فيما طالب مدير مرصد التسليح بفرنسا بتطهير المواقع الملوثة بالجزائر

"ايكان" تدعو باريس لتسهيل تعويض ضحايا التجارب النووية

"ايكان" تدعو باريس لتسهيل تعويض ضحايا التجارب النووية
  • 392

طالب باتريس بوفري، مدير مرصد التسليح في فرنسا، سلطات بلاده بالشروع في تطهير المواقع التي لوثتها التجارب النووية الفرنسية بالجنوب الجزائري في ستينيات القرن الماضي، في حين دعت المنظمة غير الحكومية لإلغاء الاسلحة النووية (ايكان) الحكومة الفرنسية الى "الالتزام بتسهيل كيفيات تعويض الجزائريين ضحايا التجارب النووية وتسليم للجزائر "القائمة الكاملة للأماكن التي ردمت فيها النفايات النووية".

ودافع بوفري، عن مطلبه في حديث مع يومية "ليبيراسيون" بقناعة عدم نشر كل المعلومات الخاصة بالنفايات النووية" الفرنسية في الصحراء الجزائرية، مؤكدا في ذلك على ضرورة توفر إرادة سياسية لدى السلطات الفرنسية لإتمام ذلك كون الأمر لا يتعلق بمشكل تقني. وحث صاحب كتاب "تحت الرمل، الاشعاعات، نفايات التجارب النووية الفرنسية في الجزائر" الذي ألفه مناصفة مع جان- ماري كولين على ضرورة تنقل فرق متخصصة إلى عين المكان والشروع في عمليات التطهير ومعالجتها وتحديد درجة خطورتها على الإنسان والبيئة.

كما طالبت منظمة "ايكان" المتحصلة على جائزة نوبل للسلام سنة 2017، بمساعدة ضحايا التجارب النووية على أن يشكل اعادة تطهير المحيط أولوية، من خلال الالتزام بأربع أولويات، "حيث يتعلق الامر  بتسهيل للسكان الجزائريين ايداع ملفات طلب تعويضات والاطلاع على الأرشيف الطبي الذي تحوز عليه مصلحة الأرشيف الطبي الاستشفائي للجيوش وتسليم للسلطات الجزائرية القائمة الكاملة للأماكن التي ردمت فيها النفايات مع تحديد المكان بدقة ووصف للعتاد المردوم".

ويتعلق الأمر أيضا، حسب المنظمة غير الحكومية بـ«نشر المعطيات المتعلقة بالمناطق الملوثة بالمعدلات والحمم المشعة ودراسة بمعية السلطات الجزائرية، كيفيات تطهير هذه المناطق وتسليم للسلطات الجزائرية مخططات المنشآت الباطنية لمحافظة الطاقة الذرية الموجودة تحت القاعدة العسكرية بمنطقة رقان". كما أكدت المنظمة التي تجمع حوالي 570 منظمة غير حكومية من 105 بلدا أن "الماضي النووي لفرنسا لا يجب أن يبقى مدفونا تحت الرمال، وأنه حان الوقت لاستخراج النفايات الناجمة عن التجارب النووية لضمان الأمن الصحي للأجيال الصاعدة".

وتم التطرق إلى النفايات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية خلال لقاء جمع  الخميس الفارط الفريق السعيد شنقريحة، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي مع الفريق أول فرانسوا لوكوانتر، رئيس أركان الجيوش الفرنسية، حيث اغتنم الفريق شنقريحة فرصة زيارة الوفد العسكري الفرنسي للجزائر للتطرق إلى "إشكالية إعادة تأهيل موقعي رقان وإن إكر، موقعي التجارب النووية الفرنسية القديمة".

للتذكير، قامت فرنسا خلال الفترة الممتدة بين 1960 و1966، بـ57 تجربة نووية وانفجارًا، أي أربعة تفجيرات جوية في منطقة رقان، و13 تفجيراً تحت الأرض في إن إكر، و35 تجربة إضافية في الحمودية، في منطقة رقان و5 تجارب على البلوتونيوم في منطقة بان إكر الواقعة على بعد 30 كيلومترا من الجبل حيث أجريت التجارب تحت الأرض.

ونفذ الانفجار الأول في منطقة رقان في 13 فيفري 1960، بقوة تتراوح بين 60 ألفا و 70 ألف طن من مادة تي أن تي. ولا تزال هذه  التجارب تلحق أضرارا وسط سكان المنطقة، متسببة في أمراض غير معروفة الى حد الساعة، حيث مازالت تؤثر على صحة الإنسان والبيئة والنبات والحيوان.