تشهد عديد المدن منذ ليلة أول أمس، تساقطا كثيفا للثلوج على إثر التقلبات الجوية التي تشهدها البلاد، بعدما عرفت الاخيرة شحا في الأمطار خلال السنوات الأخيرة، حيث أثلجت مناظر الثلوج قلوب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تفننوا في تناقل الصور، فيما استبشر الفلاحون خيرا بعد هذا التساقط المعتبر.

مرتفعات الأطلس البليدي تكتسي حلّة بيضاء

اكتست مرتفعات الأطلس البليدي ليلة السبت إلى الأحد، حلّة بيضاء بفعل التساقط الكثيف للثلوج مما أدى انخفاض محسوس في درجات الحرارة.

واستيقظ مواطنو الولاية أمس، على منظر الثلوج البيضاء التي غطت سلسة الأطلس البليدي ومرتفعات الشريعة، في صورة أثلجت القلوب سيما بعد حالة الجفاف التي عاشتها المنطقة والبلاد عموما.

وبلغ سمك هذه الثلوج التي تساقطت على علو أقل من 900 متر في كل من الشريعة وتمزقيدة 10 سنتيمترات.

وتناقلت العديد من الصفحات عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي صور أشجار الأرز المغطاة على مستوى مرتفعات الشريعة وغيرها من جبال الأطلس البليدي، وهي تكتسي حلّتها البيضاء مرفقين هذه الصور بالحمد والثناء.

واستبشر الفلاحون كثيرا بهذه الثلوج خاصة وأنها تأتي في وقتها لتروي بساتين الحمضيات والأشجار المثمرة بالمياه التي شحت عليهم في الآونة الأخيرة بسبب نقص الأمطار.

ومن شأن هذه الأمطار إنعاش الطبقة الجوفية التي انخفض منسوبها كثيرا خلال الصائفة الفارطة بسبب استنزافها، باعتبارها أهم مصادر تموين سكان المنطقة بالماء الشروب.

وتحسبا لهذه الوضعية المناخية قامت الحماية المدنية بتنصيب جهاز أمني على مستوى منطقة الشريعة، تحسبا لأي طارئ خصوصا في ظل استمرار تهاطل الثلوج الكثيفة على الولاية، حسبما أعلنت عنه نشرية خاصة للديوان الوطني للأرصاد الجوية.

وتوصي مصالح الحماية المدنية مستعملي المركبات بتفادي الصعود نحو المرتفعات الجبلية من دون السلاسل الخاصة بالعجلات، مع التحلّي بقواعد السلامة المرورية وعدم المجازفة والمغامرة بالنسبة للشباب الراغب في الصعود إلى هذه المرتفعات.

الثلوج تكسو مرتفعات سيدي سميان بتيبازة

ورسمت التساقطات الأولى للثلوج أمس، على مرتفعات مدينة سيدي سميان غرب تيبازة، صور بهية وجميلة زرعت في نفوس قاطني الولاية البهجة والسرور بعودة الثلوج التي غابت لأربعة مواسم شتاء كاملة.

وقد استيقظ سكان مدينة سيدي سميان الريفية الواقعة على بعد 16 كلم جنوب غرب مدينة شرشال الساحلية، وتعلو عن سطح البحر بنحو 900 متر على صور الثلوج. وانتشرت صور تلك المرتفعات التي اكتست حلّة بيضاء غطت أرجاء المدينة ومساحتها الفلاحية وأشجارها المثمرة المطلة على البحر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كما استبشر الفلاحون خيرا بسقوط هذه الكمية من الثلوج والكميات المعتبرة من الامطار خلال الاسابيع الماضية، خاصة أن ولاية تيبازة التي تعتبر منطقة فلاحية بامتياز، عانت خلال السنوات الاخيرة من جفاف حاد انعكس سلبا على النشاط الفلاحي.

ويعتمد سكان بلدية سيدي سميان، على غرار البلديات الجبلية الغربية والجنوبية لاسيما منها مناصر وبني ميلك على الزراعة التقليدية المعيشية وتربية المواشي والدجاج وكذا فلاحة الأشجار المثمرة لاسيما منها اللوز.

وتشهد ولاية تيبازة منذ قرابة الشهر تقلبات جوية يومية، حيث سجل تساقط كميات معتبرة من الأمطار جعلت منسوب مياه سد بوكردان ببلدية سيدي أعمر الذي جفت مياهه مؤخرا، يرتفع من 500 ألف متر مكعب الى 6 ملايين متر مكعب، حسب مديرية الموارد المائية.

تساقط الثلوج يعرقل حركة المرور بسيدي بلعباس

كما شهدت محاور الطرقات الرابطة بين مختلف بلديات ولاية سيدي بلعباس، صعوبة في حركة المرور منذ ليلة السبت، بسبب تساقط الثلوج خاصة بمرتفعات الضاية وتلاغ ورأس الماء ومرحوم وسيدي شعيب. ولإذابة الثلوج وتفادي حوادث المرور سخرت مديرية الاشغال العمومية، ثلاث كاسحات للثلوج فضلا عن توفير شاحنات لرش الأملاح.

وقد تجندت فرق مديرية الأشغال العمومية بالتعاون مع وحدات أفراد الجيش الوطني الشعبي، ومختلف الهيئات المعنية على غرار الحماية المدنية والدرك الوطني من أجل تسهيل حركة المرور عبر مختلف محاور الطرقات. 

باتنة.. الجيش يتدخل لفتح الطرقات المحاصرة بالثلوج

سارعت مفارز للجيش الوطني الشعبي التابعة للقطاع العسكري بباتنة بالناحية العسكرية الخامسة، صبيحة أول أمس، إلى فتح المسالك لتسهيل حركة المرور وذلك إثر التقلبات الجوية، حيث أدى التساقط الكثيف للثلوج الذي شهدته مرتفعات منطقة لارباع بذات الولاية، إلى غلق وتعطيل حركة السير بالطريق الرابط بين بلدية لارباع وتقصريت. المبادرة الإنسانية لقوات الجيش التي لقيت استحسان سكان المنطقة، تأتي لتؤكد مرة أخرى جاهزية الجيش الوطني الشعبي للتدخل في كل الظروف ومد يد العون للمواطنين.

ك. ي