فضائح كشفها أطباء خلال تسيير الموجات الثلاث لكورونا

تحويل عتاد طبي خارج المستشفيات..اختلاس أدوية ووصف علاجات غير ملائمة!

تحويل عتاد طبي خارج المستشفيات..اختلاس أدوية ووصف علاجات غير ملائمة!
  • القراءات: 374
أسماء منور أسماء منور

❊ محطات لإنتاج الأوكسجين متوقفة عن العمل منذ أكثر من 10 سنوات

رفع المتدخلون خلال اليوم التقييمي حول جائحة كورونا، الذي تم تنظيمه الخميس الفارط، العديد من الاختلالات والنقائص التي واجهها عمال المستشفيات أثناء الجائحة في موجاتها الثلاثة، أهمها تحويل العتاد الطبي إلى خارج المستشفيات، ووصف علاجات غير ملائمة لمرضى كورونا من طرف أطباء عامين، بالإضافة إلى عدم التصريح بمرضى كورونا المسجلين في القطاع الخاص. من أبرز الاختلالات التي رصدها الأطباء، تحويل العتاد من المستشفيات إلى وجهات مجهولة، ما تسبب في عدم التكفل بالمرضى، بالإضافة إلى اختلاس الأدوية من صيدليات المستشفيات، على رأسها مضادات تخثر الدم التي كانت ضمن بروتوكولات علاج الفيروس، خاصة للحالات التي كانت تعاني من تجلط الدم.

وبالإضافة إلى سرقة العتاد الطبي، رفع الأطباء مشكلة الوصف المبالغ فيه لأدوية السيترويد "كورتيكويد" ومضادات التخثر، والذي نتج عنه تعرض المرضى إلى تعقيدات صحية خطيرة بسبب عدم احترام البروتوكول الصحي اللازم لكورونا من قبل أطباء عامين. على صعيد آخر، أكد الأطباء، أنه من بين المشاكل التي واجهتهم خلال مكافحتهم لمختلف موجات كورونا، عدم وجود تنسيق بين مختلف المصالح، واستقبال عدد كبير من حالات التطبيب الذاتي لكورونا، حيث اضطرت العديد من العائلات إلى علاج مرضاها في المنزل، بسبب عدم توفر أماكن في المستشفيات، ما نتج عنه تعقيدات صحية خطيرة. ومن جملة النقائص التي تم تسجيلها أيضا، عدم إحصاء الحالات المسجلة على مستوى العيادات الخاصة، وهو ما ينجم عنه عدم التصريح بالعدد الحقيقي للمصابين بالوباء، فضلا عن تضارب الآراء بين المختصين حول التشخيصات التي أصبحت متغيرة يوما بعد يوم، ما تسبب في نوع من التشتت للمرضى، بالإضافة إلى عدم توفر العديد من ولايات الوطن على مخابر معتمدة لاختبارات PCR.

وكشفت الجائحة، عن اختلالات جمة في تسيير المؤسسات الصحية خاصة في الشق المتعلق بالأوكسجين، حيث لوحظ وجود محطات إنتاج أوكسيجين متوقفة عن العمل منذ عشرات السنين في كبريات المراكز الاستشفائية، دون أن يقوم المسيرون بإصلاحها، ما نتج عنه عدم القدرة على التكفل بالكم الهائل من المرضى خلال الموجة الثالثة، التي تطلبت توفير كميات كبيرة من الأوكسجين.

 


 

من بين توصيات المشاركين في تقييم موجات (كوفيد 19): إجبارية الجواز الصحي لتفادي موجات جديدة من كورونا

أفضت المناقشات التي تمت خلال اليوم التقييمي حول جائحة كورونا، إلى صياغة جملة من التوصيات على ضوء الشكاوى التي رفعها مهنيو الصحة، والتي ستعمل وزارة الصحة على تطبيقها تحسبا لموجة رابعة محتملة، مع التشديد على إجبارية الجواز الصحي، لحصر رقعة انتشار الفيروس الذي يتميز بتحوله الدائم وشدة فتكه. واتفق المشاركون بالإجماع على ضرورة الاستمرار في توخّي اليقظة الشديدة، مع الاستفادة من جميع الخبرات المكتسبة حتى الآن في مكافحة كوفيد-19، من أجل تصحيح النقائص وتعزيز الإنجازات وتكييف استراتيجية المكافحة مع تطور الجائحة.

وتضمنت التوصيات تعزيز اليقظة الوبائية الوطنية والعالمية وكذا اليقظة العلمية، مع تبنّي منهج ديناميكي في المجال القانوني لتسهيل الإجراءات المختلفة على غرار إجراءات الاستيراد، مع تعبئة وتنظيم أمثل للأسرّة الاستشفائية المخصصة للتكفل بمرضى كوفيد-19 حسب الاحتياجات، ودعم موظفي الصحة وتوزيعهم حسب الاحتياجات، وتوسيع المخابر المعتمدة لإجراء اختبارات PCR  وإشراك القطاع الخاص. من جملة التوصيات التي تم رفعها للوصاية أيضا، تعزيز الجهود المبذولة لاقتناء مختلف اللقاحات، والحفاظ على مخزون كاف للقدرة على توفيرها على المستوى الوطني، مع تعزيز معدات التهوية غير الغازية ومكثفات الأكسجين، واقتناء محطات إنتاج الأكسجين.

وستعمل وزارة الصحة على ضوء التوصيات التي تم التوصل إليها، على  تحسين تنظيم وتقوية هياكل التكفل بمرضى كوفيد، من خلال بحث إمكانية تخصيص مستشفيات للتكفل بحالات كوفيد، أو إنشاء هياكل خفيفة مخصصة وتزويدها بالموارد البشرية والمعدات اللازمة، بالإضافة إلى تطوير الاستشفاء المنزلي للحالات المتوسطة مع المراقبة الطبية، ودراسة جميع الاحتمالات، لتعبئة أقصى عدد من الأسرّة، سواء بالهياكل الصحية العمومية أو الخاصة، أو أي أماكن أخرى يمكن تخصيصها للتكفل بمرضى كوفيد -19. ولمواجهة موجة رابعة محتملة للفيروس شرعت مصالح وزارة الصحة، في إنشاء المزيد من المصالح وأسرّة الإنعاش الطبي، وتعزيز الفرق الطبية وشبه الطبية المؤهلة خاصة على مستوى مصالح الإنعاش، مع زيادة عدد المهنيين بهذه المصالح والحرص على التسيير الحسن للمعدات والأدوية على مستوى الهياكل الصحية لتفادي اختلاسها.

وفيما يخص الموارد البشرية ستعمل وزارة الصحة، على ضمان مشاركة مستمرة أكثر لمهنيي القطاع الخاص، مع تعزيز تكوين مهنيي الصحة، خاصة الأطباء العامون والحرص على تعزيز التنسيق بين القطاعين العمومي والخاص، وتعزيز مشاركة الصيدلي في الوقاية والتلقيح. أما فيما يخص التلقيح، فخلص الاجتماع، إلى وجوب تطبيق الجواز الصحي على مستوى مختلف الأماكن العامة، وأماكن العمل والأماكن التجارية، وتطوير درع التلقيح الذي يعد عنصرا رئيسيا في مكافحة كوفيد-19، من خلال تعزيز مخطط الاتصال الذي لمواجهة عزوف السكان.