهية التي تعوّد على سردها أمام الرأي العام الفرنسي، من أجل تبرير حملته العدائية إزاء كل ماهو جزائري، فقد نسي الوزير اليميني، نفسه كما نسي قضية بوعلام صنصال والمرحلين من فرنسا، حيث تبين أنها كانت مجرد القشرة التي تحجب الجرح.

فلم يكن روتاريو، يحتاج لجهاز كاشف الكذب للإفصاح عن مكنوناته الملفوفة بالحقد الدفين والكراهية التي أعمت بصيرته، إذ سرعان ما استرسل في ذكر مبرراته الحقيقية التي تقف وراء تصريحاته العنصرية، مؤكدا أن الأزمة مع الجزائر ليست وليدة اليوم.

وكشفت تصريحات الوزير المتطرّف، أن مواقف الجزائر باتت تؤرق، بعدما فقدت نفوذها في العديد من مستعمراتها السابقة في إفريقيا، في وقت يشترط رئيس الجمهورية، في عدة مناسبات أن ترتكز علاقات الجزائر مع كافة الشركاء على غرار فرنسا، في إطار تبادل المصالح المشتركة وندّية التعامل.

وعدّد روتاريو، في لقاء مع إحدى القنوات الفرنسية الأسباب التي تغذّي حقده الدّفين على الجزائر، من بينها اعتماد الجزائر للغة الإنجليزية في المدراس الابتدائية على حساب اللغة الفرنسية، تخفيض التعاون الأمني مع فرنسا، وضع الشركات الفرنسية في القائمة السوداء من طرف الجزائر، إرجاع مقطع معاد لفرنسا في النشيد الوطني (يا فرنسا قد مضى وقت العتاب) وتزايد الشعور بالوطنية في الجزائر وتنامي كره فرنسا حسب تقديره.

فقد "حز" في نفس روتاريو، ومن يسير في فلكه المواقف السيادية للجزائر التي اختارت أن تتبنّى نهجا يتكيّف والمتغيرات الدولية الراهنة، مراهنة على إمكانياتها الاقتصادية الواعدة التي تفتح الشهية للاستثمارات الأجنبية.

ويبدو أن باريس التي تعودت على الاستحواذ على افضل الحصص من الصفقات الاقتصادية بحكم علاقاتها التاريخية مع العديد من الدول الافريقية ، لم تهضم الطريقة المهينة التي خرجت بها من القارة بعد ان استنزفت ثرواتها لعقود من الزمن .

كما أنها لم  تتقبل الطريقة الندية التي تتعامل بها الجزائر معها، خاصة وانها باتت تحظى بالأهمية الاستراتيجية سياسيا، امنيا واقتصاديا، موازاة مع تشبثها بمبادئها الثابتة في التعاطي مع القضايا الدولية على غرار القضية الصحراوية، حيث حاولت باريس مساومة الجزائر بها من أجل التنازل عن ملفات سيتم الكشف عنها مستقبلا في الوقت الذي رضخ لها المغرب، مثلما أكد على ذلك وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج و الشؤون الافريقية في احدى ندواته الصحفية .     

والوقع ان الجزائر التي تتمتع بموقع قوة  قد كسرت شوكة فرنسا التي ترفض التخلي عن نظرتها الاستعلائية ليس تجاه الجزائر فحسب ، بل حتى في افريقيا التي لم تجن من التواجد الفرنسي سوى الفقر ونهب الثروات، كما أن باريس التي تبقى  متقوقعه في "مجدها الاستعماري" ترفض النظر الى الواقع العالمي الجديد الذي تطغى عليه البراغماتية  بنظرة موضوعية،  لترهن بذلك مصلحة الشعب الفرنسي.