محادثات بين الرئيسين بوتفليقة وهولاند

تعميق العلاقات وتعزيز فرص الشراكة

تعميق العلاقات وتعزيز فرص الشراكة
  • القراءات: 565 مرات
أجرى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، محادثات مع نظيره الفرنسي، فرانسوا هولاند، الذي يقوم بزيارة صداقة وعمل في الجزائر. وتناول رئيسا الدولتين وضع العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. جرت المحادثات بحضور رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، والوزير الأول، عبد المالك سلال، ووزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى، ووزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعامرة، ووزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب. أما عن الجانب الفرنسي فقد حضر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لوران فابيوس.
وكان الرئيس الفرنسي استقبل قبل ذلك بمقر إقامته بزرالدة، الوزير الأول عبد المالك سلال.وأكد الرئيس الفرنسي أن ”العلاقة الشخصية” التي تربطه بالرئيس بوتفليقة ستعزز العلاقات الجزائرية - الفرنسية في مختلف المجالات. وقال السيد هولاند عقب المحادثات التي جمعته مع رئيس الجمهورية ”هذا أمر بالغ الأهمية. فالعلاقة التي تمكنت من إقامتها مع الرئيس بوتفليقة ستسمح لنا بتعزيز علاقاتنا على الصعيد الاقتصادي والثقافي والبشري”.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن هذه ”العلاقة الشخصية” ستسمح كذلك للبلدين بتقديم ”نفس الاقتراحات” بشأن ”تسوية الأزمات واستتباب الأمن والسلم في المنطقة وفي العالم”.
وبعد أن وصف لقاءه مع الرئيس بوتفليقة بـ«الهام” و«الودي”، أكد السيد هولاند أنه تطرق إلى المسائل المتعلقة بـ«العلاقات الثنائية والشراكة الاقتصادية والتنمية والمبادلات البشرية”.
وأضاف أنه تم التطرق كذلك خلال هذا اللقاء إلى الوضع في ليبيا والساحل ومكافحة الإرهاب.
وكان الرئيس هولاند الذي قام أمس بزيارة صداقة وعمل للجزائر بدعوة من الرئيس بوتفليقة، أكد أن الجزائر وفرنسا تربطهما علاقة ”متميزة” تقوم على صداقة ”حقيقية
وأخوية”، مشيرا إلى أن زيارته الثانية من نوعها للجزائر بعد تلك التي أجراها سنة 2012 ،ستكون فرصة لتعميق العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وفي تصريح للصحافة لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين، أوضح الرئيس هولاند أن ”الأمر يتعلق أولا بعدم نسيان التاريخ والقيام بعمل ذاكرة مع التوجه في الوقت ذاته نحو المستقبل”.
و بالنسبة لرئيس الدولة الفرنسي فإن ”هذا المستقبل يتمحور حول التنمية الاقتصادية والتقارب الجامعي والثقافي”، حيث ألح في هذا الصدد على ضرورة ”العمل مع من أجل المتوسط”. مضيفا أنه ”عمل كثيرا في الأشهر الأخيرة مع الرئيس بوتفليقة ”لتقريب البلدين أكثر والوفاء بالالتزامات التي اتخذناها”.
وأكد الرئيس هولاند أن فرنسا هي الشريك الاقتصادي الأول للجزائر، معربا عن أمله في أن تتطور هذه الشراكة أكثر، مستدلا في هذا السياق بتواجد مؤسسات هامة بالجزائر على غرار رونو وسانوفي وألستون وقريبا بيجو. في هذا الإطار، أوضح الرئيس الفرنسي أن هدف هذه المؤسسات يكمن في ”تطوير التشغيل بالجزائر وفرنسا لاسيما لصالح الشباب الجزائري”. وإذ أعرب عن أمله في أن يلتقي خلال هذه الزيارة بالشركاء الاقتصاديين الذين ” يرغبون في العمل مع فرنسا”، فقد أعرب السيد هولاند عن الإرادة في ”تسهيل تنقل” المواطنين والمتعاملين الاقتصاديين بين البلدين.
كما تابع يقول ”لقد أظهرنا إننا قادرون على ذلك لاسيما من خلال منح التأشيرة (...). تلكم هي أهم المواضيع التي تجسد أهمية هذه الزيارة وآفاق العلاقة بين فرنسا والجزائر”.

مع الرئيس بوتفليقة أقمنا علاقة ثقة

من جهة أخرى، أشاد الرئيس الفرنسي بالعمل المنجز من طرف الجزائر لاسيما في مجال استتباب السلم في مالي. قائلا في هذا الصدد ”أحيي العمل الذي قامت به السلطات الجزائرية لاسيما بخصوص السلم في مالي”، مشيرا إلى ”الكفاح المشترك” ضد الإرهاب. واغتنم فرصة ترحمه على أرواح شهداء الثورة التحريرية بمقام الشهيد، لدى وصوله إلى الجزائر للتأكيد على حاجة البلدين ”لعمل مشترك” بالنظر إلى الوضع الأمني السائد في منطقة الساحل.  وأضاف رئيس الدولة الفرنسي أن ”هذا هو المغزى” من زيارته إلى الجزائر بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي والثقافي. ليمضي بالقول ”مع الرئيس بوتفليقة أقمنا علاقة ثقة ونصائحه وتصوره للأمور بالغة الأهمية”. وأعرب السيد هولاند عن ”امتنانه” للحكومة الجزائرية التي ”بذلت كل ما في وسعها لإيجاد مرتكبي عملية اغتيال هيرفي غورديل” الرعية الفرنسي الذي اغتيل من طرف جماعة إرهابية خلال السنة الماضية في منطقة جبلية تقع بين البويرة وتيزي وزو.
وبخصوص مسألة الذاكرة، أشار الرئيس هولاند إلى أن الشعبين (الجزائري والفرنسي) ”يربطهما التاريخ”، معتبرا بأن هذا التاريخ كان ”أليما” ولكن ”اليوم بإمكاننا المضي قدما في علاقاتنا الثنائية”. وقال ”لقد قمنا بتهدئة عدة أمور خلال زيارة الدولة التي قمت بها (ديسمبر 2012) واليوم تربطنا شراكة حقيقية تم من خلالها تحقيق عدة مشاريع إلى جانب شراكات لنتوجه معا نحو إفريقيا”. كما أشاد الرئيس الفرنسي بمساهمة الجزائر في إنجاح الندوة الدولية حول المناخ المقررة في ديسمبر المقبل بباريس.