منوها بنضال وتضحيات شهداء المهنة
بلحيمر يبرز أهمية "اتصال الأزمات" لضمان حق المواطن في الإعلام
- 1262
نوه وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، بـ"النضالات والتضحيات" التي قدمها شهداء الواجب المهني في قطاع الصحافة، عبر كافة المراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر لاسيما خلال الثورة التحريرية المجيدة، في حين ابرز دور الإعلام في تسيير الأزمة التي نتجت عن تفشي وباء كورونا،عبر تطبيق اتصال الأزمات من اجل الاستجابة لحق المواطن في الإعلام.
وترحم وزير الاتصال في حوار أدلى به للتلفزيون الجزائري، مساء أول امس، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة على أرواح شهداء الواجب المهني عبر المراحل المختلفة من تاريخنا المعاصر"، مشيرا إلى أن هذا النضال "كان من وقت ثورة نوفمبر المجيدة أين ضحى المجاهدون آنذاك بالقلم واضطلعوا بكفاح إعلامي بارز من خلال جريدة المجاهد ووكالة الأنباء الجزائرية ".
وأضاف الوزير أن "نضال حرية التعبير والممارسة الديمقراطية استمر بالتضحيات الجسام للصحفيين باستشهاد أزيد من مائة شهيد وشهيدة من صفوف الإعلام الجزائري خلال العشرية السوداء"، مضيفا أن الصحفيين كانوا في "الصفوف الأمامية للحراك المبارك الذي أنقذ الدولة من الانهيار، بمرافقة وحماية من الجيش الوطني الشعبي". وبالنظر إلى كل ما قدمه هؤلاء الأسلاف، شدد الوزير على "واجب الاستمرارية و المواصلة على هذا النهج".
من جهة أخرى، أوضح السيد بلحيمر أن المخطط الإعلامي المؤسساتي الذي طبق في إطار المجهود الوطني لمكافحة فيروس كورونا، ارتكز على أربعة أعمدة أولها تخصيص نقطة إعلامية يومية تقدم خلالها آخر حصيلة للوباء الأخيرة، كما تم ضبط" قائمة إسمية لأئمة وأخرى لأخصائيين في علوم الأوبئة والفيروسات مُخولين بالإدلاء بالتصريحات والمشاركة في الحصص الإذاعية والتلفزيونية والصحافة المكتوبة".
وتزامنا مع فترة الحجر المنزلي الذي تم إقرره، ذكر الوزير أنه تم اطلاق القناة السادسة التي خصصت لبث برامج للأطوار التعليمية الثلاث، بالإضافة إلى توزيع محتوى تربوي تفاعلي على شبكات التواصل الاجتماعي.
وكان العمل الإعلامي خلال أزمة كورونا -يضيف الوزير – "ضمن شبكة قيادات محكمة على ثلاث تسلسلات هرمية ذات طّابع استراتيجي وعملياتي وتكتيكي"، موضحا أن "القيادة الاستراتيجية استلزمت وجود مستويين لاتخاذ القرار، تحت سلطة رئيس الجمهورية وهما المجلس الأعلى للأمن والحكومة".
وأكد السيد بلحيمر أن "تدخل المجلس الأعلى للأمن كان ضروريا بالنظر إلى "وضعية الخطر العمومي الاستثنائي الذي يهدد وجود الأمة". وهو ما يقره القانون الدولي. وبناء على ذلك "يسمح للجزائر وكافة الدول اتخاذ إجراءات استثنائية لا تكون فيها السلطات العمومية ملزمة في مثل هذه الظروف باحترام الواجبات المرتبطة بالحقوق المدنية والسياسية كحقوق الاجتماع والتظاهر والتجمهر والتنقل تفاديا لتفشي الوباء".
وأفاد السيد بلحيمر أن الحكومة وعلى رأسها الوزير الأول، كانت في قلب معركة مكافحة فيروس كورونا، أما فيما يخص "القيادة العملية" لمكافحة هذا الوباء –يضيف الوزير- فقد "تم تجنيد كافة جهود" وزارة الصحة من خلية الإمدادات ومدراء الصحة العمومية واللجان الولائية.
ونوه في هذا الاطار بدور هيئة المتابعة والإعلام التي وصفها بـ"النواة الصلبة" التي تضمن من خلالها الدولة للمواطنين الحق في "الحصول العادل والمتكافئ والدائم لكل معلومة متعلقة بالمخاطر الكبرى".
وشمل هذا الحق –يضيف الوزير –"معرفة المواطن للمخاطر بمقر سكنه وعمله و المعلومات الخاصة بتنظيمات الوقاية من المخاطر العظمى وأيضا تنظيمات التكفل بالكوارث".
إطلاق عشر ورشات فور انقضاء جائحة كورونا
وكشف الوزير بهذه المناسبة أنه سيتم إعادة بعث ورشات إصلاح قطاع الإعلام التي تم الإعلان عنها في جانفي الفارط بمجرد انقضاء فترة الحجر الصح ،مؤكدا أن هذه الإصلاحات تندرج ضمن الالتزامات التي تعهد بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وأبرز أن هذا الإصلاح يضم 10 ورشات، حيث ستتطرق الأولى إلى موضوع "التوفيق بين الحرية والمسؤولية الإعلامية". أما الورشة الثانية فستتطرق إلى "ضمان الحق في المعلومة في إطار تعددي وأخلقة الممارسة الصحفية"، بهدف "ضبط الممارسات المشجعة على التعددية والتبادلات في مجتمع ديمقراطي والتصدي لممارسات الفكر الأحادي الشمولي والانحرافات الليبيرالية الجديدة".
وستخصص الورشة الثالثة لمشكل الفراغ القانوني في القطاع وهو الأمر الذي "يتطلب إعادة النظر" في تنظيم الصحافة المكتوبة، الإلكترونية و نشاط القنوات التلفزيونية الخاصة، فضلا عن تنظيم وكالات الاستشارة في الاتصال وكذا ضبط مجال الإشهار.
فبخصوص الصحافة المكتوبة، كشف الوزير أنه ستوكل مهمة ضبطها إلى "المجلس الوطني للصحافة" من خلال ثلاثة أجهزة وهي جهاز الأخلاقيات والوساطة، جهاز البطاقة المهنية وجهاز قياس التأثير.
كما سيتم العمل على تقنين وضبط نشاط القنوات الخاصة الذي "أصبح أمرا مستعجلا في ظل الخطر الذي تمثله محتويات البعض منها" وكذا ضرورة توطينها القانوني بتحويلها إلى القمر الصناعي الجزائري ألكوم سات1.
وستتطرق الورشة الثالثة إلى الصحافة الإلكترونية وشبكة الإنترنت التي أصبحت -كما قال- "فضاء مفتوحا يستغله أصحاب المصالح الضيقة والمواقف العدائية للمساس بحرمة وشرف الآخر وبسيادة الدول وجعله مجالا للقذف ونشر المعلومات المغلوطة والتحريض على العنف والاعتداءات فيما ستخصص الورشة الرابعة للاتصال الرقمي.
وبهدف مرافقة جهود الدولة لتحقيق مبدأ تقريب المواطن من مؤسساتها ،ستخصص ورشة أخرى لموضوع "تفعيل الاتصال المؤسساتي"، في حين أن الورشة السادسة ستعالج مسألة "توسيع شبكة الإعلام الجواري لتعزيز الديمقراطية التشاركية"، فيما سيتناول المشاركون في الورشة السابعة مسألة "تعزيز التكوين والتأهيل". ولهذا الغرض كشف أنه شرع في "إعادة تفعيل الصندوق الخاص بهذه الورشة في إطار قانون المالية التكميلي، بعدما كان هذا الصندوق مجمدا منذ سنة 2014".
وستحظى مسألة تحسين صورة الجزائر بحيز هام ضمن استراتيجية إصلاح القطاع وهو ما سيتم تناوله في الورشة الثامنة التي ستنظم تحت شعار "تحسين صورة الجزائر في الخارج واسترجاع مكانتها في المحافل الدولية". أما الورشة التاسعة فستتناول موضوع تقنين وظيفة سبر الآراء التي "تفتقر إلى سند قانوني أو واقع اقتصادي واضح".
كما تطرق الوزير إلى المشاكل التي تعاني منها الأسبوعيات والصحافة المتخصصة المهددة بالزوال جراء العراقيل المالية وهي المسألة التي ستناقشها الورشة العاشرة بعنوان "انعاش الدوريات".
الوزير الأول يهنئ الصحفيين وعمال القطاع
بعث الوزير الأول، عبد العزيز جراد، برقية تهنئة وتشجيع للصحافيين والصحافيات بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث ماي من كل سنة متمنيا لهم التوفيق في أداء مهامهم بكل مهنية.
وقال الوزير الأول في تهنئة نشرت على صفحة الوزارة الأولى في الفايسبوك أن "الثالث من ماي هو اليوم العالمي لحرية الصحافة، بهذه المناسبة لا يفوتني إلا أن أتوجه إلى كافة الصحافيات والصحافيين ومن خلالكم إلى كل العاملين بقطاع الإعلام، بأحر التهاني متمنيا لكم التوفيق في أداء مهامكم بكل مهنية".
من جهتنا، نحن واعون أن عيدكم هو يوم يذكرنا بالتزامنا كحكومة بالمبادئ الأساسية لحرية التعبير ويذكر أيضا المهنيين بأخلاقيات المهنة وبالمعوقات والمشاكل التي يعاني منها القطاع لطرحها...هو أيضا مناسبة نتذكر من خلالها من رحلوا عنا وهم مازالوا في عز العطاء" يضيف الوزير الأول.
و. أ