سلال في زيارة عمل اليوم لولاية وهران

تدشين مشاريع حيوية والإشراف على إطلاق "سامبول" الجزائرية

تدشين مشاريع حيوية والإشراف على إطلاق "سامبول" الجزائرية
  • القراءات: 1006 مرات
حنان/ح حنان/ح
يقوم الوزير الأول عبد المالك سلال، اليوم، بزيارة عمل لولاية وهران، يتفقد خلالها مدى تنفيذ وتقدم برنامج التنمية في هذه الولاية، حسبما أفاد به بيان لمصالح الوزير الأول، موضحا أن الزيارة التي تندرج في إطار تنفيذ ومتابعة برنامج رئيس الجمهورية، ستسمح بتدشين وإطلاق عدد من المشاريع الهامة ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي، لاسيما وحدة إنتاج السيارات بالجزائر، وثلاث مركبات بتروكيماوية وغازية، ومحطة كبيرة لتحلية مياه البحر بالمقطع في بطيوة.
وتعد زيارة السيد سلال لوهران، رفقة وفد وزاري هام هذه المرة مميزة، ليس فقط بالنظر إلى المشاريع التي سيتم تدشينها ومدى أهميتها لتنمية عاصمة الغرب الجزائري، وإنما لكونها رمزية لأنها ستشهد خروج أول سيارة جزائرية من مصنع "رونو" الفرنسي.
فحلم السيارة الجزائرية يعود إلى سنوات طويلة وبالضبط إلى الثمانينيات القرن الماضي، حين تم الشروع وبجدية في أول مشروع لصنع سيارة بالجزائر. وظهرت جدية المشروع في تخصيص مصنع له بولاية تيارت غرب الجزائر، وباطلاق تسمية خاصة بها "فاتيا" وهي نابعة من اسم الشركة الإيطالية لصناعة السيارات "فيات" التي اختيرت حينها كشريك لتجسيد الحلم. لكن الأخير لم يتجسد على أرض الواقع، وتم وأد "فاتيا" وهي "فتية".
إلا أن احتضان الجزائر لمصنع تركيب سيارات بقي مطروحا في السنوات التي تلت تجربة الشراكة مع الإيطاليين، لاسيما وأن عدة دول عبّرت عن اهتمامها بإنجاز مثل هذا المشروع في الجزائر. وبحلول 2009، بدأ الاقتراب أكثر فأكثر من تحقيق هذا الإنجاز، بعد أن أعادت الحكومة طرح الملف على طاولة المفاوضات مع عدد من الشركاء من فرنسا وألمانيا وإيران وتركيا.
ولم يقتصر الأمر على السيارات السياحية وإنما تجاوزه إلى السيارات العسكرية، وهو ما تجسد فعلا مؤخرا بإشراف نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، في 26 أكتوبر الماضي، على تدشين مصنع لصناعة السيارات من علامة "مرسيدس بنز" بعين بوشقيف بتيارت، حيث حضر إنتاج أول سيارتين من نفس العلامة.
وتقدر الطاقة النظرية لإنتاج هذا  المصنع 6000 وحدة في السنة من سيارات (سبرينتر) الموجهة لمختلف الاستعمالات، و2000 وحدة من سيارات ( جي كلاس) رباعية الدفع من الصنف (ج) الموجهة للأغراض العسكرية والشبه عسكرية.
وتتكون الشركة الجزائرية لصناعة السيارات من علامة "مرسيدس" التي أنشئت في 2012، من ثلاثة مساهمين رئيسيين، حيث يمتلك الطرف الجزائري51 بالمائة من الأسهم ويمتلك  المساهم الثاني الإماراتي 49 بالمائة من الأسهم، فيما يعتبر الطرف الألماني المتمثل في شركة "ديملر" شريكا تكنولوجيا.
وسيكون العاشر نوفمبر تاريخا خاصا في تاريخ صناعة السيارات بالجزائر، وهو ما أشار إليه الوزير الأول عبد المالك سلال، خلال افتتاحه أشغال الندوة الوطنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية مؤخرا، حين قال إن الجزائر ستشهد لأول مرة منذ الاستقلال خروج سيارة جزائرية من مصنع "رونو" بوادي تليلات، معتبرا ذلك إحدى البوادر التي تدل على إعادة إحياء الصناعة الجزائرية ضمن الاستراتيجية التي أقرتها الحكومة بهذا الشأن.
للتذكير فإن التوقيع على عقد الشراكة مع "رونو" الفرنسية تم في 2012، بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر، وتم إنشاء الشركة في 31 جانفي 2013 بقاعدة 51 / 49.
وسيشارك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، رفقة وزير الصناعة والاقتصاد ايمانويل ماكرون، في حفل تدشين مصنع "رونو" بحضور عدد من المؤسسات والمتعاملين الاقتصاديين الفرنسيين.
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية، قد أشار إلى أن هذه الزيارة تجسد الشراكة الاستراتيجية والقوية والمتميزة بالثقة التي تم بناؤها بين البلدين، مؤكدا أن فرنسا تطمح إلى تعزيز هذه الشراكة الاقتصادية لاسيما عبر تشجيع المشاريع الصناعية المشتركة. وأوضح أن السيد فابيوس، سيشدد خلال زيارته على أربع أولويات في هذا المجال وهي "تطوير الهياكل القاعدية والنقل"، "ترقية مشاريع إنجاز مدن جديدة بمعايير دولية"، "الابتكار في مجال الطاقة" و«تطوير التعاون في مجال السياحة".
ولا تقل المشاريع الأخرى التي سيدشنها الوزير الأول، أهمية عن مشروع "رونو" بالنظر إلى مساهمتها في تنمية الولاية والبلاد بشكل عام، خاصة وأنها تمثل قطاعات جد حيوية كالبيتروكيمياء والغاز وتحلية مياه البحر. مجالات تؤثر بصفة مباشرة على حياة المواطنين وتعمل على تحسين معيشتهم، من خلال توفير أهم الحاجيات لاسيما المياه الصالحة للشرب في هاته الولاية التي عانت كثيرا من شح المياه ومن ملوحتها. فبتشغيل المشروع الضخم لتحلية مياه البحر للمقطع سيتحول نقص المياه إلى مجرد ذكرى سيئة. 
من جانب آخر كان وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، قد كشف في ندوة صحفية عقدها يوم الخميس، بعد اختتام أشغال الندوة الوطنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، عن التحضير لإنجاز مخبر عالمي كبير للنوعية بالشراكة مع الفرنسيين سيتم مناقشة تفاصيله اليوم، بمناسبة تدشين مصنع "رونو" بوهران.