بمناسبة ذكرى ثورة التحرير المجيدة.. رئيس الجمهورية:

بناء دولة قويّة بعيدة عن الشبهات والشوائب

بناء دولة قويّة بعيدة عن الشبهات والشوائب
رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون
  • القراءات: 720
م . ب م . ب

تكريس إرادة الشعب رغم صخب هواة الدعاية ومشبوهي الولاءات

  نخوض مسار البناء الوطني بصدق وصرامة.. والآمال ستتحول إلى واقع

  انتخابات 27 نوفمبر تأكيد لإرادتنا القوية الثابتة على حماية حرية الاختيار السيد للجزائريين

  محاربة كل أشكال سطوة المال وتسلل النفوذ للتأثير في نزاهة ومصداقية العملية الانتخابية

  الحكومة ستنطلق بوتيرة أسرع في تنفيذ استراتيجية الإنعاش الاقتصادي

معاني نوفمبر أرفع من أن ينحصر الاحتفاء به في مظاهر الرتابة المناسباتية الباهتة

جدّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، حرصه الشديد على تحقيق الغايات المنبثقة عن الإرادة السيدة للشعب الجزائري، "وذلك برغم صخب هواة الدعاية ومشبوهي الولاءات". وسجل الرئيس تبون في رسالة له، عشية إحياء الذكرى 67 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة، عزمه على مواصلة مسار تجسيد التزاماته أمام الشعب الجزائري، مشددا بالقول: "إننا اليوم وفاء للهبة الشعبية الأصيلة.. ولما تعهدنا به أمام شعبنا الكريم، يحذونا أشد الحرص على تحقيق الغايات النابعة من إرادته السيدة، برغم صخب هواة الدعاية، ومشبوهي الولاءات".

وبعد أن ذكر بأنه "لم تمض سنتان، بعد، منذ أن كانت مقومات الدولة على حافة الانهيار الوشيك"، أثنى الرئيس تبون على الدور الذي لعبه الشعب الجزائري تجاه الوضع الذي كانت قد آلت إليه البلاد، من خلال "حراك مبارك مبهر، غيرة على الجزائر، و على مقومات الدولة"، حيث كان في ذلك "مستشعرا الخطر الداهم، ومرتكزا على المرجعية النوفمبرية ورسالة الشهداء". وفي حين أكد "أن الجزائر القوية بشعبها وجيشها، تعتد بمؤسساتها الدستورية، انطلقت نحو الآفاق التي ارتسمت مع اندلاع الكفاح المسلح في الأذهان النقية لصناع ملحمة نوفمبر الخالدة"، جدّد حرصه على استكمال بناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة، "بعيدة عن الشبهات والشوائب..".

محليات 27 نوفمبر.. تأكيد للإرادة القوية على حماية الاختيار السيد للمواطنين

في سياق متصل، شدّد رئيس الجمهورية، على أن الانتخابات المحلية الولائية والبلدية المقرر إجراؤها يوم 27 نوفمبر المقبل تعد "تأكيدا لإرادتنا القوية الثابتة على حماية حرية الاختيار السيد للمواطنات والمواطنين ومحاربة كل أشكال سطوة المال وتسلل النفوذ للتأثير في نزاهة ومصداقية العملية الانتخابية"، معتبرا هذه المحطة الهامة، "استكمالا لصرح بناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة، بعيدة عن الشبهات والشوائب". كما أشار السيد الرئيس إلى أنه بالموازاة مع هذا المسار الحيوي، لمواءمة البناء المؤسساتي الجديد مع الدستور، وتكييف الهيئات الوطنية وفق أحكامه واستحداث هيئات أخرى دعت إليها التحوّلات في المجتمع، فإن الحكومة ستنطلق بوتيرة أسرع في تنفيذ استراتيجية الإنعاش الاقتصادي والتكفـل بالجوانب الاجتماعية بالفعالية والنجاعة المطلوبة".

وتابع رئيس الجمهورية بالقول "سنكون على المدى القصير جدا، بفضل تجند الجزائريات والجزائريين واعتمادا على الإمكانيات المتوفرة، قد أعدنا البلاد إلى الطريق الذي سار عليه شهداؤنا ومجاهدونا، صونا للوديعة وحفظا للأمانة". وأعرب السيد تبون عن ثقته التامة بأن "الآمال التي يعلقها شعبنا الأبي على مسار البناء الوطني الذي نخوضه بصدق وصرامة، هي آمال ستتحول إلى واقع في حياة بنات وأبناء الجزائر، ورثة الشهداء الأمجاد والمجاهدين البواسل".

العمل على تثمين الرصيد التاريخي الوطني المعاصر

ولدى تطرقه إلى فضائل الاحتفال بعيد الثورة المجيدة أبرز رئيس الجمهورية، ضرورة العمل على تثمين الرصيد التاريخي الوطني المعاصر بأساليب حاملة لعنصر الإقناع وجاذبة للأجيال المستقبلية. وتوقف الرئيس تبون في رسالته للشعب الجزائري بمناسبة الذكرى 67 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر الغراء، عند أهمية إحاطة هذه المناسبة الخالدة "بما يرقى لعظمة ملحمة ثورة التحرير المباركة"، ما يستدعي، على حد تأكيده، ضرورة "تسخير الإمكانيات الموضوعة تحت تصرف المؤسسات والهيئات المعنية وتوجيهها نحو ترقية وتثمين رصيدنا التاريخي المعاصر". كما يتعين أن يتم ذلك، مثلما أكد الرئيس، "بأشكال وأساليب حاملة لعناصر الإقناع ومستقطبة للأجيال الجديدة".

وأكد  رئيس الجمهورية أن المعاني التي يحملها نوفمبر "أرفع من أن ينحصر الاحتفاء به في مظاهر الرتابة المناسباتية الباهتة"، مشيرا إلى أن "تضحيات الشهداء والمجاهدين، والمآسي والمعاناة التي عانى منها الشعب تحت هيمنة الاستعمار الغاشم ينبغي أن تكون مصدر إلهام". ولهذه الغاية، أهاب رئيس الدولة بالمؤسسات التي تقع على عاتقها مسألة الاهتمام بتاريخ الحركة الوطنية وثورة التحرير المظفرة، "المبادرة بوضعِ تصوّرات وبرامج محددة المواضيعِ والآجال"، مع "الانتقال، بأسرعِ ما يمكن، إلى حفظ وتوثيق المادة التاريخية". كما لفت إلى أن تحقيق هذا المقصد يكون بالاعتماد على الرقمنة و توفير الشروط الملائمة للباحثين والمبدعين في شتى الفنون، من أجل "إبراز حقيقة النضالات القاسية، والتضحيات الجسيمة من خلال أَعمال فنية راقية".

وأكد السيد تبون على أنه "لا مناص من استدراك الفراغ في هذا الشأن بإنجازات مبدعة، تضاف إلى تلك الطَّفرات النادرة في مجال الصناعة السينمائية والإنتاج التلفزيوني والإذاعي .. والأعمال الأدبية والفنية  المميزة" التي عكست "بكفاءة واحترافية، نزرا قليلا من تاريخِ مسيرة النضال الوطني والكفاح المسلح للشعب الجزائري".

 


 

وثيقة... رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى 67 لاندلاع الثورة التحريرية 

وجّه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الأحد، رسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة إحياء الذكرى 67 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة، فيما يلي نصها الكامل:

"بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

أيتها المواطنات .. أيها المواطنون،

نحتفي هذا (الاثنين) بعيد الثورة المجيد السابع والستين، فيعود الفاتح من نوفمبر مجدّدا فينا عهد الوفاء للشهداء ومرسخا في الوجدان شرف الانتماء لهذه الأرض المباركة، التي أبت عبر التاريخ إلا أن تكون حرة أبية.

يعود الفاتح من نوفمبر ليذكرنا بتلك الشرارة التي أضاءت الوطن المفدى بشعلة من نار ونور.. نار حارقة للغاصبين المعتدين، ونور يمتد في الجبال والوهاد والأحراش، مباركا بفضل من الله تعالى، سرايا الثوار الأحرار الهارعين لنداء المجد والحرية والكرامة.. ذلك النداء المرجعي المقدس، المحفوظ في ضمائرنا.. المحصن لوحدتنا الوطنية وملهم الشعب الجزائري الأبي عبقرية تجاوز أوقات المحن، صفا متراصا.. وجدارا وطنيا عصيا.

لقد أنعم الله تعالى على الجزائر بأن تردد صدى كفاحها المسلح المرير ضد الاستعمار الاستيطاني في أصقاع الدنيا.. عندما كانت قوافل شهدائنا الأمجاد والمسلحين بإيمانهم بالنصر.. وإصرارهم على إعلاء الحق، تسحق ما حشدته فرنسا الاستعمارية من إرهاب بقوة السلاح.. وترويع بالإبادة وتنكيل بالتعذيب وبأبشع جرائم الأرض المحروقة في تاريخ البشرية الحديث، فلقد كان سلاح الإيمان بالنصر.. والإصرار على إعلاء الحق، بعدالة القضية أقوى من جيش استعماري مدجج، مهتز العقيدة، مدفوع إلى جحيم العدوان، على "شعب حر ومصمم على البقاء حرا".

أيتها المواطنات .. أيها المواطنون،

    إن نوفمبر المعين الذي لا ينضب.. ذخر الأمة.. ومناط فخر الشعب وعزته، أرفع من أن ينحصر الاحتفاء به في مظاهر الرتابة المناسباتية الباهتة.. فتضحيات الشهداء والمجاهدين، والمآسي والمعاناة التي عانى منها الشعب تحت هيمنة الاستعمار الغاشم، ينبغي أن تكون مصدر إلهام.. لإحاطة إحياء ذكرى نوفمبر الخالدة، بما يرقى لعظمة ملحمة ثورة التحرير المباركة، إذ لابد من تسخير الإمكانيات الموضوعة تحت تصرف المؤسسات والهيئات المعنية، وتوجيهها نحو ترقية وتثمين رصيدنا التاريخي المعاصر، بأشكال وأساليب حاملة لعناصر الإقناع، ومستقطبة للأجيال الجديدة.

وفي هذا السياق، أهيب بالمؤسسات التي يقع على عاتقها الاهتمام بتاريخ الحركة الوطنية وثورة التحرير وأدعوها للمبادرة بوضع تصوّرات وبرامج محددة المواضيع والآجال، وللانتقال بأسرع ما يمكن إلى حفظ وتوثيق المادة التاريخية، بالاعتماد على الرقمنة.. وتوفير الشروط الملائمة للباحثين والمبدعين في شتى الفنون لإبراز حقيقة النضالات القاسية والتضحيات الجسيمة من خلال أعمال فنية راقية.. وإبداعات تسمو إلى تضحيات، عانقت عنان السماء في نبل الأهداف والمقاصد الإنسانية العظيمة لثورة نوفمبر 1954.. إنه لا مناص من استدراك الفراغ في هذا الشأن بإنجازات مبدعة، تضاف إلى تلك الطفرات النادرة في مجال الصناعة السينمائية والإنتاج التلفزيوني والإذاعي.. والأعمال الأدبية والفنية المميزة، التي عكست بكفاءة واحترافية نزرا قليلا من تاريخ مسيرة النضال الوطني، والكفاح المسلح للشعب الجزائري، الذي يحتفظ في كل قرية.. وفي كل دشرة.. وفي كل حي من مدننا، بأحداث ووقائع تشهد على ثورة مجيدة عظيمة، ستظل حاضرة بوهجها في ضمير الإنسانية جمعاء.. وعميقة في هوية وذاكرة الأمة، ترسم للجزائريات والجزائريين خط الوفاء للتاريخ وللذاكرة..

أيتها المواطنات.. أيها المواطنون،

لم تمض سنتان، بعد، منذ أن كانت مقومات الدولة على حافة الانهيار الوشيك، والحمد لله أن شعبنا الأبي، مستشعرا الخطر الداهم، ومرتكزا على المرجعية النوفمبرية ورسالة الشهداء، هب إلى حراك مبارك مبهر، غيرة على الجزائر وعلى مقومات الدولة.. وإننا اليوم وفاء للهبة الشعبية الأصيلة.. ولما تعهدنا به أمام شعبنا الكريم، يحدونا أشد الحرص على تحقيق الغايات النابعة من إرادته السيدة، برغم صخب هواة الدعاية، ومشبوهي الولاءات..

إن الجزائر القوية بشعبها وجيشها، تعتد بمؤسساتها الدستورية، وقد انطلقت نحو الآفاق التي ارتسمت مع اندلاع الكفاح المسلح في الأذهان النقية لصناع ملحمة نوفمبر الخالدة من شهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأشاوس.. إنها آفاق بناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة بعيدة عن الشبهات والشوائب، واستكمالا لصرح هذا البناء، سنكون إن شاء الله عما قريب، في 27 نوفمبر على موعد مع الانتخابات المحلية

الولائية والبلدية، تأكيدا لإرادتنا القوية الثابتة على حماية حرية الاختيار السيد للمواطنات والمواطنين.. ومحاربة كل أشكال سطوة المال وتسلل النفوذ، للتأثير في نزاهة ومصداقية العملية الانتخابية.. وبالموازاة مع هذا المسار الحيوي، لمواءمة البناء المؤسساتي الجديد مع الدستور.. وتكييف الهيئات الوطنية وفق أحكامه.. واستحداث هيئات أخرى، دعت إليها التحولات في المجتمع.. ستنطلق الحكومة بوتيرة أسرع في تنفيذ استراتيجية الإنعاش الاقتصادي والتكفل بالجوانب الاجتماعية بالفعالية والنجاعة المطلوبة..

  وسنكون على المدى القصير جدا، بفضل تجند الجزائريات والجزائريين واعتمادا على الإمكانيات المتوفرة، قد أعدنا البلاد إلى الطريق الذي سار عليه شهداؤنا ومجاهدونا.. صونا للوديعة وحفظا للأمانة.. وإننا لعلى ثقة تامة بأن الآمال التي يعلقها شعبنا الأبي على مسار البناء الوطني الذي نخوضه بصدق وصرامة.. هي آمال ستتحول إلى واقع في حياة بنات وأبناء الجزائر، ورثة الشهداء الأمجاد والمجاهدين البواسل.

تحيا الجزائر

عاشت الجزائر حرة أبية

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".