لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيض أسعار اللحوم
بولنوار يدعو لتشجيع تربية المواشي وزراعة الأعلاف
- 707
جددت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، أمس، التأكيد على أن الحل الوحيد لمشكل ارتفاع أسعار اللحوم ببلادنا هو تشجيع تربية المواشي وكذا تشجيع الاستثمار في الكلأ وأغذية الأنعام لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتقليل من الاستيراد، باعتبار أن الجزائر تستهلك سنويا ما يقارب 1 مليون طن من اللحوم البيضاء والحمراء، في حين أن إنتاجها لا يتجاوز 800 ألف طن، الأمر الذي يبقي الأسعار مرتفعة بسبب قلة العرض وكثرة الطلب.
وأفاد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، حاج طاهر بولنوار، في تصريح لـ»المساء»، أمس، أن أسعار اللحوم بالرغم من أنها لم تعرف ارتفاعا ملحوظا خلال شهر رمضان بفضل الإجراءات المتخذة برفع الرسوم عن الاستيراد، والترخيص باستيراد كميات تصل إلى 60 ألف طن، فإن أسعارها غالية وبقيت مرتفعة بنفس مستوى السنة الماضية، ولم تعرف انخفاضا منذ حوالي خمس سنوات.
وأرجع المتحدث ارتفاع أسعار اللحوم ببلادنا مقارنة بالعديد من الدول إلى قلة العرض مقابل زيادة الطلب بحيث لا يتجاوز الإنتاج الوطني، حسبه، 700 إلى 800 ألف طن سنويا، 450 ألف طن منها لحوم حمراء، و350 ألف طن لحوم حمراء، في الوقت الذي يتجاوز فيه الاستهلاك الوطني 1 مليون طن، الأمر الذي يبقي على الاستيراد.
وبالرغم من شساعة المساحة الرعوية ببلادنا وتوفر أراضي سهبية ملائمة للرعي بمختلف مناطق الوطن فإن تربية المواشي، وفقا لتصريح بولنوار، لا تزال ضعيفة، «وبدأت تعرف طريقها للزوال في عدة مناطق ريفية منذ العشرية السوداء مع بروز ظاهرة النزوح الريفي وهجرة العديد من العائلات الأرياف إلى المدن بسبب الأوضاع الأمنية، وبالتالي تخليها عن نشاطها الفلاحي وتربية المواشي.
وقال محدثنا في هذا الصدد إنه «بالرغم من أن بعض هذه العائلات كانت تربي قطعانا محدودة العدد قد لا تتجاوز 20 رأسا أحيانا، إلا أنها كانت تساهم في وفرة الإنتاج وفي تحقيق اكتفاء ذاتي لها ولسكان منطقتها على الأقل، وأصبحت هذه العائلات اليوم تضاف إلى قائمة المستهلكين بعدما كانت تصنف مع المنتجين».
وساهمت هذه الأسباب في تقليص الثروة الحيوانية بحيث لا تتجاوز حاليا 25 مليون رأس غنم، 5 ملايين رأس ماعز، 2 مليون رأس بقر، و1 مليون رأس جمل.
ودعا محدثنا الجهات المسؤولة لاتخاذ التدابير الملائمة لتشجيع تربية المواشي في كل مناطق الوطن، بما فيها المناطق الصحراوية، التي تتوفر على تضاريس رعوية تتواجد بها بعض النباتات المفيدة جدا للأغنام، بدل حصر تربية المواشي في المناطق السهبية فقط، مبرزا في سياق متصل أهمية الاستثمار في زراعة الأعلاف من صوجا وذرى وغيرهما.
في سياق متصل حذر بولنوار بعض الموالين من ظاهرة ذبح النعاج خاصة الصغيرة منها والقادرة على الإنجاب، وذلك تشجيعا للتكاثر، مشيرا إلى أن بعض الموالين يتحايلون ويذبحون النعاج التي يبقى سعرها أقل من سعر الكبش ويبيعونها للقصابات بنفس سعر الكبش بعد سلخها، دون أن يصرحوا بأنها نعاج وذلك طمعا في الربح السريع.