المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة عبد العزيز مجاهد لـ"المساء":

تحالف جديد لقوى الشر الاستعمارية

تحالف جديد لقوى الشر الاستعمارية
المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد
  • القراءات: 254
مليكة. خ مليكة. خ

❊ ماكرون شكل حلفا ضد الجزائر باللجوء إلى الكيان الصهيوني وعميله المخزن

❊ الجزائر لا تؤمن بـرد الفعل بل بـ"الفعل" وماكرون فشل في مناوراته مع الجزائر

❊ فرنسا تدعم العرش الملكي المهزوز وقرارها جاء بعد اهتزاز مصالحها في الجزائر

أكد المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد، أن إعلان الرئيس الفرنسي الاعتراف بما يسمى بمخطط الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، جاء بسبب اهتزاز المصالح الفرنسية في الجزائر التي تتبنى سياسة المعاملة بالمثل في شتى الملفات، مشيرا إلى  موقف الجزائر في التعاطي مع هذه القضية لا تتوقف عند مجرد "رد الفعل " بل سيتعداه إلى "الفعل" في الميدان مثلما ستبينه الأيام القادمة.

قال مجاهد في تصريح خص به "المساء" أمس، أن السياسة الخارجية للجزائر المرتكزة على الدفاع عن السيادة الوطنية والحفاظ على مصالحها الاقتصادية، لا تروق  دوائر القرار الفرنسية، مضيفا أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حاول عدة مرات المناورة مع الجزائر من أجل كسب الشعبية والتغطية على الأزمة الداخلية التي يتخبط فيها لكنه لم ينجح، ما جعله يلجأ الى حليفه الكيان الصهيوني وعميله القديم نظام المخزن. كما أشار إلى أن اعتراف الرئيس ماكرون بالأطروحة المغربية، هو محاولة لزعزعة نواب الجمعية الفرنسية التي تسيطر عليه ثلاث قوى سياسية هي اليسار، اليمين المتطرف والحزب الوسطي الليبيرالي الاجتماعي الذي يمثله، حيث يسعى إلى دفع البقية للالتحاق بصفوفه للحصول على الاغلبية ومن ثم تسهيل مهمته في تعيين رئيس الوزراء.
وفي قراءة لخطوة الحكومة الفرنسية التي تلاها تأكيد ماكرون على اعتراف باريس بما يسمى بمخطط الحكم الذاتي، أوضح المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة أن هذا الموقف ليس جديدا على فرنسا التي سبق لها أن دعمت الغزو المغربي في الصحراء الغربية عام 1975، كما أنها عارضت في الكثير من المرات توسيع بعثة "المينورسو" في الصحراء الغربية.
وأضاف مجاهد ان الخطوة الفرنسية جاءت أيضا لدعم العرش الملكي المهزوز بسبب مشاكل اقتصادية واجتماعية صعبة، مثلما سبق وأن فعلت باريس عندما مدت المخزن بالسلاح من أجل غزو الصحراء الغربية، وعليه يرى مجاهد أن هذا الموقف يخدم القوى الاستعمارية الثلاث فرنسا التي طردت من افريقيا وعميله المخزن الذي له اطماع توسعية في المنطقة وحليفه اسرائيل التي تتقاسم معهما نفس الفكر التوسعي. وأضاف قائلا "اننا اليوم أمام شكل جديد لنظام قديم"، حيث سبق وأن طبقت نفس الخطوة في الشرق الاوسط، قبل أن يعود السيناريو مجددا الى الواجهة في المنطقة ذاتها والمنطقة المغاربية أيضا، مضيفا ان الحرب اللبنانية اندلعت سنة 1975 تزامنا مع غزو الصحراء الغربية، واليوم يتكرر السيناريو باهتزاز الاوضاع في لبنان موازاة مع التطورات التي تشهدها المنطقة المغاربية بسبب تدخل القوى الاستعمارية التي تنسق جهودها من أجل تنفيذ مخططاتها العدائية.
وبخصوص مدى تأثير القرار الفرنسي على الشرعية الدولية، قال مجاهد أن الحكومة الفرنسية لا علاقة لها بالقانون وتبين ذلك جليا في قضية غزة عندما سمحت بتكوين مليشيات صهيونية للاعتداء على الأبرياء في القطاع. وختم محدثنا بالقول أن "المناورات لا تعني  الجزائر في شيء، لأنها تتخذ مواقف شفافة وتحترم القوانين الدولية والدول التي تحترم هذه القوانين ستحظى باحترام الجزائر والعكس صحيح".