باسندوة ينوه بإنجازات الرئيس بوتفليقة

اليمن يريد الاستفادة من التجربة الصناعية للجزائر

اليمن يريد الاستفادة من التجربة الصناعية للجزائر
  • القراءات: 914
م.خ م.خ
نوه رئيس مجلس الوزراء اليمني، السيد محمد سالم باسندوة، أمس، بالإنجازات التي حققها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، منذ اعتلائه سدة الحكم سنة 1999، مشيرا إلى أن الجزائر كانت مدانة ”وتعاني من مشاكل كثيرة كأزمة السكن، واليوم أصبحت دائنة وقامت بمشاريع كثيرة منذ توليه الحكم لحل الكثير من مشاكل البلاد”.

جاء ذلك خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء اليمني، للشركة الوطنية للسيارات الصناعية بالرويبة، رفقة وزيري التنمية الصناعية وترقية الاستثمار والفلاحة والتنمية الريفية، عمارة بن يونس وعبد الوهاب نوري، حيث أعرب عن إرادة بلاده في الاستفادة من تجربة الجزائر في مجال التصنيع كونها قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال.وأشار السيد باسندوة إلى أنه لا بد أن يتركز التعاون في المرحلة الأولى على استيراد السيارات والحافلات من الجزائر، مع بحث كيفية إقامة علاقات مع شركات عالمية كبرى للاستفادة من التجربة الجزائرية في هذا المجال، قائلا في هذا السياق ”نحن لم نبدأ بعد كما ينبغي ولكن أعتقد أنه في المرحلة الأولى لا بد أن يقوم بيننا التعاون في مجال استيراد السيارات والحافلات من الجزائر وبحث كيفية إقامة علاقات مع شركات عالمية كبرى ونستفيد من تجربة الجزائر في هذا المجال”.

وأوضح أن مثل هذه المصانع ”تحل مشكل البطالة والفقر” وأنه ”لا يجب أن نعتمد على البترول والغاز فقط وإنما على بناء صناعات ثقيلة وخفيفة تساهم في استيعاب البطالة”.

من جهته، أفاد السيد بن يونس بأن هناك اتفاقيات مع اليمن كالاتفاقية المبرمة بين الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار ونظيرتها اليمنية وكذا الهيئة الوطنية للتقييس وشركة يمنية متخصصة في هذا المجال.

يذكر أن الشركة الوطنية للسيارات الصناعية بالرويبة، التي استفادت من مخطط تطوير بقيمة 100 مليار دينار تجمع ثلاثة فروع متمثلة في فرع الهياكل الصناعية وفرع السباكة وفرع السيارات الصناعية. وتمتد الشركة التي أبرمت اتفاقيات مع شركاء أجانب كالفرنسيين والألمان لإقامة مشاريع في الصناعة الميكانيكية على مساحة 260 هكتارا. وكان رئيس مجلس الأمة، السيد عبد القادر بن صالح، قد استقبل، أمس، بإقامة الميثاق (الجزائر العاصمة) رئيس مجلس الوزراء اليمني.كما استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، أمس، رئيس مجلس الوزراء اليمني، محمد سالم باسندوة، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر تستغرق ثلاثة أيام، حيث استعرض معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وأوضح بيان للمجلس أن هذا اللقاء الذي جرى بحضور وفدي البلدين، ”سمح باستعراض العلاقات الثنائية التاريخية التي تربط الجزائر واليمن والجهود المبذولة في سبيل تعزيزها في ظل الإرادة السياسية التي تحدو قيادتي البلدين”. وأشار السيد باسندورة بالمناسبة -حسب نفس المصدر- إلى ”رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها مع الجزائر والاستفادة من تجربتها وخبرتها لاسيما في المجال الاقتصادي ومحاربة الإرهاب”.

وفي هذا السياق، أكد السيد باسندورة على ”عزم بلاده لإقامة شراكة استراتيجية مع الجزائر قائمة على التنسيق والتشاور السياسي” منوها في نفس الوقت ب«الدور الذي تلعبه الجزائر على المستوى الدولي من أجل الحفاظ على السلم والأمن والاستقرار في العديد من مناطق العالم”.

من جانبه، جدد السيد ولد خليفة ”دعم الجزائر لوحدة وأمن واستقرار اليمن”، مشددا على أهمية الحوار والتشاور لحل الأزمات بالطرق السلمية”.

كما تطرق السيد ولد خليفة، من جهة أخرى، مع السيد باسندورة إلى الأوضاع في فلسطين وسوريا والصحراء الغربية.

كما توجه السيد باسندوة، أمس، إلى مقام الشهيد بالجزائر العاصمة، للترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري للشهداء وقرأ فاتحة الكتاب الكريم ووقف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء ثورة التحرير.

كما زار رئيس مجلس الوزراء اليمني المتحف الوطني للمجاهد والمتحف المركزي للجيش إذ قدمت له شروحات وافية حول أهم الحقبات التاريخية القديمة والمعاصرة التي عرفتها الجزائر.

وبالمناسبة، طاف السيد باسندوة بمختلف أجنحة المتحف الوطني للمجاهد الذي يضم صورا لقادة وشهداء الثورة التحريرية التي اندلعت في أول نوفمبر 1954. كما اطلع على مراحل المقاومة الشعبية التي قادها زعماء كبار أمثال الأمير عبد القادر والشيخ بوعمامة وأحمد باي وكذا لالا فاطمة نسومر. وتوقف المسؤول اليمني مطولا عند الجناح الذي يضم صورا زيتية تمثل أهم المعارك التي خاضها الأمير عبد القادر في كفاحه ضد الاستعمار، كما جاب الجناح الذي يضم صورا تعكس جرائم التعذيب التي اقترفها الاستعمار ضد الشعب الجزائري. واختتم السيد باسندوة زيارته للمتحف بالتوقيع على السجل الذهبي وقراءة فاتحة الكتاب الكريم على شهداء الثورة التحريرية أمام قبة الترحم. كما كانت للضيف اليمني فرصة لزيارة المتحف المركزي للجيش، حيث قدمت له شروحات وافية حول أهم المراحل التاريخية للجزائر بدءا من عصور ما قبل التاريخ، حيث تعرف على أهم المماليك الذين حكموا البلاد في العهدين النوميدي والروماني. واطلع أيضا على العصور الوسطى ومرحلة العهد العثماني والعهدين الحديث والمعاصر وتنقل إلى الجناح الخاص بمراحل الثورة التحريرية، قبل أن يوقع على السجل الذهبي للمتحف المركزي للجيش.

وبالمناسبة، ذكر نائب مدير المتحف المركزي للجيش، العقيد بن عيسى محمود لطفي، بـ«العلاقات التاريخية الجيدة والمتميزة” التي تربط الجزائر باليمن، مشيرا إلى أن اليمن ”كان من الدول العربية الأولى التي ساندت الثورة  التحريرية واعترفت بالحكومة المؤقتة”.وكان السيد باسندوة قد وصل، أول أمس الأحد، الجزائر، في زيارة رسمية تدوم ثلاثة أيام، وفي تصريح للصحافة لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، أعرب رئيس مجلس الوزراء اليمني عن أمله في أن تكون زيارته إلى الجزائر فرصة لتعزيز وتقوية العلاقات الثنائية بما يعود بالمنفعة المشتركة على البلدين.