الأصوات المندّدة بعنصريته ضد الجزائر تتعالى في باريس
اليمين المتطرّف الفرنسي في مرمى النّيران

- 315

❊ النائب بانو: بايرو نجح في جمع الأسوأ في حكومته
❊ تصريحات روتاريو عنصرية وتحريضية لا تطاق
❊ •الإعلامي أباتي: ما قمنا به خلال احتلالنا للجزائر مجزرة بأتم معنى الكلمة
مازالت الحملات المندّدة بالتصريحات المستفزّة ضد الجزائر تتوالى من قبل سياسيين وإعلاميين، دقّوا ناقوس الخطر إزاء المنحى الذي عرفته العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية بسبب إصرار اليمين المتطرّف على تشويه سمعة الجزائر واستهداف كل ما هو جزائري، حيث أجمعوا على ضرورة التوقف عن تعقيد الوضع لما له من تأثيرات سلبية على مكانة فرنسا على الساحتين الاقليمية والدولية.
تشن النائب الفرنسية عن حزب "فرنسا الأبية" ماتيلد بانو، حملة ضد وزراء اليمين المتطرّف في حكومة ماكرون، حيث كتبت في آخر منشور لها أمس، على موقعها "اكس" أن رئيس الوزراء الفرنسي "فرانسوا بايرو"، قد نجح في جمع الأسوأ في حكومته على رأسهم وزير الداخلية، الذي ما فتئ يتلفّظ بتصريحات عنصرية وتحريضية لا تطاق ضد الشعب الجزائري.
ولا تتوقف النائب الفرنسية، في الرد عن حكومة ماكرون، حيث سبق لها أن أكدت في تدخل لها في إحدى القنوات الفرنسية، أن الوزراء الذين يتبنّون أفكار اليمين المتطرّف على غرار وزير الداخلية "برونو روتاريو" كثيرا ما يستعملون الألفاظ المتعجرفة ضد الجزائر رغم أن الحرب انتهت منذ 63 عاما.
وأوضحت "ماتيلد بانو" أنه ليس من مهمة روتاريو، تصعيد الوضع كون الشعب الفرنسي يريد أن يعيش في سلام، مشيرة إلى أن مثل هذا السلوك ليس غريبا عن حكومة الرئيس ماكرون، الذي لا يتردد بدوره في شتم الشعوب في إفريقيا وآسيا.
من جهته انتقد الإعلامي المهتم بالتاريخ "جان ميشال أباتي" في إحدى تدخلاته في إحدى القنوات الفرنسية تصريحات رئيسة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرّف في فرنسا "مارين لوبان" التي تباهت بإنجازات المستعمر الفرنسي في الجزائر في قناة "ال سي يي" ، حيث أشار إلى أن حصيلة غزو فرنسا للجزائر بين سنوات 1840 و1871 راح ضحيته مليون جزائري، رغم أن تعداد السكان آنذاك لا يتعدى 3 ملايين نسمة، ليتساءل في هذا الصدد "أليست هذه مأساة"؟
وأوضح أن جل الضحايا كانوا من الأطفال والنساء والرجال والفلاحين العزّل، مضيفا أن الجيش الفرنسي لم يتردد في جر الكثير من الشباب بالقوة لخوض معارك لا تخصّه خلال الحرب العالمية الأولى مع تجريدهم من أدنى حقوقهم المدنية.
وأضاف الإعلامي الفرنسي الشهير، أنه منذ أكثر من قرن أدمجت فرنسا تعليم 10 بالمائة من الأطفال فقط، كما عمدت إلى طمس هوية الشعب الجزائري طيلة 130 عام، متسائلا في هذا السياق "عن أي بناء للجسور والطرقات والمستشفيات في الجزائر تتحدث لوبان؟ فحتى إن كان ذلك صحيحا فإنه لا يبرر البتّة إراقة الدماء والعنف الذي كان يمارس هناك، فيجب التوقف عن القول بأن الجزائر كانت محظوظة طيلة قرن ونصف القرن لأننا ما قمنا به هناك هي مجزرة بأتم معنى الكلمة".