تحركت إدارة المركز الاستشفائي الجامعي الحكيم ابن باديس بقسنطينة، على خلفية الفيديو الذي تم تدوله على نطاق واسع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر حالة مزرية للمقيمين بمصلحة كوفيد-19، التي تم استحداثها مؤخرا، في ظل إجراءات مجابهة انتشار وباء كورونا.

وعقدت إدارة المستشفى، اجتماعا طارئا، مساء الخميس، أشرف عليه المدير العام للمؤسسة الاستشفائية، وامتد إلى غاية الساعات الأولى من يوم الجمعة، حيث تم التطرق إلى وضعية المصلحة والتحقيق في مدى صحة الشكاوي التي رفعها عدد من المرضى، في مقطع الفيديو الذي انتشر عبر كل ربوع الجزائر، وأثار موجة استياء كبيرة في أوساط الجزائريين، بعدما أظهر تسيبا وإهمالا طال هذه المصلحة.

وفي تصريح لـ"المساء"، قال السيد عزيز كعبوش، المكلف بالإعلام على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي الحكيم ابن باديس، إن إدارة المستشفى أمرت بفتح تحقيق معمق في القضية للوقوف على ما جاء من شكاوي حول النقائص والإهمال الذي طال المرضى على مستوى مصلحة كوفيد 19 ومعاقبة المسؤولين في حالة ثبت وجود تقصير.

وحسب المكلف بالإعلام بالمركز الاستشفائي الجامعي، فإن هناك إمكانيات مادية ضخمة وإمكانيات بشرية من طواقم طبية وشبه طبية، تم وضعها من أجل التكفل الحسن بهذه الشريحة من المرضى المصابين بفيروس كوفيد-19، "غير أن هناك بعض الأطراف تسعى لضرب المؤسسة الاستشفائية من خلال هذا الفيديو".

وكشف كعبوش، أن اجتماع، ليلة أول أمس، خلص إلى تسليط عقوبات صارمة في حق كل من تسبب في بعض الإهمال الذي طال المصلحة، حيث تم التوقيف التحفظي لكل من الطبيب رئيس مصلحة الأمراض المعدية، المنسق الداخلي لنفس المصلحة، المكلف بالأمن والصيدلية أيضا بنفس المصلحة التي توزع الأقنعة والمستلزمات، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الداخلية. وأشار إلى أن المدير العام للمستشفى، أمر باستدراك كل النقائص الموجودة على مستوى هذه المصلحة، التي عملت صباح أمس، في ظروف عادية واستقبلت المرضى للمعاينة والتشخيص رغم الاكتظاظ الذي تعرفه.

للإشارة، فإن الفيديو أظهر شقيقة أحدى المرضى وهي تشتكي من غياب التكفل بالمصابيين بكوفيد-19، وتركهم يصارعون الموت لوحدهم، وقالت إن شقيقتها كانت تنام على كرسي متحرك، مستنكرة غياب النظافة داخل المصلحة. كما تحدث مرافق مريض آخر، عن تفاجئه بوفاة والده عندما جاء يزوره في غياب أي موظف بالمصلحة وتحدثت مرافقة مريض أخرى، عن عدم التكفل بزوجها وعدم تقديم الأدوية اللازمة له وطالبت بالحصول على إذن لإخراجه من المستشفى.