التكفّل بانشغالاتها ضمن أولويات رئيس الجمهورية
بناء علاقة مستدامة للجالية الوطنية تجاه وطنها

- 159

تتجسد التعليمات التي أسداها رئيس الجمهورية، الخاصة بالتكفل بانشغالات الجالية الوطنية في الخارج ميدانيا، بترسيخ تقليد استقبال وفود من أبناء الجالية الوطنية بالخارج في الجزائر، لقضاء العطلة الصيفية بالمخيمات المهيئة لها ولغيرها من أطفال الجزائر المتوافدين من مختلف مناطق الوطن، لاسيما الجنوبية منها وذلك كسنّة حرص السيّد الرئيس، على إرسائها لمد جسور التواصل بين هذه الفئة ووطنها الأم، مع إشراكها بشكل فعلي في برامج التنمية في شتى القطاعات الحيوية.
سيتسنى لأبناء الجالية الوطنية على ضوء هذه التعليمات، الاطلاع على الإمكانيات الطبيعية والاقتصادية التي تزخر بها البلاد، مستفيدين من المرافقة التي سيحظون بها، خاصة بالنسبة للذين يزورون وطنهم لأول مرة، حيث شدد رئيس الجمهورية، في اجتماع سابق لمجلس الوزراء على ضرورة تعزيز آليات استقبال الجزائريين المقيمين بالخارج، والتكفّل بهم على مستوى الموانئ والمطارات طيلة فصل الصيف.
كما يحرص الرئيس تبون، على تسهيل إجراءات دخول هذه الفئة إلى الجزائر والتي تشمل الحاملين لجوازات سفر منتهية الصلاحية والحاصلين على جواز سفر أجنبي صالح لمدة 6 أشهر على الأقل، خاصة أمام الطلب الكبير المسجل في هذه السنة على مستوى القنصليات من أجل تجديد جوازات السفر، فضلا عن إنشاء أروقة خضراء مخصصة للعائلات الجزائرية القادمة من الخارج والتي تسمح بمرور سريع عند نقاط مراقبة الجمارك والشرطة.
وإذ تبرز هذه الإجراءات السعي لإرساء لبنة هامة في بناء علاقة مستدامة ومهيكلة للجالية الوطنية تجاه وطنها، فإنها تؤكد الحرص التام على التكفّل بالجزائريين المقيمين بالخارج واندماجهم في الديناميكية الوطنية، خاصة ما تعلق بتسهيل استثمار أفراد الجالية الوطنية في بلدهم.
فعلاوة على اللقاءات التي حرص الرئيس تبون، على عقدها مع أفراد الجالية الوطنية خلال زيارته للعواصم العالمية قصد الاستماع لانشغالاتها، فقد التزم بترجمة إرادته السياسية القوية في إشراك أفرادها في مسار التنمية الوطنية.
وعليه تركز كتابة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، على تنفيذ هذه الأجندة عبر نشاطات مكثفة سواء بتنقل كاتب الدولة سفيان شايب، إلى الدول التي تتواجد بها الجالية الوطنية أو عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، في سياق إبراز دورها الحيوي في مرحلة الكفاح التحرري، ومساهمتها المستمرة في معركة البناء والتنمية الوطنية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من النّسيج الوطني، حيث ساهمت في نقل الصورة الحقيقية للجزائر في الخارج والدفاع عن مصالحها وقضاياها العادلة خاصة في ظل المعطيات الاقليمية الصعبة.
ولا يفتأ كاتب الدولة المكلّف بالجالية الوطنية بالخارج، في نقل التزامات رئيس الجمهورية، من أجل اشراك هذه الفئة في رسم معالم الجزائر الجديدة، بما تمتلكه من كفاءات وقدرات بشرية عالية، وكذا تفعيل دورها في صياغة السياسات العمومية وجمع آرائها واقتراحاتها ضمن رؤية وطنية تشاركية شاملة.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى اللقاءات المخصصة من أجل بحث السبل العملية لتعزيز دور الجالية الوطنية بالخارج في الحركية الاقتصادية التي تعرفها البلاد، خاصة في مجال المؤسسات النّاشئة والابتكار عبر ضمان التنسيق مع مختلف القطاعات الحكومية لخلق الإطار المناسب الذي يسمح لحملة الأفكار والمشاريع المبتكرة من أبناء الجالية بتجسيد مشاريعهم في الجزائر، تشمل مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي والخدمات والتي من شأنها تقديم إضافة معتبرة للمجهودات الكبيرة التي تقوم بها الحكومة، وقد استقبلت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار مؤخرا، وفدا من حاملي المشاريع من أفراد الجالية الوطنية بالخارج، لتعريفهم بفرص الاستثمار في البلاد والإصلاحات المنجزة لتحسين مناخ الأعمال، وكذا التسهيلات الموجهة لدعم المستثمرين لا سيما من أفراد الجالية، حيث شارك أكثر من 50 حامل مشروع جزائري مقيم في 14 دولة في تظاهرة "72 ساعة من ريادة الأعمال" التي أطلقتها جمعية "شاب فكرة"، بالشراكة مع الحركة الديناميكية للجزائريين بفرنسا "موداف".
وأمام هذه التحفيزات يولي العديد من أبناء الجالية الوطنية اهتماما كبيرا للفرص الاستثمارية المتاحة في بلادهم، في ظل الإصلاحات التي يتبنّاها رئيس الجمهورية، خاصة تلك التي تندرج ضمن أولويات الاقتصاد الوطني، على غرار المشاريع التي تضمن نقل المعرفة والخبرة وتحويل التكنولوجيا عبر شراكات نوعية.