المجموعة البحرية المضادة للألغام لـ"الناتو" ترسو بميناء الجزائر

تعزيز الشراكة الاستراتيجية في إطار الحوار المتوسطي

تعزيز الشراكة الاستراتيجية في إطار الحوار المتوسطي
  • 922
مليكة خلاف مليكة خلاف
أعرب الأميرال توماس ارنست، مسؤول الوسائل الجوية البحرية بالمجموعة البحرية الثانية المضادة للألغام التابعة لمنظمة حلف الشمال الأطلسي، بالجزائر عن إعجابه بالتطور الذي تشهده القدرات العسكرية للقوات البحرية الجزائرية، مشيرا إلى أن توقف المجموعة البحرية بميناء الجزائر يندرج ضمن تبادل الخبرات والمعارف بين الجانبين في إطار الحوار المتوسطي.
 ونفى ارنست، في ندوة صحافية نشطها أمس، على متن سفينة مضادة للألغام تابعة (للناتو) أن يكون رسو المجموعة البحرية بالجزائر يدخل في إطار إشراك الجزائر في عملية "اكتف اندوفر"،  ما يسمى بـ"المسعى النشيط "الخاص بمحاربة الإرهاب في عرض البحر المتوسط، مشيرا إلى أن هذه العملية خاصة بأعضاء "الناتو" فقط  من خلال ضمان المراقبة البحرية عن طريق تزويد هذه الدول بالمعلومات الكافية دون القيام بأعمال عسكرية مباشرة.
وإذ أوضح أن مهمة هذه العملية تكمن بالأساس في تمكين مراقبة الفضاء البحري لمنع تهريب الأسلحة، إلى جانب محاربة القرصنة في المحيط الهندي و محاربة الألغام في عرض المتوسط، فقد أوضح الأميرال أن رسو المجموعة البحرية المشكلة من خمس سفن بالجزائر، من شأنه أن يعزز التعاون مع نظيرتها الجزائرية من خلال إجراء مناورات بحرية.
وفي هذا الصدد أشار قائد المركبة  الايطالية جيوفاني بيغاجا، إلى إجراء تمارين مع سفن جزائرية صباح يوم الخميس المقبل، مضيفا أن ضباطا جزائريين سيكونون على متن سفن (الناتو) من أجل الاطلاع على الوسائل التي تحوزها القوات البحرية للحلف، قبل أن يتنقل ضباط (الناتو) بدورهم إلى سفن للقوات البحرية الجزائرية في إطار تبادل المعارف.
وأوضح بيغاجا، بأن رسو القوات البحرية للحلف الأطلسي بالجزائر كان مبرمجا منذ أكثر من سنة، وأنه يدخل في إطار الحفاظ على هذا التقليد الذي تدرج عليه (الناتو) منذ سنوات مع الدول المتوسطية لتقييم التعاون الحاصل بين الجانبين.
من جهة أخرى أوضح الأميرال توماس ارنست، الألماني الجنسية في تصريح لـ"المساء" أن اللقاءات التي ينتظر أن تجمعه بالمسؤولين الجزائريين من شأنها أن توثق النظرة الاستراتيجية للتعاون بين الحلف الأطلسي والقوات البحرية الجزائرية، لا سيما أمام المخاطر التي أصبحت تهدد الفضاء المتوسطي، من خلال تبادل المعلومات و التجارب وتطوير الشراكة في إطار الحوار المتوسطي، مؤكدا أن للجزائر تجربة رائدة في النشاط العسكري البحري.  
كما نفى الاميرال وجود صفقات لبيع السلاح بين الحلف والجزائر، في حين أكد في المقابل على وجود تعاون عسكري بين الجزائر وألمانيا بخصوص بيع سفن حربية.
وبعد الندوة الصحافية تم تنظيم جولة لفائدة الإعلاميين على متن فرقاطة إيطالية تابعة للقوات البحرية للحلف الأطلسي، تم خلالها تقديم شروحات و معلومات حول كيفية سير أجهزة القيادة ووظائفها.
وكانت المجموعة البحرية الثانية المضادة للألغام قد رست بميناء الجزائر، أمس، لتدوم إلى غاية 2 أكتوبر المقبل، في إطار زيارة مجاملة. وفي هذا الصدد أوضح رئيس مكتب العلاقات العامة بمصلحة الاتصال لقيادة القوات البحرية، المقدم عبد القادر مقداد، في تصريح للصحافة أنه في إطار "التعاون مع منظمة حلف الشمال الأطلسي، ترسو هذه المجموعة البحرية الثانية المضادة للألغام تحت القيادة الإيطالية وتتكون من خمس سفن".
ويتعلق الأمر بالفرقاطة الإيطالية وسفن قناصة الألغام التركية والألمانية والبريطانية والإسبانية بقيادة العقيد جيوفاني بييغاجا. ويتخلل هذا التوقف برنامج ذو طابع بروتوكولي ورياضي، إلى جانب تنفيذ تمرين بحري من نوع "باسيكس" تشارك فيه وحدة من وحدات سفينة المواكبة الرايس كليش.
وعلى هامش الزيارة استقبل قائد الواجهة البحرية الوسطى العميد سماح زين الدين، قائد بعثة المجموعة البحرية التابعة للحلف الأطلسي، العقيد جيوفاني بييغاجا، والمقدم فابيو كاتروتشي.
يذكر أن قواتا بحرية للحلف الأطلسي  تقوم منذ شهر جوان الماضي، بدوريات في عرض البحر الأسود والبحر المتوسط، حيث أجرت مناورات عسكرية في إطار محاربة الألغام.