الوزير الأول يستقبل وزير الشؤون الخارجية الصومالي
بناء شراكة جزائرية- صومالية ديناميكية وطموحة

- 151

❊ إرادة قوية لرئيسي البلدين لترقية العلاقات موقف الجزائر تجاه الصومال تاريخي ومتجذر
❊ الجزائر ومقديشو تدافعان عن الفلسطينيين في ظل خطر تصفية القضية
❊ تحديد مجالات التعاون على ضوء أولويات الجهود التنموية في البلدين
استقبل الوزير الأول السيد نذير العرباوي أمس، بقصر الحكومة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية الصومال الفيدرالية، السيد عبد السلام عبدي علي، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر، حيث نقل في هذا الصدد "تحيات رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، السيد حسن شيخ محمود وبالغ تقديره لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون".
في هذا الصدد، "نقل عبد السلام عبدي علي إرادة الرئيس الصومالي القوية للعمل سويا من أجل ترقية العلاقات بين البلدين الشقيقين، دعما للسلم والأمن والتنمية لاسيما على الصعيدين العربي والإفريقي"، وفق ما أفاد به بيان لمصالح الوزير الأول.
كما أطلع الوزير الصومالي الوزير الأول على "الجهود المبذولة من أجل تعزير مسار استعادة الأمن والاستقرار في الصومال، بالإضافة إلى الأوضاع الراهنة في منطقة القرن الإفريقي".
كما حظي الوزير الصومالي باستقبال من قبل وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أحمد عطاف، حيث أكد في كلمته عقب هذا الاستقبال، أنّ العلاقات بين الجزائر والصومال تاريخية وتستمد قوتها من القيم التي تجمع البلدين، ألا وهي التفاهم والتضامن والثقة المتبادلة.
وأشار عطاف إلى أن "اهتمام الجزائر بالأوضاع في دولة الصومال الشقيقة لم ينقطع يوما وهي التي دأبت على الوقوف إلى جانبها ودعم جهودها في استعادة الأمن والاستقرار"، و أن ذلك "لم يكن ظرفيا أو عابرا، بل هو موقف تاريخي راسخ ومتجذر يستند إلى قناعة الجزائر التامة بأن أمن واستقرار الصومال من أمن واستقرار منطقة القرن الإفريقي والقارة الإفريقية برمتها".
كما أوضح أن هذا الموقف "يعكس انخراط الجزائر الكامل في تعبئة كل من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، دعما لأمن واستقرار الصومال"، والذي يجسده اليوم "التزام الجزائر من موقعها المزدوج بمجلس الأمن الأممي ومجلس السلم والأمن الإفريقي للمرافعة من أجل تضامن أكبر ودعم أنجع لجهود القيادة الصومالية ومساعيها الرامية لاستكمال مكافحة الإرهاب وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والنماء" في البلاد.
ومن هذا المنظور، هنّأ عطاف نظيره الصومالي على "الأشواط المعتبرة والنوعية" التي قطعتها الصومال على درب إعادة بناء مؤسّسات وطنية قوية وجامعة واسترجاع عافيتها أمنيا واقتصاديا وكذا استعادة مكانتها قاريا ودوليا، مشيرا إلى أن أبلغ مؤشر على هذه الحركية الإيجابية يتمثل في تواجد الصومال اليوم بمجلس الأمن الأممي كدولة غير دائمة العضوية وكطرف فاعل في مجموعة الأعضاء الأفارقة الثلاثة (أ3+).
وفي سياق العودة التدريجية للأمن والاستقرار في الصومال، أكد عطاف لنظيره الصومالي تطلع الجزائر إلى "تعزيز العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين في جوانبها السياسية وفي مجالاتها الاقتصادية، بل وحتى في أبعادها الإنسانية، من خلال تعزيز التعاون في مجالي التكوين المهني والتعليم العالي".
وأوضح في السياق أنهما اتفقا على ضرورة تعزيز الهيكل المؤسّساتي للتعاون الثنائي وكذا على أهمية إثراء الإطار القانوني للعلاقات البينية، مضيفا بالقول "وهو ما شرعنا في تجسيده اليوم من خلال التوقيع على نصوص قانونية تهدف أساسا إلى إنشاء لجنة حكومية مشتركة، تعنى بالتعاون الاقتصادي واستحداث آلية للمشاورات السياسية وكذا تشجيع التعاون في مجال تكوين الدبلوماسيين".
كما أكد الوزير عطاف أنه تم الاتفاق كذلك على "تحديد مجالات التعاون الثنائي على ضوء حاجيات وأولويات الجهود التنموية في البلدين، على غرار ميادين الفلاحة والتكوين والتعليم العالي وغيرها من القطاعات الحيوية".
أما فيما يخص التعاون متعدد الأطراف، فقد أعرب الجانبان "عن ارتياحهما للمستوى المتقدم الذي بلغه التنسيق بين البلدين وهما يضطلعان بعهدتيهما كعضوين غير دائمين بمجلس الأمن".
وكون الجزائر والصومال أول بلدين عربيين إفريقيين، تتزامن عضويتهما بمجلس الأمن، أوضح أحمد عطاف أن جهودهما تستهدف -على الصعيد العربي- الدفاع عن القضية المركزية للأمة العربية، القضية الفلسطينية وهي تواجه اليوم خطر التصفية.
وبحكم انتمائهما إلى الساحل الصحراوي والقرن الإفريقي، أكد عطاف أن الجزائر والصومال "تدعّمان كل ما من شأنه أن يسهم في إرساء دعائم السلم والأمن والاستقرار في هذين الفضاءين وذلك على أساس احترام سيادة الدول وصون حرمة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها، فضلا عن تعزيز التعاون الإقليمي في مكافحة الإرهاب وما يرتبط به من جرائم عابرة للحدود والأوطان".
أما على الصعيد القاري، فإن جهود ومساعي البلدين تنصب على "المرافعة وعلى الأولويات الأمنية والسياسية والاقتصادية لإفريقيا، لا سيما في إطار مجموعة أ3+ (...)".
من جهته، أوضح وزير الخارجية الصومالي أن العلاقات التاريخية العميقة والراسخة بين البلدين تشكل "أساسا متينا لبناء شراكة ديناميكية وطموحة نحو المستقبل"، مشيرا إلى أنه "من أجل الاستقلال وتقرير المصير، خرجت كل من الصومال والجزائر من حقبة الاستعمار عبر التضحيات والالتزام الثابت بالحرية".
وتطرّق المتحدث إلى النصوص القانونية الموقعة والتي "ستمهّد الطريق لتوسيع التعاون الثنائي في عديد المجالات وفتح آفاق جديدة للنمو والازدهار المتبادل وتجدد الالتزام بتعزيز التنسيق الدبلوماسي والتشاور على المستوى العالمي، سواء على المنصات الإقليمية أو الدولية".
كما أعرب عن سعادته لنقل رسالة رئيس جمهورية الصومال، حسن شيخ محمود وحملها إلى الجزائر لمشاركتها مع السيد عطاف من أجل تنفيذه ، مؤكدا أن "الجزائر شريك جيد للصومال في مجالات الأمن والتعليم والتجارة والقضايا الإقليمية".