لغياب القاضي المختص في الملف وأحد الشهود
تأجيل محاكمة «البوشي» في قضية المحافظين العقاريين

- 6311

أجل قاضي الجنح لدى القطب الجزائي المتخصص في قضايا الفساد بمحكمة سيدي أمحمد بالعاصمة، أمس، جلسة محاكمة رجل الأعمال كمال شيخي المدعو «البوشي» في القضية المتعلقة بالمحافظين العقاريين والمتعلقة بالوثائق والدفاتر العقارية وعقود الملكية الخاصة بشركة «كمال شيخي» للترقية العقارية، إلى يوم 3 جويلية المقبل، بسبب غياب أحد الشهود في القضية، وعدم حضور القاضي المكلف بالملف المتواجد في مهمة أخرى.
وأكد الأستاذ تواتي فاتح محامي المتهم كمال شيخي المعروف بـ»البوشي» أن تأجيل القضية يرجع إلى تشكيلة المحكمة التي كانت غائبة، بسبب غياب القاضي المختص في النظر في هذا الملف واستخلافه بقاضي آخر وكذا بسبب غياب الشاهد «مصطفى. ك».
من جهته اعتبر الأستاذ نجيب بيطام، محامي أحد المتهمين في القضية بأن هذا التأجيل، قانوني، وتم بموافقة هيئة دفاع كل المتهمين الـ13، على اعتبار أن أحد الشهود الذي تعد شهادته مهمة في الملف لم يحضر، موضحا أن تحديد تاريخ الجلسة المقبلة تم بالتوافق بين رئيس الجلسة والمحامين بمراعاة مصالح الموقوفين في القضية والموجودين رهن الحبس المؤقت، وكذا مراعاة مصالح عائلاتهم التي تنتظر هذه المحاكمة.
ورفض المحامي الإدلاء بأي توضيحات تخص القضية والتهم المنسوبة للمتهمين مراعاة لسرية الملف، حيث قال إنه «من باب التحفظ لا يمكن أن يقدم دفاع المتهمين أي معلومة عن تفاصيل الملفات»، مضيفا أن كل هذه التفاصيل ستعرف يوم المحاكمة.
وأشار الأستاذ بيطام إلى أن «كل الأمور المتعلقة بهذا الملف ولحد الآن تسير بشفافية وأريحية، وستتم المحاكمة يوم 3 جويلية القادم في ظروف عادية في جلسة علنية في حال عدم وجود أي ظرف استثنائي يستدعي التأجيل».
ووصل المتهم كمال شيخي رفقة 12 متهما في القضية المتعلقة بالمحافظين العقاريين، أمس، إلى محكمة سيدي أمحمد في حدود الساعة العاشرة والربع صباحا، ليتم بعدها وبلحظات دخولهم إلى القاعة المخصصة للجلسة، والتي كانت مملوءة عن آخرها، بأفراد عائلاتهم الذين لفتوا انتباه الجميع، مثل البنت الصغرى لـ»البوشي» التي توجهت إليها كل الأنظار من شدة بكائها على والدها وهي واقفة أمام باب القاعة، حيث حاول أحد المحامين مواساتها بالقول «لا تبكي يا بنيتي فأنت لم تفعلي شيئا وليس لك أي علاقة مع ما يحدث..».
وبدا كمال شيخي مبتسما وهو يحيي عائلته كغيره من المتهمين عند دخولهم للقاعة، غير أن ملامح وجهه سرعان ما تغيرت عندما شاهد زوجته وبناته في حالة حزن عميق.
وبقي المتهمون في المربع المخصص لهم لمدة قاربت ١٠ دقائق، قبل دخول رئيس الجلسة، حيث كانوا يتواصلون مع أفراد عائلاتهم على بعد أمتار بصوت منخفض وبالإشارات وسط حضور مكثف لرجال الشرطة، وتركز اهتمامهم حول نتائج أبنائهم في امتحان شهادة التعليم الابتدائي..
مباشرة بعد دخوله إلى القاعة، قام رئيس الجلسة بمناداة المتهمين والشهود لتسجيل حضورهم، قبل استدعائه لهيئة الدفاع المشكلة من عدد كبير من المحامين ويقرر تأجيل الجلسة للأسباب المذكورة سابقا إلى تاريخ 3 جويلية المقبل.
وبمجرد النطق بهذا القرار، غمرت القاعة صيحات عائلات المتهمين وخاصة النساء والفتيات بعد إصابتهن بخيبة أمل، حيث كان الجميع يتوقع محاكمة المتهمين، لعل بعضهم يستفيد من البراءة أو الإفراج المؤقت أو غيرهما من الأحكام التي تخلصهم من حالة الترقب في الحبس الاحتياطي.
ويعد هذا التأجيل الثاني من نوعه للقضية التي تم تأجيلها في الجلسة الأولى التي كانت مبرمجة يوم 22 ماي الماضي.
ويتابع المتهم كمال شيخي المتواجد رهن الحبس الاحتياطي في 4 ملفات، يوجد من بينها الملف المتعلق بقضية تهريب 700 كلغ من الكوكايين الذي لم تبرمج محاكمته بعد، وهي القضية التي كشفت قضايا أخرى تتعلق بالفساد، يتابع فيها عدة أشخاص ومسؤولين بتهم تلقي مزايا، مقابل منح تسهيلات لرجل الأعمال كمال شيخي في نشاطاته المتعلقة بالترقية العقارية.