أكثر من 2000 شخص يتقاسمون وجبة الإفطار الجماعي بالجزائر الوسطى
ترسيخ قيم التلاحم والتكافل الاجتماعي

- 136

ضرب آلاف العاصميين مساء أول أمس، بالجزائر العاصمة، أروع صور الوحدة والتلاحم والتكافل الاجتماعي في اجتماعهم حول مائدة الإفطار الجماعي في طبعتها الأولى لرمضان 2025، التي امتدت من ساحة "موريس أودان" إلى غاية ساحة البريد المركزي، بمبادرة من بلدية الجزائر الوسطى، وتحت إشراف الوالي المنتدب لمقاطعة سيدي أمحمد، في أجواء رمضانية ميّزها التوافد الكبير للعائلات مع أبنائها لمقاسمة المشاركين وجبة الإفطار.
وصنعت العائلات والمواطنون الوافدون على مائدة الإفطار العملاقة صورة جمالية زادتها فرحة الأبناء وضحكات الأطفال الصغار بهاء، معبرين عن سعادتهم الكبيرة بهذا اللقاء السنوي الذي يتكررّ من حلول كل موسم رمضان، آملين في أن يرسّخ كسنّة حميدة لتعزيز الروابط المجتمعية واللحمة الوطنية وقيم المواطنة مع الأجيال القادمة.
وشارك كل من الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لسيدي أمحمد، محمد أمين بن شاولية، رفقة رئيسة بلدية الجزائر الوسطى، مهدية بن غالية، ومديرة النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية الجزائر، العائلات ومختلف الحاضرين من عمال وطلبة وأجانب وحتى السياح والمسنّين، إلى جانب نزلاء دار العجزة بباب الزوار وبئر خادم، وجبة الإفطار في رسالة يراد منها إبراز قيم التكافل الاجتماعي، وتعزيز اللحمة بين أفراد المجتمع، حيث تأتي هذه المبادرة لتعكس قيم التكافل الرمضانية خلال شهر رمضان، وتقوية الأواصر المجتمعية لأفراد المجتمع في مثل هذه المناسبات التي يزداد فيها النشاط الخيري والتضامني.
ورغم زخات المطر التي كانت تتساقط بين الفينة والأخرى، عاش القائمون على تنظيم مائدة الإطار الجماعي بالجزائر الوسطى بعد صلاة الجمعة، حسبما وقفت عليه "المساء"، حركية دؤوبة ميّزها نشاط وحيوية أعون ومتطوعو جمعية "نجوم الشباب للجزائر"، والناشطين الآخرين المنتمين لمختلف جمعيات وفعاليات المجتمع المدني، حيث شرعوا في تحضير وجبة الإفطار من خلال تخصيص 4 فضاءات خاصة بإعداد الوجبات والطهي مع توفير كل مستلزمات الطبخ، حيث تنوعت الوجبة المقدمة حسب ما أكده القائمون على إعدادها، الطبق الرئيسي المتمثل في شوربة فريك، إلى جانب طبق "المثوم" مع السلطة و"البوراك"، والتمر واللبن، وهو ما يعكس الأطباق التي تعدها العائلات في البيوت ولقيت إعجاب الوافدين على مائدة الإفطار.
وحجزت العائلات أماكن لها بكراسي الطاولات الممتدة على طول ساحتي "موريس أودان" والبريد المركزي بعد صلاة العصر، في انتظار موعد الإفطار، مع الاستعداد التام للأعوان المتطوعين للشروع في تقديم وجبة الإفطار للصائمين، وهو ما حدث فور رفع آذان المغرب بالجزائر العاصمة وضواحيها الذي تابعه الحضور عبر شاشة عملاقة تم نصبها بعين المكان.
وبعد الانتهاء من الإفطار شرع متطوعو الجمعية، رفقة أعوان مؤسسة "نات كوم" و"إكسترانات"، في تنظيف المكان وطول محيط نصب طاولات الإفطار، وسط إعجاب العائلات بهذه المبادرة الرمضانية، شاكرين القائمين على تنظيمها، ضاربين موعدا متجددا خلال رمضان العام القادم.كما تم بعد صلاة التراويح، تسطير برنامج ثقافي متنوع، متبوع بقعدة فنية شعبية على شرف العائلات الحاضرة.
رئيس جمعية "نجوم الشباب للجزائر": تجنيد أكثر من 35 متطوعا
أكد رئيس جمعية "نجوم الشباب للجزائر"، خالد عمارة، أنه تم تجنيد أكثر من 35 عونا متطوعا تابعين للجمعية، لتأطير وتسيير مائدة الإفطار الجماعي المقامة، أول أمس الجمعة، ببلدية الجزائر الوسطى، والتي ضمت أكثر من 2000 مقعد وطاولة، مشيرا، الى أن الهدف الرئيسي من هذه المبادرة، هو تحقيق اللحمة والانسجام بين الأفراد المجتمع.
أوضح عمارة، في تصريح لـ"المساء" أن أعوان جمعيته، التي يتواجد مقرها ببلدي الجزائر الوسطى، وتملك فرعا بزرالدة، يملكون الخبرة اللازمة لتسيير ممثل هذه الفعاليات، بدليل مشاركتهم خلال طبعات السنوات الماضية، والتي كانت ناجحة بشهادة الجميع، مذكرا، بأن نجاح هذا الحدث التضامني الرمضاني، لأكبر دليل على أن الجزائر بلد التآخي والتعايش بين مختلف الأفراد.
وفي سياق آخر، كشف رئيس الجمعية، عن برنامج سيشرع في تجسيده بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، وبالتحديد مع دائرة زرالدة، يخص عدة نشاطات لفائدة الأطفال، على غرار تنظيم مسابقة مع متوسطة "مصطفى مرزوقي" بزرالدة، ومسابقة لحفز القرآن الكريم، والمؤذن الصعير، ومسابقة في التحلية لصناعة الحلويات لفائدة البنات الصغار.ويضاف إلى ذلك ـ حسب المتحدث ـ تنظيم زيارات إلى المستشفيات أيم عيد الفطر المبارك وتكريم المرضى.