غالي يدعو إلى الإسراع بتمكين الصحراويين من حقهم المشروع في الحرية

تأكيد مواصلة الكفاح بشتى الوسائل حتى النصر

 تأكيد مواصلة الكفاح بشتى الوسائل حتى النصر
  • القراءات: 780 مرات
م/أجاوت م/أجاوت
دعا سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر، إبراهيم غالي، إلى ضرورة الإسراع في تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره وفق ما تقتضيه اللوائح والقرارات الأممية، معتبرا أن موقف الجزائر تجاه القضية الصحراوية واضح كل الوضوح ولا غبار عليه، وأن الصحراويين عازمون على مواصلة كفاحهم المشروع إلى غاية تحقيق النصر.
وأوضح السيد غالي، في تدخل له في ندوة صحفية نظمت أمس الأحد، بمنتدى صحيفة "الشعب"، أن الأمم المتحدة مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى لعب دورها بكل جدية في إنهاء حالة استعمار الصحراء الغربية من قبل المغرب، الذي لازال يتجاوز كل القرارات والمواثيق الدولية الداعية إلى أحقية الشعب الصحراوي في نيل حريته واستقلاله بكل حرية وسيادة.
وأضاف المتحدث في هذا الإطار، أن قضية أو نزاع الصحراء الغربية يخص جبهة البوليزاريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي من جهة، والمملكة المغربية من جهة أخرى، مذكرا بأن الجزائر ليست طرفا في هذا النزاع، وإنما هي تجسّد التزامها وموقفها التاريخي والثابت في دعم ونصرة قضايا التحرر عبر العالم، ورفض كافة أشكال الاستعمار والاستغلال.
كما تطرّق السفير الصحراوي إلى واقع المعاناة اليومية التي يحياها الصحراويون بالأراضي المحتلة التي يميزها التعذيب والتقتيل والسجن والترحيل القسري، والانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان بالمنطقة أمام مسمع ومرأى العالم، داعيا الحكومة المغربية إلى وقف مسلسل هذه الأعمال الإجرامية المنافية للقيم الدولية والإنسانية، والاحتكام للشرعية الدولية في ما يتعلق بتسوية هذا النزاع الذي قارب الـ40 سنة.
ودعا في السياق، الشعب الصحراوي إلى عدم التنازل عن مطلبه التاريخي المشروع المتمثل في الحرية والاستقلال، مذكّرا بأن حالة الجمود التي تعرفها القضية الصحراوية من جانب المغرب، تشجّع الصحراويين على تصعيد وتيرة الكفاح بشتى الوسائل وإن استدعى الأمر العودة للعمل المسلح على حد تعبيره، باعتبار أن التضحية من أجل تحرير الوطن شيء مقدس.
كما وصف الدبلومسي الصحراوي خطاب ملك المغرب (محمد السادس)، بالانتحاري لكونه يعكس حالة الشغور والعزلة الإقليمية والدولية، معتبرا أن الملك يحاول عبر الخطاب تمرير عدة رسائل تشوّه صورة الجزائر، وتتهمها بعرقلة ملف الصحراء الغربية، وهو ما يتناقض مع حقيقة الأمر إلى جانب إيهام الرأي العام الدولي بشرعية المواقف المغربية اتجاه النزاع.
وفيما يتعلق بالندوة الأوروبية الـ39 المنعقدة مؤخرا بالعاصمة الاسبانية مدريد، ثمّن سفير الصحراء الغربية بالجزائر، النتائج والقرارات التي تمخّضت عنها والمتمثلة في ضرورة تمكين الصحراويين من حقهم المشروع في الاستقلال، وإطلاق كافة المساجين والمعتقلين السياسيين الصحراويين دون شروط، إلى جانب الدعوة لحملات دولية واسعة لفرض عقوبات اقتصادية على المغرب لكبح همجيته في قمع الصحراويين الأبرياء.
ومن جهته، عبّر رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، عن استغرابه للمواقف المتناقضة للمغرب الذي لا زال يتعهّد بتنظيم استفتاء تقرير المصير من جهة، ويضرب بالقرارات والمواثيق الأممية عرض الحائط، في وقت يتوجّب على الهيئات الأممية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة، اتخاذ إجراءات عقابية ضد المغرب والضغط عليه لإجباره على إنهاء استعمار آخر مستعمرة بالقارة السمراء -يقول المتحدث-.
وذكّر عياشي، في هذا الإطار، بعدم وجود أي دولة في العالم تعترف باحتلال المملكة المغربية للصحراء الغربية، مشيرا إلى سياسة الكيل بمكيالين لبعض الدول الأوروبية اتجاه القضية بحكم المصالح الاقتصادية التي تربطها بالمغرب.
وأوضح بأن الجزائر ستبقى متمسكة بموقفها التاريخي في دعم القضية وكل القضايا العادلة عبر العالم، مذكّرا بأن هذا الموقف لا غبار عليه مهما حاول البعض إدراج الجزائر كطرف ثالث في النزاع، في محاولة لتشويه صورتها أمام الرأي العام الإقليمي والدولي.
وفي سياق أخر، ثمّن المختص في العلوم السياسية والعلاقات الدولية إسماعيل دبش، المسيرة الايجابية التي خطتها القضية الصحراوية والتي كللت اليوم باعتراف أكثر من 80 دولة إلى جانب تمثيلها في أزيد من 160 دولة عبر العالم، وهو ما يدل ـ حسب الأكاديمي ـ بأن قضية الشعب الصحراوي تسير نحو الانفراج مهما طال الزمن.