كاتب الدولة الأمريكي في زيارة إلى الجزائر

تعزيز الحوار الاستراتيجي بين البلدين

تعزيز الحوار الاستراتيجي بين البلدين
  • 743
وصل كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، إلى الجزائر، مساء أمس، في زيارة تدوم يومين، وكان في استقباله بمطار هواري بومدين الدولي، وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، وينتظر أن يستعرض مختلف أوجه التعاون مع المسؤولين الجزائريين بمناسبة انعقاد الدورة الثانية من الحوار الاستراتيجي المؤسس بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تجري تحت الرئاسة المشتركة لرئيسي دبلوماسية البلدين، مع بحث العديد من المواضيع المدرجة في جدول الأعمال.

وصاحبت زيارة كيري للجزائر العديد من القراءات، أبرزها تزامنها مع قرب تنظيم الانتخابات الرئاسية بالجزائر، يوم 17 أفريل الجاري، رغم أن الزيارة كانت مقررة من قبل

وتم تأجيلها بسبب التزامات كاتب الدولة الأمريكي بالملف النووي الإيراني، شهر نوفمبر الماضي، في حين يرى آخرون أن الزيارة تحمل الطابع الأمني، بالنظر إلى التطور الملحوظ في التعاون الثنائي خلال السنوات الأخيرة في مجال تنسيق السياسات للتصدي لآفة الإرهاب العابرة للحدود لاسيما التحديات التي تعرفها منطقة الساحل.

وفي هذا الصدد، أكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، السيد عبد العزيز بن علي شريف، أمس، بالجزائر، أن الزيارة التي يقوم بها كاتب الدولة الأمريكي لن تنحصر في القضايا الأمنية فقط بل إنها ستتناول أيضا التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي، مضيفا أن الدورة الثانية من الحوار الاستراتيجي المؤسس بين البلدين ستعقد بمناسبة هذه الزيارة التي تجري تحت الرئاسة المشتركة لرئيسي دبلوماسية البلدين مع بحث العديد من المواضيع المدرجة في جدول الأعمال.

وقال بن علي شريف في مداخلة له على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية “صحيح أن هذه المسألة محورية وتحتل مكانة هامة خلال المحادثات التي يجريها السيد كيري ورمطان لعمامرة وأعضاء الوفدين، لكن الأمر لا يتعلق فقط بالقضية الوحيدة المتضمنة في جدول أعمال هذه الزيارة”.

وفي هذا الصدد، أوضح الناطق باسم الخارجية أن مجموعات عمل سيتم وضعها، حيث ستعكف على مناقشة مختلف جوانب التعاون. ويتعلق الأمر -كما قال- بمجموعة العمل المكلفة بالقضايا السياسية ومجموعة العمل المكلفة بالتعاون الأمني ومجموعة أخرى مكلفة بالتعاون الاقتصادي والتجاري.

وردا على سؤال حول إدراج قضية الصحراء الغربية في جدول المناقشات، أكد السيد بن علي أن “الولايات المتحدة تعتبر فاعلا هاما في هذه الإشكالية”، مذكرا في هذا السياق ب«الاهتمام الكبير” الذي توليه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لهذه القضية و«الالتزام الشخصي” للسيد كيري لصالح التسوية التي دعت إليها الأمم المتحدة.

وأضاف قائلا “من المؤكد أننا سنبحث السبل والوسائل التي تسمح لنا بالتعجيل في مسار البحث عن تسوية نهائية وعادلة لهذا النزاع الذي طال كثيرا”.

من جهة أخرى، أشار الناطق الرسمي باسم الخارجية إلى أن زيارة السيد كيري ستسمح أيضا للطرف الجزائري بـ”إبراز كل الجهود المبذولة من أجل تنظيم انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة”. وفيما يتعلق بالاستثمار الأمريكي في الجزائر الذي يرتكز خاصة على مجال المحروقات، قال المتدخل إن “الهدف المنشود من خلال الحوار الاستراتيجي الجزائري-الأمريكي هو استكشاف الفرص من أجل توسيع الاستثمارات والتعاون إلى مجالات أخرى مثل الأشغال العمومية والتكنولوجيا البيئية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال”.

وتعد زيارة كيري الثانية والرفيعة من نوعها في غضون عام بعد تلك التي قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، إلى الجزائر في أكتوبر من العام الماضي.

وكانت كتابة الدولة الأمريكية قد أوضحت أن كيري سيجري جولة من 3 إلى 11 نوفمبر تقوده إلى عدد من دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط من بينها الجزائر، التي سيتم معها مواصلة الحوار الاستراتيجي الذي تم إطلاقه في شهر أكتوبر 2012، مما يعكس “التعاون الوثيق والشراكة المتينة بين الولايات المتحدة والجزائر بخصوص العديد من المسائل لاسيما تلك المتعلقة بالسياسة والأمن ومكافحة الإرهاب والاقتصاد والمجتمع المدني”.       

ومن باب إبراز الأهمية التي تمثلها هذه الزيارة، أكد المستشار الأمريكي للقضايا الأمنية بشمال إفريقيا، جيوف بورتر أن الجزائر تعد شريكا هاما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة شمال إفريقيا، مفندا في هذا السياق أن تكون زيارة كيري في هذا الظرف تحمل أبعادا أخرى رغم أنها كانت مبرمجة، شهر نوفمبر الماضي، مشيرا إلى أن بلاده لا تتدخل في الشأن السياسي للجزائر وأنها تحترم خيار الشعب الجزائري في هذا الاستحقاق.