أكد رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي رضا تير أمس أن بناء مواطن الغد وإطارات المستقبل يتحقق من خلال الاهتمام بالطفل والمراهق، مشيرا خلال يوم دراسي حول "الطفولة والمراهق في فكر المرحوم البروفيسور محفوظ  بوسبسي" بأن الاهتمام بشؤون الطفل، وخاصة ما تعلق بصحته وتعليمه وسلامته يعد "خير استثمار للمستقبل لتأهيل أجيال سليمة صحيا وعقليا".

إذ اعتبر الأستاذ تير اليوم الدراسي الذي نظم بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة وبدعم من مكتب اليونيسيف بالجزائر وبمشاركة خبراء وباحثين "فرصة لمناقشة كل ما يرتبط بشؤون الطفولة والمراهقة في الجزائر مع تسليط الضوء على فكر الراحل بوسبسي وإسهاماته في هذا الإطار للخروج بأفكار وتوصيات تساهم في تعزيز حماية الطفولة والمراهقة وترقيتهما مستقبلا"، ثمّن بالمناسبة ما تضمنه مشروع تعديل الدستور المعروض للاستفتاء في الفاتح نوفمبر المقبل، بخصوص حماية وترقية الطفولة، حيث قال في هذا الصدد بأن "هذا مشروع يعد بمثابة فرصة حقيقية لوضع اللبنة الرئيسية للتغيير المنشود، ويؤكد مدى رغبة التغيير الذي شرع رئيس الجمهورية في تجسيدها في إطار الجزائر الجديدة".

من جهتها، أكدت رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة مريم شرفي على ضرورة تعزيز التكفل بالصحة العقلية للطفل والمراهق من خلال  تكثيف العمل التشاركي مع جميع الهيئات المعنية والمجتمع المدني. وأوضحت بأن هيئتها "تعمل جاهدة مع كل الشركاء، لاسيما مع المجتمع المدني للتكفل الجيد بالصحة العقلية للطفولة، مشيرة إلى أنه تم في 2019 تنصيب لجنة موضوعاتية تعنى بصحة الطفل تتشكل من أخصائيين وخبراء في مجال الطب والصحة النفسية وأساتذة جامعيين وإعلاميين للقيام بأعمال تجاه حماية حقوق الطفل وترقيتها.

وذكرت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة بأن هذه اللجنة قامت في بداية أعمالها خلال السنة الفارطة بتنظيم لقاءين تم التطرق خلالهما إلى موضوعي الطفولة المبكرة والتوحد لدى الطفل.

وبخصوص الإخطارات التي سجلتها الهيئة لحد الآن كشفت السيدة شرفي بأن هيئتها تلقت أزيد من 1732 إخطار عبر خطها الأخضر (11/11)، حول حالات المساس بحقوق الطفل، منذ بداية السنة الجارية، مشيرة إلى أن الهيئة تلقت أيضا ما مجموعه 704125 مكالمة هاتفية بعضها تناول حالات المساس بحقوق الطفل وأخرى تمثلت في طلب توجيهات أو استفسارات أو تتعلق بانشغالات ترتبط بمسألة الطفولة أو مهام الهيئة.

وثمّنت السيدة شرفي، بدورها ما جاء به مشروع تعديل الدستور بخصوص حماية وترقية الطفولة والشباب، مشيرة إلى أن هذه الوثيقة الجديدة "تكرس في الكثير من موادها حقوق الطفل بدقة وذلك بدسترة المصلحة العليا للطفل". كما اعتبرت ذلك خطوة كبيرة لفائدة الطفولة من خلال تكريس حق الطفل في التعليم بالمجان ومنع تشغيل الأطفال دون السن القانوني وحماية الأطفال من كل أشكال العنف.

للإشارة فقد تم خلال هذا اللقاء تكريم البروفيسور بوسبسي - الذي اغتيل من قبل الإرهاب في ١٥ جوان 1993 - عرفانا للجهود التي بذلها من أجل ترقية الصحة العقلية والنفسية في الجزائر.